مع اقتراب شهور الحمل على الانتهاء، وقبل استقبال مولودها الرابع، تلقت سيدة فى العقد الثالث من عمرها تنتمى لمحافظة الأقصر صدمة كبيرة، عندما أخبرها الأطباء أنها أصيبت بفيروس كورونا المستجد، الذى يعجز أطباء العالم عن اكتشاف لقاح له حتى الآن، بعد مخالطتها أحد المصابين أثناء إقامتها بمحافظة البحر الأحمر.

نزل الخبر على آذان السيدة الحامل وعائلتها كالصاعقة، لكنها قررت أن تواجه هذا الوباء وتنتصر عليه هي وجنينها الذي لم يخرج إلى الدنيا حتى الآن، فذهبت إلى مستشفى إسنا التخصصي المخصص لعزل مصابي فيروس كورونا بالأقصر وأجرت بعض التحاليل التي أثبتت إيجابية حالتها لفيروس كورونا.

استقبل مستشفى إسنا السيدة الحامل، ورغم استقرار حالتها، إلا أنه جرى عزلها بداخل قسم الرعاية المركزة بالمستشفى، وفحصها بصفة دورية على مدار اليوم، والتعامل معها طبيًا من خلال بروتوكول علاجي يتناسب معها ولا يؤثر على الجنين.

ووفقًا لأطباء المستشفى، اعتمد البروتوكول العلاجي بشكل كبير على التغذية السليمة التي تضمن زيادة قوة الجهاز المناعي، وكذلك الاهتمام بالصحة النفسية لها، الأمر الذى ساعدها بشكل كبير على التعافي.

وبعد خمسة أيام فقط قضتها السيدة الحامل فى العزل الصحي، أجريت لها التحاليل اللازمة أكثر من مرة فظهرت النتائج سلبيه للمرة الثانية على التوالي، ما دفع إدارة المستشفى إلى السماح لها بالخروج ضمن 6 متعافين آخرين، واحتفل طاقم تمريض وأطباء المستشفى بنجاحهم فى مهمتهم وانقاذ والأم وجنينها  وعدم تعرضهما لأي مخاطر طول أسبوع قضته فى المستشفى.

ويروى الدكتور حسام فتحي، طبيب بمستشفى العزل الصحي، قصة السيدة الحامل قائلا :"استقبل مستشفى إسنا التخصصي قبل عدة أيام أول حالة مصابة بفيروس كورونا في الأقصر، وهي سيدة في الثلاثين من عمرها، حامل في الشهر الثامن".

وأضاف فتحي: "حالة السيدة الحامل كانت مستقرة للغاية، لافتا إلى أنها خضعت للعلاج لمدة ٥ أيام، وطوال هذه الفترة كان الدكتور أحمد صالح، إخصائي النساء والتوليد، يشرف على الحالة بصفة مستمرة وجرى التعامل معها طبيًا من خلال بروتوكول علاجي يتناسب معها ولا يؤثر على الجنين".

وتابع: "الآن السيدة تعافت تمامًا، وتم التصريح لها بالخروج من المستشفى"، وذكر أن الأبحاث الطبية التي جرى الإعلان عنها حتى الآن أشارت إلى أن معدلات إصابة الجنين بفيروس كورونا نتيجة إصابة الأم، منخفضة للغاية، وتكاد أن تكون نادرة.

وكشف الطبيب، أنه جرى تحديد موعد ولادة السيدة في الفترة من ١٥ وحتى٢٠ من أبريل الجاري، وقامت إدارة المستشفى بإجراءات استباقية للتعامل مع عملية الولادة، موضحا فى الوقت ذاته أنه تم تجهيز غرفة العمليات لإجراء جراحة قيصرية، وذلك لأن التاريخ الطبي للحالة كشف أنه سبق لها انجاب 3 أطفال، أول وثاني عملية وضع تمت بصورة طبيعية، بينما أنجبت طفلها الأخير عن طريق الولادة المجزرية، لذل جرى إعداد كافة التجهيزات لعملية الولادة بداية من رفع معدلات التعقيم على أعلى مستوى، مرورا بتوفير عدد من أكياس من البلازما والدم والأدوات الطبية وأجهزة السونار، واختيار أعضاء الفريق الطبي.

ويضم الفريق الطبي الذى سيجرى عملية الولادة للسيدة الحامل -وفقا لحديث طبيب العزل-، الدكتور أحمد صالح، إخصائي النساء والتوليد، والدكتور حسام فتحي، جراح مساعد، ومن فريق التمريض، الممرضة أميرة، ورضا التوني، وتم تجهيز حضانة الأطفال بإشراف الدكتور وهب الله محمود لمتابعة الحالة الصحية للطفل.

وأشار الطبيب، فى تصريح له اليوم، إلى أن تعافي السيدة الحامل وخروجها من المستشفى سيسمح لها بالخضوع لعملية ولادة في ظل إجراءات التعقيم العادية المتبعة بأية تدخلات جراحية.

وقال:" رغم أن التحاليل المعملية التي خضعت لها السيدة كشفت أن آخر اختبارين كان سلبيي الإصابة، إلا أنها أعلنت عن طلبها برغبتها بأن تواصل عملية متابعة الحمل من خلال طبيب مستشفى العزل الطبي".

وكان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أعلن فى مؤتمر صحفى له اليوم الخميس، أن أعداد إصابات كورونا في مصر، وصلت إلى 850 إصابة، بزيادة قدرها 71 حالة عن آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة، أمس الأربعاء، 779 حالة.

ووجه مدبولي، الشكر إلى أجهزة الدولة التي تتعاون من أجل نجاح الإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، لافتا إلى أنه بعد مرور الأسبوع الأول من اتخاذ الإجراءات، فإن الأسبوع المقبل مهم جدا في تنفيذ الإجراءات التي تم اتخاذها على الأرض، داعيا المصريين إلى الالتزام بتطبيق الإجراءات التي يتم اتخاذها من قبل الدولة.