مثلها مثل الكثير من مناطق الإسكندرية القديمة والعريقة، التي تمكنت منها يد الإهمال والعشوائية، يعيش حي كليوباترا، بحي شرق المدينة، أحد أقدم المناطق التاريخية بعروس البحر، والتي كان يقطنها سابقاُ عدد من الجاليات الأجنبية، في معاناة كبيرة بعد أن تحول سوق "زنانيري"، التجاري الموجود بالمنطقة مؤخراً، إلى أحد أكبر الأسواق العشوائية بالمدينة.

المنطقة التي كانت دارت فيها عدد من أحداث المسلسل الشهير "زيزنيا"، للمؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة، قد تغيرت معالمه بعد أن طالته يد العشوائية فعبثت به، وسط شكاوى متعددة من قاطنيها وتجاهل من المسئولين.

يقول حسين إيهاب، أحد الأهالي، أن المنطقة كانت قبل ذلك مسكن  للطبقة فوق المتوسطة من المصريين والجاليات الأجنبية التي كانت تسكن المدينة فيما سبق.

وأضاف:"المنطقة تعاني الآن من العشوائية والتي كان آخرها احتلال الباعة الجائلين لشارع زنانيري الرئيسي "عمر الخيام"، مشيرا إلى أن الشارع نفسه كان يضم فيما سبق محال تجارية ووكالات أغلبها مملوك للأجانب.

وتابع:"في الماضي كان كل تاجر بالسوق ملتزم بمحله ولا يخرج عنه للشارع كما هو الحال في الوقت الحالي".
 
ويقول هيثم ماضي، أحد الأهالي، المنطقة أصبحت ملتقى للباعة الجائلين الذي يأتون بفروشاتهم لإفتراش الطريق العام ويتسببون في تشويه المظهر العام وإحداث شلل مروري بشارع عمر الخيام، والذي يربط شارع بورسعيد بطريق الترام".
 
وطالب "ماضي"،الأجهزة التنفيذية بإعادة شن حملات الإزالة مجدداً كما كان يحدث سابقاً لافتاً إلى أن أخر حملة إزالة قدمت للسوق كانت منذ عامين تقريباً".
 
ويضيف محمد حسن، أحد الأهالي، المشكلة الحقيقية أن كل صاحب محل لا يلتزم بمحله ويخرج ببضاعته لعرضها بالطريق العام خوفاً من أن يأتي أخرون لإحتلال المكان امامه وفي النهاية المواطن هو من يدفع الثمن.

من جانبها قالت المهندسة سحر شعبان، رئيس حي شرق الإسكندرية، أن مشكلة الباعة الجائلين بشكل عام هي مشكلة قانون، مضيفة لابد من تشديد العثقوبات والغرامات على من يفترش الطريق.

وأضافت:"الحي من جانبه يقوم بيشن الحملات المتكررة لإزالة فروشات الباعة الجائلين بشكل دوري ولكنهم سرعان ما يعاودون الفرش مرة أخرى.