رئيس التحرير: عادل صبري 06:37 صباحاً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هوس كورونا يدفع جيران طبيبة بـ«حميات الإسماعيلية» لمحاولة طردها

هوس كورونا يدفع جيران طبيبة بـ«حميات الإسماعيلية» لمحاولة طردها

أخبار مصر

الطبيبة دينا عبد السلام

نشطاء تضامنوا معها «حقك علينا يادكتور»..

هوس كورونا يدفع جيران طبيبة بـ«حميات الإسماعيلية» لمحاولة طردها

أحلام حسنين 09 أبريل 2020 15:50

 

في الثاني من أبريل الجاري، تسلَّمت الطبيبة الشابة دينا مجدي عبد السلام، العمل باستقبال طوارئ مستشفى حميات الإسماعيلية، لتقف على خط الدفاع مع رفقائها من جيش مصر الأبيض للتصدي لفيروس كورونا، ولكنها لم تكن تعلم أنَّ تلك المهمة ستجعلها محط تنمُّر جيرانها وإيذائهم، ومحاولة طردها من محل سكنها.

 

وقبل يوم من تسلم الدكتور دينا عبد السلام، أخصائي الجلدية بمستشفى القنطرة غرب، لمهمتها الجديدة في مستشفى حميات الإسماعيلية، لفزر حالات الاشتباه بفيروس كورونا، قررت أن تترك منزل عائلتها، وتسكن في مكان آخر بمفردها، كإجراء احتياطي اتخذه كثير من زملائها.

 

وبعد نحو 5 أيام من انتقالها لمقر إقامة جديد، حدث شيء لم يكن يخطر ببالها يوم، أن يكون ثمن عملها كطبيبة تؤدي مهمة في مستشفى الحميات لاستقبال حالات اشتباه كورونا، هو محاولة طردها من السكن، حسبما روت في مقطع فيديو نشرته عبر صفحتها على فيس بوك.

 

 

 

ذات يوم عادت الطبيبة إلى مقر إقامتها الجديد، فبعد عمل متواصل لأيام بالمستشفى حصلت على إجازة، قررت أن تأخذ فيها قسطا من الراحة داخل السكن، وفجأة سمعت أصوات مرتفعة تنادي بسباب على صاحبة الشقة، وهي "خالة الطبية"، فخرجت مسرعة تطل من النافذة، فوجدت رجال ونساء وأمن العمارة ينتظرونها.

 

خرجت الطبيبة من شرفتها متعجبة ما الذي يحدث؟، لا أحد في العمارة يعرفها، هم يعرفون أن الشقة لـ"خالتها"، ولكن لا أحد يعرفها هي، بينما هي في اندهاشها من تلك الأصوات التي تسبها وهي لا تعلم لماذا، سمعت أحدهم يقول "ياكذا.. مش هترد علينا".

 

سألت الطبيبة في استغرب "ماذا يحدث؟"، لتجد حناجر مرتفعة ترد عليها "انت الدكتورة فلانة اللي شغالة في الحميات، احنا عرفنا عنك كل حاجة، انت جاية تجبلنا المرض هنا، احنا عندنا عيال صغيرة، انت عاملة عزل صحي في البيت ومش مهم احنا".

 

 

لم تجد الطبيبة ما ترد به على سيل الكلمات التي تنهال عليها تهاجمها، كل ما شعرت به أنهم يتعاملون مع الطبيب وكأنه "شخص مشبوه"، عادت إلى غرفتها، واتصلت بالنجدة.

 

وقبل أن تصل النجدة سبقها الجيران في تقديم بلاغ إلى وزارة الصحة بأن هناك حالة كورونا في عمارتهم "يقصدون الطبيبة" يطالبون بأخذها إلى الحجر الصحي.

 

بعد نصف ساعة وصلت النجدة، ولكن كان كل أولئك الذين كانوا يصيحون في الشارع ويسبون الطبية اختبئوا في منازلهم، بينما مكث رجل الأمن على باب العمارة، فتحدث إليه الضابط مدة 10 دقائق، عاد بعدها إلى الطبيبة يعتذر إليها عما بدر منه هو وجيرانها.

 

 

وتحدث الضابط إلى الطبيبة وأخبرها أنه يبدو أن هناك سوء تفاهم، فالجيران تقدموا ببلاغ ضد الطبيبة إنها تتحفظ على حالة كورونا وتعالجها في المنزل، وهو ما فضلت الطبيبة الصمت عن الرد عليه، مكتفية بقولها خلال الفيديو :"مكنتش عارفة أرد من قمة الجهل والغباء اللي وصلنا له".

 

وبعد ما حاولت النجدة تهدأت الأوضاع، تقدم الجيران بالاعتذار إلى الطبيبة، ولكنها لم تقبل الاعتذار، موضحة :"أنا الشارع اتفرج عليا، وبهدلوني وشتموني".

 

 

 

وأصرت الطبيبة على أن عمل محضر للجيران الذي تطالوا عليها وحاولوا طردها من السكن، مشيرة إلى أنه سيتم عرضه على النيابة خلال ثلاثة أيام، مؤكدة أنها لن تقبل اعتذارهم.

 

وقالت الطبيبة :"احنا سايبين بيوتنا ومتمرطين ومتبهدلين وطالع عينا وطافحين الدم عشان تعملوا معانا كده، انا مش بعمعم، بس نسبة كبيرة الجهل مغمي عينها وعقولها".

 

وواصلت حديثها :"احنا سايبين بيوتنا نروح فين، نبات في المسشفيات، احنا فعلا بنبات في المستشفيات، بس مش حقنا نريح، نفصل شوية عشان نعرف نساعدكم ونجدد طاقتنا شوية، ناكل لقمة كويسة".

 

 

وتحدثت الطبيبة عن معاناة العاملين بقطاع الصحة في ظل انتشار فيروس كورونا قائلة :"اي حد شغال في قطاع الصحة سواء تمريض مظف دكتور عامل، انتوا مش مقدرين هو بيتعب ازي، ومش مقدرين الضغوط ولا المسؤولية اللي عليه، كنت عارفة ان جيش مصر الابيض شوية فشخرة ونفخة كدابة".

 

واستطرد :"كنت متأكدة إن لمجرد الأزمة ما تعدي هنرجع نتشتم تاني ونتبهدل تاني زي الأول، بس مكنتش متخيلة انه يحصل في الازمة ومش مقدرين للدرجة دي، انتوا لو تعبتوا هتروحوا فين، للدكتور اللي هو في نفس الوقت خايفين على نفسكوا منه، الدكتور دا بني ادم عنده احساسيس وعاوز ياكل وينام ويريح وممكن يبقى مضغوط نفسيا عادي،  مش عارفة ايه اخرة اللي احنا فيه".

 

واختتمت الطبيبة حديثها برسالة قائلة :"احنا مش عاوزين منكوا حاجة،  قدروا بس  تعبنا واللي احنا بنعمله، وتخفوا الضغط علينا شوية عشان احنا طفحنا، وربنا ما يحوج حد فيكم لأي دكتور، ويارب الفترة دي تعدي على خير، بس عشان خاطرنا سبونا في حالنا".

 

وتفاعل الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، مع الطبيبة دينا عبد السلام، بعد مقطع الفيديو الذي نشرته، تروي فيه ما تعرضت له من تنمر من جيرانها.

 

 

ودشن رواد "السوشيال ميديا"، هاشتاج "حقك علينا يادكتور"، مؤكدين على تقديريهم لعمل الأطباء والممرضين في ظل الظروف الراهنة، وأن ما بدر من جيرانها مجرد حادث فردي لابد أن يحاكموا عليه.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان