رحل عن عالمنا، اليوم الأربعاء، أحد كبار مفكري العصر الحديث فضيلة الدكتور محمود حمدي زقزوق، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وزير الأوقاف الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، عن عمر يناهز الـ 89 عامًا.

ولد زقزوق في الـ 27 من ديسمبر عام 1933، بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، وعُيِّن وزيرًا للأوقاف من1996 حتي يوليو 2004.

كان زقزوق هو أول  من اقترح فكرة الأذان الموحد، خلال فترة عمله كوزيرا للأوقاف، والتي تمّ تطبيقها بأربعة آلاف مسجد على مستوى الجمهورية، قبل أن يتوقف بسبب الأحداث التي وقعت في عام 2001.

ففي الرابع من فبراير 2020 كان لزقزوق تصريح صحفي، قال فيه: إنَّه صاحب فكرة مشروع الأذان الموحد، وجرى تطبيقه خلال توليه المنصب، وبعد أن وقعت اضطرابات ومظاهرات عام 2011، وتمَّت سرقة أجهزة البث الخاصة بالأذان الموحد من المساجد توقف المشروع".

وخلال مسيرته العلمية حصل زقزوق على إجازة العالمية من كلية اللغة العربية بالأزهر عام 1959، والشهادة العالمية مع إجازة التدريس من كلية اللغة العربية بالأزهر  عام 1960، وحصل على دكتوراه في الفلسفة من جامعة ميونخ بألمانيا عام 1968.

 وتدرج الراحل في المناصب، حيث عين مدرسا للفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين جامعة الأزهرعام 1969،  ثم عمل أستاذ مساعد عام 1974،  ثم عمل أستاذ - عام 1979.

وعمل زقزوق وكيلًا لكلية أصول الدين بالقاهرة ورئيس قسم الفلسفة والعقيدة (1978- 1980)،  ثم عميدًا لكلية أصول الدين بجامعة الأزهرفى الفترة من عام ( 1987وحتى 1989)، ومن عام ( 1991حتى 1995).

وشغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، المجلس الأعلى للأزهر، واتحاد الكتاب، ورئيس مجلس إدارة الجمعية الفلسفية المصرية، ومقرر اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة في العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر.

وعين زقزوق نائبا لرئيس جامعة الأزهر عام 1995، ثم توالى في المناصب وصولا لحقبة الأوقاف، إذ جرى تعيينه وزيرًا للأوقاف عام 1996. 

وقبل أن يختتم حياته عضوًا بهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، شارك في عدة مؤتمرات منها:

المؤتمر الدولى للعلاقات الثقافية في مدينة بون بألمانيا - عام 1980.

المؤتمر السنوى للجمعية الدولية لتاريخ الأديان بجامعة هامبورج بألمانيا - عام 1988.

مؤتمر دار حضارات العالم في برلين بألمانيا عن الاتجاهات الإسلامية المعاصرة - عام 1991.

مؤتمر مركز أبحاث الحوار(حريصا) - لبنان - عام 1995.

وعكف زقزوق في حياته على العديد من المؤلفات، ومنها :"المنهج الفلسفى بين الغزالى وديكارت، الكويت، عام 1983، الإسلام في تصورات الغرب، القاهرة، عام 1987، مقدمة في علم الأخلاق، القاهرة، عام 1993، دراسات في الفلسفة الحديثة، القاهرة، عام 1993، تمهيد للفلسفة، القاهرة، عام 1994، مقدمة في الفلسفة الإسلامية".

ومما تركه زقزوق من المؤلفات أيضا :"الإسلام في مرآة الفكر الغربى، القاهرة، عام 1994، الدين والحضارة، القاهرة، عام 1996، الدين والفلسفة والتنوير، القاهرة، عام 1996، نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة - عام 1997". 

وفي يناير الماضي كرم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتور محمود حمدي زقزوق، خلال مؤتمر تجديد الفكر الديني، الذي عقده الأزهر الشريف، تقديرا لجهود في تجديد الفكر الإسلامي وتعزيز السلم ونشر سماحة الإسلام.