رئيس التحرير: عادل صبري 02:12 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

آخر تطورات أزمة «سد النهضة»| إثيوبيا تهاجم الولايات المتحدة.. ومصر تتوقع «خديعة»

آخر تطورات أزمة «سد النهضة»| إثيوبيا تهاجم الولايات المتحدة.. ومصر تتوقع «خديعة»

أخبار مصر

سد النهضة.. هل يبدأ خلاف مصري إثيوبي محتمل

آخر تطورات أزمة «سد النهضة»| إثيوبيا تهاجم الولايات المتحدة.. ومصر تتوقع «خديعة»

محمد عمر 04 مارس 2020 22:25

تطورات متسارعة يشهدها ملف مفاوضات سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، وسط مخاوف مصرية من تأثر حصتها في مياه النهر.

 

آخر تطورات المفاوضات، أن انتقد وزير الخارجية الإثيوبي جيدو أندرجاتشاو الولايات المتحدة لما أسماه باتخاذها موقفا غير مقبول فيما يتعلق بالمفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سد النهضة، ولكنه أعرب عن تعهد بلاده بمواصلة المفاوضات الحالية، وفقا لبي بي سي.

 

وقال أندرجاتشاو، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الري الإثيوبي: إن واشنطن اتخذت موقفا "غير دبلوماسي" خلال الجولة الأخيرة من المفاوضات.

 

الوزير الإثيوبي أشار إلى البيان الصادر عن وزارة الخزانة الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي، والذي قالت فيه إنه تم التوصل إلى اتفاق نهائي، وطالبت فيه أديس أبابا بالتوقيع على الاتفاق في أقرب وقت ممكن.

 

وقال أندرجاتشاو إن ذلك البيان لا يعكس مكانة دولة كبيرة مثل الولايات المتحدة. وتابع: "نريد من الأمريكيين أن يلعبوا دورا بناء، وأي دور آخر بخلاف هذا سيكون غير مقبول".

 

وتصاعدت التوترات حول مشروع سد النهضة الإثيوبي في الأيام القليلة الماضية، بعدما قررت إثيوبيا عدم إرسال الوفد الخاص بها للمشاركة في المفاوضات التي استضافتها واشنطن، وبررت ذلك القرار بأنها بحاجة إلى مزيد من الوقت للتشاور.

 

ومن جانبها، أعربت مصر، والتي وقعت بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي صاغه كل من الولايات المتحدة والبنك الدولي، عن بالغ استيائها ورفضها للموقف الإثيوبي تجاه ملف سد النهضة، وقالت وزارة الخارجية المصرية: إن مصر ستتخذ كافة السبل المتاحة لحماية مصالحها العليا وأمنها القومي.

 

ومن جانبه، أعرب وزير الخارجية الإثيوبي عن رفض بلاده للتحذيرات المصرية وقال: إن تلك التحذيرات ليست في مصلحة الجميع ولن تؤدي إلا إلى تدمير العلاقات.

 

وقال أندرجاتشاو: إن بلاده تبني سد النهضة لأنها تملك الحق الكامل في ذلك، مع التزامها بالحفاظ على مصالح دول المصب وعدم إلحاق أي ضرر بها.

 

الرد المصري:

ردت مصر على تصريحات إثيوبيا في ما يتعلق بالمحادثات حول سد النهضة، معلنة أن إثيوبيا لا يمكنها ملء سد النهضة أو البدء فيه إلا بموافقة مصر والسودان طبقاً للبند رقم 5 من اتفاقية إعلان المبادئ لعام 2015 والتي وقعت عليها أديس أبابا.

 

وكشف محمد السباعي المتحدث باسم وزارة الموارد المائية المصرية، عن تفاصيل الخلاف بين الجانبين وكواليس مفاوضات السد، وقال: إن الدارسات الفنية الخاصة بالسد لم تستكمل حتى الآن، ومنها الدراسات الخاصة بالأمن والدراسات الخاصة بالتأثيرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية.

 

وأضاف أن مصر طالبت خلال المفاوضات بضرورة استكمالها، وتدارك المشاكل الفنية بشكل أو بأخر ، وكان من المفترض أن تكون هذه البنود ضمن الاتفاقية، مضيفا أن كفاءة سد النهضة في توليد الكهرباء تمثل نحو %33.

