"أكثرهن بركة" حملة دشنها مركز الأزهر العالمي للفتوى، لمواجهة غلاء تكاليف الزواج والتي تطلبها أسرة الفتاه وتتمثل في شبكة ومهر وشقة تمليك وآثاث وغيرها من أشكال الطلبات خاصة في محافظات الصعيد والقرى، حيث يطلب الأب شبكة لابنته تصل لـ50 و60 ألف جنيه مما يتسبب ذلك في ارتفاع نسبة العنوسة وتأخر الزواج.
ومن هذا المنطلق، دعا الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إلى إطلاق حملة توعوية بشأن المُغالاه في طلبات أهل العروسة والتي تتسبب في عدم قدرة بعض الشباب والأسر على هذه التكاليف وبالتالي تأخر الزواج وارتفاع نسب العنوسة، لذا يسروا ولا تعسروا.
وعلقت الخبير الاجتماعي، الدكتورة هالة منصور، أنه لابد من محاربة العادات والتقاليد الخاطئة المنتشرة في قرى مصر والريف وهي المقارنة بالغير وزيادة الطلبات والتكاليف على العريس التي تتسبب في زيادة الديون أو الإقراض وفشل الزواج في النهاية.
وأكدت الخبير الاجتماعي، أنه على الأسر المصرية عدم النظر إلى الهدايا أو الشبكة بأن تكون غالية وباهظة وليس لها قيمة فكلها مجرد شكليات، مؤكدة أن الزواج لابد أن يقوم على حب ومودة وليس تطاليف وشبكة غالية.
"الابتعاد عن العادات الغربية التي لا تتناسب مع المجتمع المصري الشرقي والتي قد تؤثر بالسلب على الأسر"، مؤكدة أن الأزهر والحكومة دشنت أكثر من مبادرة لحث المواطنين على تيسير أمور الزواج وعدم المبالغة ولكن في الحقيقة الموضوع ليس سهلًا لأن المبادرات لابد أن تركز على تغيير ثقافة المجتمع ونظرته للزواج.
ولم تكن حملة "أكثرهن بركة" هي الأولى ولكن تعددت المبادرات المجتمعية للحد من تكاليف الزواج، ومنها " بلاها شبكة"، وهي مبادرة خرجت من قلب الصعيد، وذلك بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الذهب، حيث بدأ أهالي قريتي "طوخ ودنفيق كوم بلال" بمركز نقادة، في محافظة قنا، تطبيق فكرة إلغاء الذهب خلال الزواج، للتخفيف على الشاب تكاليف الزواج.
وفي محافظة القليوبية، دشن أهالي المحافظة مبادرة "العودة للأصول"، لتقليل نفقات الزواج بين الطرفين سواء في جهاز العروسة أو تكاليف الشبكة والمهر والشقة، وتستهدف شراء شبكة بسعر رمزي أو إلغاءها وكتابتها في القايمة حفاظًا على حق الزوجة.
وفي محافظة بني سويف، دشن الأهالي والشباب مبادرة "مودة ورحمة" وتستهدف خفيف نفقات الزواج على أبناء القرية لمساعدة الشباب في مشروع الزواج والتخفيف من نفقاته التي أثقلت كاهل الأسر في القرية، ولاقت إقبالًا كبيرًا من أهل القرية.
حملة "زواج بلا ديون"، تستهدف أهالي القرى والريف، للتخفيف من المبالغة في شراء أغلى الأجهزة وشراء أكثر من طاقة الأطراف، وإلفاء مايسمى بالمواسم، وتستهدف المبادرة عدم ارتفاع الديون على أسرة العريس أو العروسة بسبب عادات خاطئة.
"المُغالاه والشكليات تؤدي في النهاية إلى الطلاق"، هكذا علقت الدكتورة سامية خضر، خبيرة في علم الاجتماع، مؤكدة أنه على الطرفين عدم التأثر بعادادت الأهل والسير سويًا بما يرضي الله وعدم النظر إلى أغلى الأشياء لشراءها تحت مبرر "الناس هتقول علينا إيه؟!".
وأكدت خبير الاجتماعي، أنه على الطرفين بدء حياتهم ببساطة وعلى قد إمكانياتهم دون المبالغة حتى لايؤدي ذلك إلى تراكم الديون والتي سيظل العريس تسديدها حتى بعد الزواج.
