رئيس التحرير: عادل صبري 11:55 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

رحلة نجاح وقفت أمامها الحياة.. «عبد الرحمن» الذي قهر العجز والتنمر

رحلة نجاح وقفت أمامها الحياة.. «عبد الرحمن» الذي قهر العجز والتنمر

أخبار مصر

تصوير: علي الخشاب

أطرافه غير مكتملة وقلبه جهة اليمين..

رحلة نجاح وقفت أمامها الحياة.. «عبد الرحمن» الذي قهر العجز والتنمر

آيات قطامش 14 فبراير 2020 00:30

"جاء إلى الدنيا بيدين وأصابع قدمين غير مكتملة وقلب جهة اليمين فضلًا عن شرخ في الجمجمة.. أذى نفسي وسمعي دائمًا ما كان يتعرض له ويلاحقه كلما خطت قدمه الصغير خارج أروقة المنزل، فلم يسلم من نظرات تلاحقه من القريب والغريب أينما ذهب، فضلًا عن كلمات وتمتمات تجري على ألسنة البعض تسلك طريقها إلى مسامعه فتجبره نفسيًا على أن يلزم البيت ولا يخرج منه إلا للضرورة القصوى".  
  

 

 

 

قصة عبد الرحمن، صاحب الـ 18 عامًا، بدأت بتنمر وانتهت بنجاح، بعدما حصد ميداليات ذهبية على مستوى الجمهورية، في بطولات ألعاب القوى، وبات يتداول قصته عبر مواقع التواصل الاجتماعي مرفقًا معها عدد من الصور. 

 

روى "عبد الرحمن وحيد علي" قصته لـ"مصر العربية" قائلًا إن بداية حكايته تعود حينما جاء إلى الدنيا بيدين وأصابع قدمين غير مكتملتين بعضهم ملتصق، واكتمل مصابه حينما تعرض لحادث تسبب له في شرخ بالجمجمة وانتهى الأمر بإجراء نحو عشر علميات جراحية، وهو لا يزال صغيرًا. 

 

 

كان "عبد الرحمن" يتمنى اللعب مع الأطفال أمام البيت، إلا أن والدته كانت تخشى عليه من أن يصيبه مكروه وفضلت أن تجنبه أذى سماع كلمة من هذا أو ذاك، ومن هنا قررت ألا يغادر البيت ولكنها في الوقت ذاته رحبت بمن يريد أن يأتي ليلعب برفقة "عبد الرحمن" داخل الدار. 

 

كبر الصغير شيئًا فشيئًا واتخذ هو قرار عدم مفارقة الدار بعدما كان يحلم باللعب مع الصغار، فمع بداية خروجه للعالم الكبير بعقله وقلبه الصغير، لم يحتمل نظرات العابرين له كونه لا يشبههم، وليس لديه أطراف مثلهم.

 

تصوير - علي الخشاب (AK)

 

"اللهم عافينا مما ابتلى به غيرنا.."؛ دعوة كانت تجري على السنة من حوله من الكبار، فيقول: "كان صوتهم عالي وبسمعهم وكنت بضايق"، أما الصغار فكانت تهكماتهم تطرق مسامعه كالقذيفة، وتابع: "حينها قررت ألا أفارق البيت ولكني مع الوقت أدركت أنّ هذا ليس الحل، ويجب علي الخروج ومواصلة حياتي، لأن كلام من حولي لن يتوقف". 

 

التحق الصغير بالمدرسة ولم يكن الوضع أفضل حالًا، حيث كان يضطر لخلع حذائه حتى يتمكن من الكتابة بأصابعه غير المكتملة، وبمجرد قيامه بهذا الأمر يجد أعين أقرانه بالصف تحدق به، فيعود لوالدته مكسور القلب والخاطر، فلم تكن تتركه لحزن وقررت أن تعلمه كيف يمسك القلم في البداية بفمه ثم بـ كلتا يديه المبتورتين، وظلت تشجعه وتسانده في  كافة خطواته. 

 

 

حلم الصغير أن يكون من مرتدي الروب الأسود ويصبح أحد اعضاء قلعة الحريات ويلتحق بكلية الحقوق كي يدافع عن المظلومين ويكون صوتًا لكل فرد من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالفعل اجتاز "عبد الرحمن" المرحلة الثانوية بمجموعة 83% ودخل الكلية، والآن هو طالب بالفرقة الأولى. 

 

بالتحاق "عبد الرحمن" بالحقوق يكون قد اجتاز الشوط الأولى من أحلامه، لكن النجاح الأكبر كان بانتظاره في المجال الرياضي، لكنه حينما أقدم على الاشتراك في أحد الألعاب كزملائه في مثل عمره، جاءته التعليقات "تلعب إيه إنت واحد معاق إزاي هتلعب إنت المفروض تعد في البيت".. يقول عبد الرحمن: "كنت على وشك الاستسلام لتلك الكلمات، خاصة أنني كلما توجهت لنادي يأتي الرد مش بنقبل ناس معاقة.. لكن قررت الا استسلم واخذت ابحث".

 

في نهاية المطاف، رحبت به أحد النوادي بوجوده، ولم يكن يعلم أي رياضة سيمارس إلى أن اكتشفه أحد المدربين، والتحق بألعاب القوى، ويقول: "حققت ميداليات ذهبية أول 3 سنوات متتالية لعام 2017 و2018 و2019 في ألعاب القوى جري 100 متر و200 متر، والوثب الطويل وتنس الطاولة، وحصلت على المركز الثالث على مستوى الجامعات عام 2019".

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان