رئيس التحرير: عادل صبري 06:27 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

«الأزاريطة».. من أول حجر صحي في تاريخ الإسكندرية إلى منارة للعلم والمعرفة

«الأزاريطة».. من أول حجر صحي في تاريخ الإسكندرية إلى منارة للعلم والمعرفة

أخبار مصر

الازاريطة

«الأزاريطة».. من أول حجر صحي في تاريخ الإسكندرية إلى منارة للعلم والمعرفة

حازم مصطفى 05 أبريل 2020 12:01

مستشفى عزل أو حجر صحي، كلمتان باتا يترددان كثيرًا على مدار الأيام الماضية مع الانتشار الكبير لفيروس كورونا، ولكن ما هو تاريخ الحجر الصحي الذي لازم انتشار الأوبئة في مصر قديما وخاصة مدينة الإسكندرية باعتبارها بوابة تستقبل القادمين عبر السفن، قبل اختراع الطائرات.

أول حجر صحي..


يقول محمد سعودي، الباحث في التاريخ السكندري، بأن الأزاريطة، وهي أحد أشهر أحياء الإسكندرية، ويرجع تاريخها إلى فترة حكم محمد علي باشا، الذي أراد النهوض بالمدينة الساحلية، فأنشأ بها مجلسا صحيا، إلا أنه وبعد انتشار مرض "الكوليرا" فكر في إدخال نظام الحجر الصحي المعمول به في أوروبا.

وأضاف "سعودي" أنه قد قام بجمع قناصل الدول، وشكّل منهم لجنة، وأصدر بعدها قرارا بإنشاء أول محجر صحي يقع بجانب الميناء الشرقي الذي ترسو به سفن الجاليات الأوروبية والأجنبية، ويشغل حاليا مكانه مبنى المركز الأفريقي لطب الأسرة.
 

وتابع: "على إثر ذلك فرض محمد علي كردونا كاملا حوال الإسكندرية، لا أحد يدخل ولا أحد يخرج، ومتعلقات المرضى يتم حرقها معهم، وإذا ما اكتشف أن أسرة عندها مريض طاعون مات ولم يعلنوا يتم إعدام رب الأسرة بالرصاص أمام باب منزله.

 

 

سر اختيار أسم الأزاريطة..

 

أوضح "سعودي" أنها كلمة محرفة عبر السنين من كلمة "لازاريت"، نسبة إلى أول محجر صحي تم بناؤه في فرنسا في جزيرة "سانت ماري دو نازاريه، حيث كان يفد إليها القادمون من الشرق؛ فأقاموا هذا المحجر، كنوع من الرعاية الصحية، مشيرا إلى أنه لفظ أصله لاتيني، ومعناه، الأبرص أو المجذوم، حيث كانت الدول الرومانية تبالغ في الحجر على المجذومين، فكانوا يضعوهم في الحجر طوال حياتهم.

 

الأزاريطة.. متحف مفتوح على  تاريخ المدينة..

 

يقول إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين بالإسكندرية، إنه وفي الوقت الحالي تعج منطقة الأزاريطة بالعديد من الهيئات والمؤسسات، منها: مبنى مستشفى الجامعة الرئيسي، ومجمع كليات الطب التابع لجامعة الإسكندرية، وديوان حي وسط الإسكندرية، ومبنى هيئة الرقابة الإدارية بالإسكندرية، وقنصليتا اليونان وقبرص، حيث لا يزال الطابع المعماري للحي متميزا، حيث توجد فيلات وقصور شيدت في فجر القرن الـ19، وما زالت محتفظة برونقها حتى الآن.

وأضاف لـمصر العربية أن المنطقة تضم بعض العمارات التي شيدها المعماريون الإيطاليون الذين تركوا بصماتهم على أجمل مباني ومساجد المدينة، حيث تزدان العمارات بالزخارف والتيجان، والبعض منها محفور عليه تاريخ التشييد، واسم المعماري الذي شيدها؛ مما يجعل الترجل بين جنبات هذا الحي متعة، وكأن المترجل في هذا الحي في جولة بين متحف مفتوح يجسد العالم الكوزموبوليتاني في الإسكندرية منذ أكثر من مائة عام.

من محجر صحي لبوتقة علم..

 

واختتم "عاصم"، حديثه مؤكدا على أن حي الأزاريطة خلال قرن ونصف من الزمان يتحول من حجر صحي للمجذومين إلى بوتقة للعلم والمعرفة، سواء من طلاب جامعة الإسكندرية، أو من رواد مكتبتها، مما أنعش الحي تجاريا، ووأصبح يمتلئ بالمطاعم بشتى أصنافها ومحال خدمات التصوير والطباعة.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان