قبل شهور قليلة أعلنت الحكومة اعتزامها تنفيذ مشروع المونوريل، فعلق السكندريون الآمال عليه لحل أزمة المرور والمواصلات التي عانوا منها كثيرا، ولكن فجأة أعلنت الحكومة وقف تنفيذ المشروع، الأمر الذي أثار التساؤلات حول الأسباب؟

تعاني الإسكندرية على مدى السنوات الماضية من ضعف شبكة المواصلات الداخلية، ما كان يعني أن مشروع المونوريل سيمثل لهم بارقة أمل لحل تلك الأزمة، ولكن التكلفة العالية للمشروع جعلت الحكومة تتوقف عن تنفيذه قبل أن يخرج إلى النور.

وكانت شركة ريدكون للتعمير وقّعت العام الماضي مذكرة تفاهم مع وزارة النقل، لتنفيذ مشروع المونوريل بالمحافظة، حيث كان من المقرر بدء تنفيذه  شهر فبراير 2020.
 

طلب إحاطة..قرض بـ7 مليارات

يقول هيثم الحريري، عضو مجلس النواب عن محرم بك وغربال وابيس، إن الحكومة أعلنت منذ شهور قليلة أنه تمت الموافقة على قرض يصل إلى 7 مليارات جنيه لتنفيذ مشروع المونوريل بالإسكندرية.

وأضاف الحريري، في طلب إحاطة تقدم به إلى مجلس النواب بشأن إلغاء مشروع المونوريل، أنه فوجئ منذ أيام قليلة بأن الحكومة أعلنت إلغاء تنفيذ هذا المشروع والبدء في تنفيذ مشروع جديد.

وأوضح عضو البرلمان أنه بكل تأكيد مع تطوير جميع وسائل النقل العام التي يستخدمها الغالبية من أبناء الإسكندرية، ولكنه في حاجة إلى تفسير أسباب إلغاء المشروع.

وطالب الحريري بمناقشة طلب الإحاطة في لجنة الإدارية المحلية، لتفسير أسباب إلغاء مشروع المونوريل، وتوضيح الجدوى الاقتصادية وخطة تنفيذ المشروع الجديد.

والمونوريل هو خط نقل سككي سريع، تبلغ السعة القصوى له نحو مليون راكب يوميًا، ويحقق زمن رحلة يعادل زمن رحلة السيارة بدون توقف، ويستغرق 35 دقيقة لمسافة 35 كم.

وكان من المقرر أن يتضمن المشروع إنشاء 4 خطوط للقطار المعلق بالإسكندرية، الخط الأول من كارفور – محطة الرمل، والخط الثانى كارفور - الموقف الجديد – سيدى جابر، أما الخط الثالث المنتزة – رأس التين، فيما سيتم وضع الخطة طويلة الأجل والتى تستهدف مد القطار المعلق من منطقة أبو قير إلى مدينة برج العرب.

التكلفة العالية

وبحسب المهندس علي صقر، مدير عام إدارة الحركة والمتابعة للهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية، فإنه قد تقرر إلغاء مشروع قطار المونوريل بشكل نهائي نظرا للتكلفة العالية للمشروع وعدم جدواه الاقتصادية، حيث سيخدم فئة محددة فقط من المواطنين وستكون تذكرته مرتفعة إلى حد كبير بسبب تكاليف صيانته المرتفعة.

وأضاف "صقر"، في تصريح خاص لـ"مصر العربية"، أنه سيتم العمل بدلا عن قطار المونوريل على تطوير شبكة ترام الرمل لجعله وسيلة نقل حضارية وسريعة.

مشروع جديد

ووفقا لـ"صقر" فإن هناك خطة كاملة لتطوير شبكة ترام الرمل بتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتكون "المترو الحضري"، والتي قد بدأت بالفعل، وتم توفير الاعتمادات المالية لها.

وتتضمن الدراسة المطروحة لمشروع "المترو الحضري"، الذي تتولى دراسته 6 شركات عالمية وفقا لـ"صقر"،  فك طريق الترام من التقاطعات عن طريق عمل أنفاق أو كباري للسيارت، بحيث إن مدة توقف الترام لا تتعدى نصف دقيقة.

ومن المقرر أن يتم تغيير عربات الترام بعربات جديدة خفيفة يمكنها عبو المنحدرات، وبحسب رئيس الهيئة فإنه تم التعاقد على 15 عربة ترام، إذ مستهدف أن يكون مشروعا رائدا يجعل الطريق من المنشية حتى فيكتوريا 30 دقيقة فقط.

وكان اللواء محمود الشريف محافظ اﻹسكندرية قد شهد بدء تشغيل 4 عربات ترام جديدة، مصنعة في دولة أوكرانيا، وذلك بهدف توفير وسائل نقل مريحة بأسعار تتناسب مع الجميع.