عبّر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، عن غضبه الشديد من قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي ببناء ما يقرب من 3500 وحدة سكنية استيطانية جديدة بالضفة الغربية المحتلة شرق القدس، مؤكدًا أنّ هذه المستوطنات تمثل تعديًا صارخًا على أراضي الدولة الفلسطينية، إضافة إلى كونها استفزازًا لمشاعر الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين.

وقال فى بيان له، اليوم الخميس، إنّ مثل هذه الخطوات تأتي في إطار سياسة فرض الأمر الواقع، مشددًا على أنها لن تُغيِّر من حقيقة عروبة الأرض، وأن الكيان الصهيوني مغتصب لأراض غيره من الشعوب صاحبة الحق، مطالبا فى الوقت ذاته المجتمع الدولي بسرعة اتخاذ الإجراءات كافة للوقوف ضد هذه الخطوات التصعيدية التي تدفع الوضع الحالي إلى مزيد من التعقيد.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد أعلن فى نهاية ديسمبر 2017، نقل السفارة الأمريكية للقدس وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، الأمر الذى رفضه الإمام الأكبر واعتبره تهديدا للسلام العالمي، مؤكدا أن القدس ستظل عاصمة أبدية لفلسطين.

وفى يناير الماضى، أعلن الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تفاصيل خطته للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، والتى تنص على إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وأن تكون مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لإسرائيل، وأشار إلى أن بلاده ستعترف بالمستوطنات كجزء من إسرائيل.

ووقتها، علق الدكتور الطيب على هذا المؤتمر الأزهر لتجديد الفكر الديني، على لقاء ترامب ونتنياهو، معبرا عن شعوره بالحزن قائلا: "كنت أشعر بالخزي وأنا أشاهد الرئيس الأمريكي يخطط ويحل مشاكلنا، فهم الذي يخططون ويتحكمون في كل شئ، ولا يوجد عربي أو مسلم".

وكانت وزارة الخارجية المصرية أصدرت فى وقت سابق بيانا أدانت فيه قرار الحكومة الاسرائيلية السماح ببناء ٣٥٠٠ وحدة سكنية استيطانية جديدة، وأكدت أنها منافية للقانون الدولي مُمثلاً في قرارات مجلس الأمن والمرجعيات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وبأنه يقوّض فرص التوصُل لسلام مبني على حل الدولتيّن.

الجامعة العربية أدانت هى الأخرى، إعلان رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس الشرقية المحتلة، وقال الدكتور سعيد أبوعلى  الأمين العام المساعد رئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، "إن المخطط الاستيطاني الاستعماري غير القانوني الذي جاء في إطار الحملة الانتخابية لليمين الإسرائيلي المتطرف القائمة سيؤدي إلى عزل القدس الشرقية عزلا تاما عن الضفة الغربية ويعمل على تكريس نظام الفصل العنصري وخلق المعازل، وتقوض تواصلها الجغرافي، وتدمر مبدأ حل الدولتين"، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإنفاذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار رقم 2334 لعام 2016 .