 

وذكر أن إثيوبيا لا يمكنها ملء سد النهضة أو البدء فيه إلا بموافقة مصر والسودان طبقا للبند رقم 5 من اتفاقية إعلان المبادئ لعام 2015 والتي وقعت عليها إثيوبيا، وينص على أنه لا يتم الملء إلا بعد الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل، وإثيوبيا لم تبدأ في ملء الخزان ولكنهم أعلنوا أنه سيتم الملء مع استكمال أعمال الإنشاء.

 

السيسي وترامب يبحثان تطورات أزمة السد: وتلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحثا خلاله تطورات ملف سد النهضة، وفق بيان رئاسة الجمهورية. وشدد الرئيس الأمريكي على "استمرار الإدارة الأمريكية في بذل الجهود الدءوبة والتنسيق مع مصر والسودان وإثيوبيا بشأن هذا الملف الحيوي، وصولا إلى انتهاء الدول الثلاث من التوقيع على اتفاق سد النهضة".

 

وأعرب أيضا عن تقديره لتوقيع مصر بالأحرف الأولى على الاتفاق الذي أسفرت عنه جولات المفاوضات التي استضافتها واشنطن خلال الأشهر الماضية، معتبرا إياه "اتفاقا شاملا وعادلا ومتوازنا"، وأكد أن "ذلك يدل على حسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة والبناءة لدى مصر".

 

من جانبه، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره للدور الذي تقوم به الإدارة الأمريكية في رعاية المفاوضات. وفي غضون ذلك، تلقى وزير الخارجية سامح شكري اتصالا هاتفيا من نظيره الأمريكي مايك بومبيو، وفق بيان الوزارة، الذي ذكر أن الاتصال يأتي "في إطار التواصل والتنسيق المستمر بين الجانبين حول أوجه العلاقات الاستراتيجية المختلفة بين الدولتين، والتشاور الوثيق بشأن مجمل القضايا".

 

هل خُدعت مصر؟

أستاذ القانون الدولي أيمن سلامة علق على التصريحات الإثيوبية الأخيرة قائلا: "إن التصريحات الإثيوبية الأخيرة التي تزعم بأن سلطاتها مطلقة في إدارة وتشغيل وملء سد النهضة باعتباره في أرض إثيوبية، وتم تشييده بأموال وطنية خالصة وأن لأديس أبابا سيادة مطلقة على نهر النيل الأزرق الذي يجري في إقليمها لا تعدو إلا ترهات مرسلة، ودفوع غير مؤسسة، ومزاعم باطلة'".

 

وأضاف سلامة في تصريحات صحفية: "إثيوبيا ليست لديها حرية الاختيار في إبرام الاتفاقيات الدولية المنظمة للاستعمال المنصف المشترك لنهر النيل بعد إنشاء سد النهضة... وإذا كانت ملكية إثيوبيا لسد النهضة مطلقة فهي محملة بأعباء قانونية دولية أهمها عدم الإضرار بالغير، وخاصة دولة مصب النهر، وهي مصر".

 

وقال محمد بركات، في صحيفة "الأخبار" المصرية، تحت عنوان "التعنت الإثيوبي" إنه كان يساوره "الكثير من الشك في الموقف الإثيوبي منذ بدء المفاوضات وحتى الآن".

 

ويرى الكاتب أنه منذ توقيع اتفاق المبادئ في الخرطوم عام 2015، مارست إثيوبيا "محاولات دائمة للمراوغة وإضاعة الوقت ووضع العراقيل التي تحول دون التوصل إلى توافق نهائي بين الأطراف الثلاثة المتفاوضة".

 

ويتهم الكاتب أديس أبابا بـ "التعنت الواضح وعدم التزامها بما ورد في الإعلان من ضرورة السعي بحسن النية وإرادة سياسية للتوصل للاتفاق النهائي، هذا بالرغم من الحرص المصري الكامل على الالتزام بما ورد في الإعلان والعمل بجدية كاملة على مراعاة تحقيق مصالح الدول الثلاث في اتفاق عادل".

 

وبالمثل، يرى محمد حسن البنا، في الصحيفة نفسها، أن الأمر "أصبح واضحا وضوح الشمس، هناك مؤامرة على مصر، وإثيوبيا ضليعة فيها، والسودان تتعامل بسلبية".

 

ويدعو الكاتب إلى ترك الأمر "للقيادة السياسية، التي أعلنت أنها لن تتهاون في قطرة ماء، وأن نثق في قراراتها المبنية على رؤية خبراء مصر في كافة التخصصات".

النص الأصلي

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان