رئيس التحرير: عادل صبري 12:16 مساءً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

هل يفسد «كورونا» الصيام كما أفسد صلاة الجماعة؟.. الفقهاء يتركون الإجابة للأطباء

هل يفسد «كورونا» الصيام كما أفسد صلاة الجماعة؟.. الفقهاء يتركون الإجابة للأطباء

أخبار مصر

حكم إفطار المسلمين بسبب تفشى وباء فيروس كورونا

هل يفسد «كورونا» الصيام كما أفسد صلاة الجماعة؟.. الفقهاء يتركون الإجابة للأطباء

فادي الصاوي 05 أبريل 2020 18:59

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، زاد الحديث مؤخرًا، عن حكم إفطار المسلمين بسبب تفشى وباء فيروس كورونا، وتفاعلت جميع المؤسسات الدينية فى مصر مع القضية، وأدلى كل من مشيخة الأزهر ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء بدلوها في هذه المسألة، وسط تخوف المواطنين من أن يفسد الفيروس عليهم صيامهم كما أفسد عليهم صلاة الجماعة والجمعة في المساجد.

 

ومؤخرًا، قررت وزارة الأوقاف المصرية، تعليق صلوات الجمع والجماعات فى جميع المساجد والمصليات، كإجراء احترازي للحد من التجمعات التى قد تسبب الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد، وأيدت مشيخة الأزهر ودار الإفتاء، الأوقاف فى قرارها حفاظا على أرواح المواطنين. 

 

 

وكان الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة حذر خلال لقاء تليفزيوني له، كبار السن والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة من الصيام، موضحًا أن ترطيب الجسم باستمرار يعمل على إبطاء الدورة الدموية والتي تذهب بغزارة لأماكن العدوى لمدها بقوات انتشار سريعة تدافع عن بقائها، وبالنسبة للأشخاص الآخر قال مصباح : كل شخص يصوم على حسب قدرته".

 

وبدوره تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى، سؤالًا يقول فيه السائل :"«ما حُكم صيام شهر رمضان في حال رأى الأطباءُ ضرورة بقاء فم الصَّائم رطبًا طوال اليوم؛ كإجراء وقائيّ من العدوى بفيروس كرونا المُستجد (كوفيد – 19)؟»

 

وجاء الجواب كالتالي: "وإن كان الأمر سابقًا لأوانه؛ فإنه لا يجوز للمسلم أن يُفطِرَ رمضان إلَّا إذا قرَّر الأطباء وثبت علميًّا أن الصِّيام سيجعله عرضةً للإصابة والهلاك بفيروس كُورونا، وهو أمر لم يثبت علميًّا حتى هذه اللحظة".

وأشار مركز الأزهر إلى أن الإسلام حثَّ على حِفَظِ النَّفس وصيانتها بكلِّ الطُّرق والسُّبل التي تدرأ عنها الهلاك، وتمنع عنها الضرر

 

واستعان مركز الفتوى بالأزهر، برأى منظمة الصحة العالمية للإجابة على سؤال السائل، وأجابت المنظمة عن سؤالين عبر موقعها الإلكتروني مفادهما، السؤال الأول: هل شرب الماء يخفف من التهاب الحلق؟ وهل يقي من العدوى بمرض فيروس كورونا-2019 (كوفيد-19)؟، فأجابت: «من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم مما يحفظ الصحة العامة، ولكن لا يقي شرب الماء من العدوى بمرض كوفيد - 19».

 

السؤال الثاني: هل تساعد الغَرْغَرَة بغسول الفم على الوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد؟، فأجابت: «لا، لا توجد أي بيِّنة على أنَّ استخدام غسول الفم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد... هناك بعض العلامات التجارية لغسول الفم قد تقضي على جراثيم معينة لبضع دقائق في اللُّعَاب الموجود بالفم، لكن لا يعني ذلك أنها تقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد - 2019م» ا.هـ.

 

وأشار المركز إلى أنه إذا أراد الصائم لأي سببٍ آخر أن يجعل فمه رطبًا، فقد سَنَّ له الإسلام المضمضة حال الوضوء، فيستعين بها على ترطيب فمه؛ شريطة ألَّا يُبالغ في ذلك؛ كي لا يدخل الماء إلى جوفه فيبطل صومه.

 

وانتهت فتوى الأزهر إلى عدم جواز إفطار المسلمين في رمضان إلا للمرضى وأصحاب أمراض المناعة وأصحاب الأعذار الذين يُرخَّصُ لهم الفِطر، أو إذا ثبت علميًّا أنَّ لعدم شرب الماء تأثيرًا صحيًّا على الصائمين؛ كإجراء وقائي لهم من الإصابة بهذا المرض بالإفطار في رمضان؛ فيرجع في حكم ذلك للأطباء الثِّقات وما يرونه؛ للحفاظ على صحة الإنسان، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، وقرارهم مُلزِمٌ لكلِّ صائم مسلم بالإفطار من عدمه.

 

وتابع مركز الأزهر للفتوى، قوله :" إذا استمرَّ الحظر وبقي النَّاس في منازلِهم فيجب الصَّوم؛ لأنَّه ببقائهم بالمنزل لن يكون هناك خطر يهدد حياتهم بعدوى.. ومع ذلك ففي حالة الضرورة، فالرأي القاطع في هذه المسألة يكون لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف".

 

من جانبها أكدت وزارة الأوقاف على لسان متحدثها الرسمي الدكتور أحمد القاضي، أن المرجع في الإفطار أو الصيام في رمضان يكون للطبيب، موضحًا أنه إذا رأي أهل الاختصاص وهم الأطباء أن في الإفطار نجاة فلا حرج في ذلك، إذا قالوا إنه لا ضرر من الصيام، فيكون الصيام بصورته الطبيعية لكل مسلم بالغ عاقل مكلف بأداء العبادات لا يعاني من أي أمراض مناعية.

 

وبدورها شكلت دار الإفتاء المصرية، لجنة طبية مكونة من أربعة أساتذة من كلية الطب في تخصصات الطب الشرعي والمناعة والأنف والأذن والحنجرة، وذلك لبحث مدى إمكانية تأثير الصيام على الأشخاص، في ظل انتشار فيروس كورونا أم أنه غير مؤثر، وبناء على ما تتفق عليه اللجنة، سيتحدد دار الإفتاء من الذي يصوم شهر رمضان، ومن لديه رخصة للإفطار، في ظل انتشار كورونا.

 

فى السياق ذاته، أوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أنه حال نصح الأطباء بالإفطار في شهر رمضان، للوقاية من فيروس كورونا، سيتوجب اتباعهم، لافتا إلى أنه من الواجب، اتباع إرشادات الأطباء في حال تطلب الإفطار، للوقاية من كورونا، مؤكدا أن أتباع نصائح الأطباء، فى هذه الحال واجب، لما يمثله عدم الالتزام من خطورة على حياة الإنسان.


 

فيما دعا الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إلى عدم استباق الأحداث وتعميم حكم بعينه، مشيرًا إلى أنه المؤسسات الدينية الرسمية من الأزهر الشريف ودار الإفتاء ستصدر بيانات رسمية إن ظهر جديد يشير إلى ضرورة الإفطار للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان