رئيس التحرير: عادل صبري 05:57 صباحاً | الجمعة 29 مارس 2024 م | 19 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

«زينب العبادي».. قصة فتاة بدوية أحيت تراث سيناء اليدوي من الاندثار

«زينب العبادي».. قصة فتاة بدوية أحيت تراث سيناء اليدوي من الاندثار

أخبار مصر

زينب العبادي

«زينب العبادي».. قصة فتاة بدوية أحيت تراث سيناء اليدوي من الاندثار

إسلام محمود 26 يناير 2020 11:12

استطاعت بنت شمال سيناء "زينب العبادي"، أن تجمع بين استكمال رحلة تعليمها الجامعي بجامعة العريش، وبين العمل في تسويق منتجاتها التراثية، من المنسوجات والأثواب المطرزة من تراث بدو سيناء القديم، والدفع بهذه المنتجات فى المعارض المختلفة لتبرز وجه سيناء، وتحقق استفادة بإحياء مصنوعات وحرف قديمة، كانت تجيدها سيدات سيناء فى الماضى .


تقول زينب "، إنها من بنات قبيلة الرياشات بقرية أبو طويلة التابعة لمركز مدينة الشيخ زويد في شمال سيناء من قرية أبو طويلة، و أنها تشربت مبكرًا تعلم كثير من أسرار صناعات تراثية قديمة على يد والدتها وجدتها، ثم استطاعت أن تصل للمعارض والمحافل العامة لعرض الإنتاج عن طريق إحدى الجمعيات .


أضافت بنت مدينة الشيخ زويد بسيناء، خلال حديثها لمصر العربية، أن آخر مشاركة لها كانت فى معرض القرية التراثية بمهرجان شرم الشيخ التراثي النادر، قبل أيام عن طريق ترشيحها من فرع جهاز تنمية المشروعات بشمال سيناء، وخلال مشاركتها أبرزت جانب من إنتاجها فى قريتها، الذى تجوب به المعارض وتشارك به فى كل مكان يسمح لها.


وفي معرض حديثها عن مشاركتها في معرض مهرجان شرم الشيخ التراثي الدولي، قالت:  تضمنت عرضا تنوع ما بين الكليم البدوى المصنوع من خيوط وصوف الغنم وأيضًا وبر الإبل، إضافة لمقتنيات تراثية لأشكال أنتيكات مننوعة.


وكشفت أن معروضاتها شملت الستائر المصنوعة بالطريقة السيناوية من خيوط مجدولة بألوان منوعة زاهية والحقائب النسائية المطرزة والخردوات المنوعة، وخرج الجمل وهو المنتج التراثى القديم الذي كان يستعمل على ظهر الجمل لنقل المؤن حيث تعيد تصنيعية منسوجًا ومجهزًا بأدوات الزينة المختلفة.


واكدت البدوية زينب العبادي إنها تفتخر انها بدأت حياتها العملية من الصفر من قريتها أبو طويلة حيث كانت أمها وجدتها يحترفن مهارة صناعة المنسوجات التقليدية، وصناعة خرج الجمل، ولَم تيأس أو تتراجع أم تساير عصرها.

 

واضافت أنها تحافظ على الحرفة وأدوات تصنيعها وخامتها فى قريتها، وتقوم بتعليم وتدريب فتيات وسيدات من قريتها عليها لتكون هذه المنتجات مصدر دخل لكثير من الأسر، وتقوم بدورها فى التسويق لها فى كل مكان يتاح لها فيه عرض المنتجات


وقالت زبنب إنها حاصلة على ليسانس تربية، وهو مؤهل حصلت عليه مؤخرا بعد أن حصلت على مؤهل متوسط، ثم واصلت دراستها وهى تعمل فى مهنتها فى إصرار من جانبها على أن تسير فى التعليم جنبا إلى جنب مع العمل اليدوى.


وتصف مجال تخصصها أنه نادر وليس متكرر، وهو صناعة الكليم اليدوى بواسطة الأيادى والأدوات البسيطة ونسجة، وهو حرفة كانت سائدة فى سيناء بالماضى، وانقرضت بسبب ارتفاع تكاليف إحضار وصناعة الصوف، وهو ما يزيد سعر المشغولة قياسا بالسجاد فى السوق. وتشير "العبادي' إلى أنها اختارت هذه المهنة لأنها تحقق دخلا أفضل وهى خبيرة فيها، وتحمل رسالة من سيناء أن أهلها يتمسكون بتراثهم النادر من نوعه، فضلا أن سبل التسويق جيدة، وإن كانت تحتاج مشقة السفر والمشاركة فى المعارض بحثا عن زبائن من نوع خاص يعشقون المشغولات اليدوية ويقدرون ثمنها.


وأضافت أن المهنة لم تندثر، واستطاعت أن تدخل عليها تحديثات ساهمت فى أن تصبح المشغولات أكثر طلبا، مثل استخدام الأصواف فى صناعة مشغولات جديدة من نوعها كالستائر والمفروشات وأغطية التحف، وأشكال جمالية متعددة، كما تم استخدام الصباغة الطبيعية لتضيف رونقا جديدا للمشغولات المكونة جميعها من الصوف.


وأوضحت " زينب" أنها خاضت تجربة التدريب العلمى على صناعة الأصواف بمركز تحديث الصناعة بالقاهرة، لتضيف لخبراتها المتوارثة إضافات علمية تسهم فى تحسين المشغولات وإضفاء روح العصر عليها.


واكدت أنها لا تنكر وجود صعوبات تواجهها نتيجة الأوضاع التى تعيشها سيناء، وخاصة منطقتها الشيخ زويد، فهى تواجه صعوبات فى وصول الخامات إليها ومع ذلك لا تعتبرها عقبة، وتعمل على تحدى كل صعب.


وتقول "زينب"، إن أسعد لحظات تعيشها هى حالة انبهار الزبائن بمنتجاتها خصوصا عندما يعلمون أنها جاءت من مدينة الشيخ زويد وقطعت بها كل هذه المسافات، وتشاركت أيادى سيدات فى صناعتها يدويا دون أى تدخل للماكينات.


وأوضحت" العبادي" في نهاية حديثها مع "مصر العربية" أن رسالتها لكل سيدة فى سيناء، أنه عليهن ألا يتوقفن عن الحلم، وألا يقللن من شأن أى حرفة يجدنها ويعتقدن أنها ولت واندثرت، فكل العالم يتجه حاليا للبحث عن القديم والأعمال اليدوية النادرة.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان