رئيس التحرير: عادل صبري 10:39 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

مؤتمر التجديد.. هل يرد الأزهر على اتهامه بالتشدد؟

مؤتمر التجديد.. هل يرد الأزهر على اتهامه بالتشدد؟

أخبار مصر

أحمد الطيب شيخ الأزهر

مؤتمر التجديد.. هل يرد الأزهر على اتهامه بالتشدد؟

فادي الصاوي 25 يناير 2020 21:15

على مدار السنوات الماضية التى أعقبت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تجديد الخطاب الديني فى البلاد، حضر الأزهر الشريف على الساحة الإعلامية ليس باعتباره مؤسسة التنوير، وإنما رمزا للجمود والتشدد والمتسبب الأول فى موجة الإرهاب التى تعانى منها البلاد، ووصل الأمر إلى اتهامه بالتقصير عن أداء واجبه.

 

ووفقا لتصريح سابق للدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أصبح من المعتاد إدانة الأزهر ومناهجه عقب كل حادث من حوادث الإرهاب في سعي بائس فاشل لمحاولة خلخلة رصيده في قلوب المسلمين، وكلما أحرز الأزهر نجاحًا في تحقيق رسالته في الداخل أو الخارج يواجه بالصمت المطبق وإخفاء الحسنات أو البحث والتفتيش عن الهفوات وإذاعتها بعد تكبيرها وتجسيمها.

 

وعقب تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية، حملت وسائل الإعلام المصرية، الأزهر ومناهجه مسئولية انتشار الإرهاب في مصر، واتهموه بالتقصير فى تلبيه دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي المتعلقة بتجديد الخطاب الديني، رغم تأكيد الرئيس فى أكثر من مناسبة أن حديثه المتكرر عن تجديد الخطاب الديني لا يعني الإساءة للأزهر.

 

فى المقابل كان قيادات المؤسسة الدينية يتصدون لهذا الهجوم، ويؤكدون أن الأزهر هو المؤسسة الوحيدة القادرة على تجديد الخطاب والفكر الديني، ومحاربة التطرف والغلو، لأنها تقوم على التنوع واحترام الآراء.

 

وبعد مرور 5 سنوات على دعوة التجديد التى دعا إليها الرئيس، أعلن الأزهر الشريف، اعتزامه إقامة مؤتمر عالمي تحت عنوان «مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر والعلوم الإسلامية»، يومي 27 و28 يناير الجارى، تركز المحاور الرئيسة للمؤتمر على أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي، كما تناقش شروط التجديد ودواعيه وضوابطه، والأحكام الشرعية بين الثابت والمتغير، والمؤسسات المعنية ودورها في التجديد، وعرض مظاهر التجديد التي قام بها الأزهر قديمًا وحديثًا.

 

وكان الأزهر قد عقد ندوة تحضيرية لمؤتمر تجديد الفكر والعلوم الإسلامية فى أبريل 2015، وكان من المقرر إقامة مؤتمر عالمى كبير منبثقا عن هذه الندوة فى أبريل الماضي ولكن جرى تأجيله، إلى يناير 2020.

 

أسباب التاجيل كشفها الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، فى مقال نشرته جريدة صوت الأزهر فى يناير 2019، حيث قال:"أنا أعلم أن مؤتمرًا يراد له أن يخرج على هذه الصورة أمر شاق، ولكنه سيكون سهلًا ميسورًا إن شاء الله إذا أحسن تشكيل اللجان، وتوزيع الأدوار، وتقسيم العمل، وأعدكم ألا أبخل لا بوقتى ولا بجهدى، وأن أقدم كل ما تطيقه مؤسسة الأزهر الشريف من دعم مادى وأدبى ومعنوى".

 

وفى مقاله دعا الإمام الأكبر إلى إعداد قائمة إحصائية بكبريات القضايا التي تطرح نفسها على الساحة الآن، وأن تكون الأولوية للقضايا التي شكلت مبادئ اعتقادية عند جماعات التكفير والعنف والإرهاب المسلح، كقضايا: الجهاد - الخلافة - التكفير - الولاء والبراء - تقسيم المعمورة - وغيرها.

 

وأعرب شيخ الأزهر، عن أمله فى أن يخرج مؤتمر تجديد الفكر الديني، بوثيقة تصدر بإجماع علماء المسلمين،  وتترجم من العربية إلى اللغات الحية  وتوزع على السفارات بشكل رسمى، مشددا على ضرورة، أن يكون الاجتهاد في توضيح هذه المسائل اجتهادًا جماعيًا وليس فرديًا، فالاجتهاد الفردى فات أوانه، ولم يعد ممكنًا الآن، لتشتت الاختصاصات العلمية، وتشابك القضايا بين علوم عدة – حسب قوله- .

 

ووفقا لبيان صادر اليوم مشيخة الأزهر، تتناول محاور مؤتمر الأزهر المقبل تفكيك المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالجهاد والقتال في الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكتروني، وتركز على إبراز المواطنة من خلال رؤية شرعية معاصرة، وكذلك الحديث عن دور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي، مثل مؤسسة الأزهر الشريف، ووزارات الأوقاف، ودور الإفتاء، والجامعات والمعاهد العلمية.

 

وتدرس محاور المؤتمر التجديد في قضايا المرأة والأسرة، من خلال الحديث عن القوامة بين التسلط والمسؤولية، وتقلد المرأة للوظائف العامة العليا، وفوضى الزواج والطلاق ومشكلة العنوسة، وسفر المرأة بين القديم والحديث، والعنف الأسري وإجبار المرأة على الزواج.

 

‎ويركز محور التجديد والأمن المجتمعي على تفنيد الأفكار الداعشية الإرهابية المتطرفة، وواجب الدولة نحو حماية أخلاقيات المجتمع من مخاطر وسائل التواصل والمواقع الضارة، والحديث عن السياحة والآثار (كملكية الدولة للآثار- وحماية السائحين والآثار).

 

ويناقش مؤتمر الأزهر الشريف تحديات التجديد، وعلى رأسها ما يشيعه البعض من تكفير الأمة واعتزالها في الخطاب الدعوي، وتقديس الجماعات الإرهابية للفرد، واستخدام الشعارات الدينية لتحقيق أغراضها، ومناقشة دموية الفكر الإرهابي، وأخيرا المؤثرات السياسية والاقتصادية والأمنية والتكنولوجية على التجديد.​

 

وفى تقييم للجهود التى يقوم بها الأزهر لتجديد الخطاب الديني، قال الدكتور حسن الشافعى رئيس مجمع اللغة العربية، وعضو هيئة كبار العلماء: "أرى أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب على وعى كامل بهذه القضية، وله أسلوبه الهادئ ـــ دون فرقعة إعلامية يؤثرها البعض، لافتا إلى أن أفضل ما قام به فى هذا الشأن هو إنشاء ثانوية أزهرية خاصة لتأهيل من يلتحقون بالكليات الشرعية طبقًا للمنهج الأزهري التقليدي الرصين الذى تم تجريفه وتحريفه فخرّج من لا يصلحون لحمل رسالة الأزهر، أو تجديد أي خطاب من أي نوع.

 

وكشف الشافعى، فى حوار سابق عن مشاركته في إعداد مناهج الشعبة الخاصة ــــ أو الثانوية الشرعية ـــ تلافيًا لما حدث فى عهود سابقة من تجريف وتحريف للمناهج والكتب، واتباع أسلوب المذكرات والكتيبات التي لا تقيم الأزهري، مؤكدا أن الطلاب فى الشعب الشرعية هم الأمل الجديد – على حد قوله-.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان