قال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن ليبيا تمثل مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر، لافتا إلى أن القوات المسلحة المصرية تقوم بتأمين الحدود البرية التى تقدر ١٢٠٠ كم بخلاف الحدود البحرية، على مدار الساعة من جانب واحد.
وأضاف راضى فى تصريحات نقلته عنه وكالة أنباء الشرق الأوسط،: " أن تأمين الحدود هى مسئولية مشتركة بين دولتين، ولكن في حالتنا مع ليبيا نراقب هذه الحدود بمفردنا بجهد مضاعف من خلال قواتنا وعلى رأسها القوات الجوية التي تقوم بطلعات باهظة التكاليف لإيقاف التسلل وتدمير العربات، وكل هذا يمثل عبئًا كبيرًا جدًا على مصر في ضبط الحدود، وهذا الجهد العسكري والمالي الكبير كان من الأولى أن يوجه لصالح جهود التنمية داخل الدولة المصرية".
وأشار متحدث الرئاسة، إلى تمكن القوات الجوية المصرية من تدمير آلاف من عربات الدفع الرباعي المحملة بالمقاتلين والسلاح بالفعل.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي، غادر مطار القاهرة الدولى، متوجها إلى ألمانيا، للمشاركة فى مؤتمر برلين بشأن ليبيا، الذى سيعقد غدا الأحد، وقبل أيام، تلقى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، تناول التباحث بشأن الوضع فى ليبيا، حيث أطلعت المستشارة ميركل الرئيس على الجهود والاتصالات الالمانية الأخيرة ذات الصلة بالملف الليبى سعيًا لبلورة مسار سياسى لتسوية القضية.
ومن المقرر أن يتوجه الرئيس السيسى بعد ذلك، إلى العاصمة البريطانية لندن لحضور قمة الاستثمار البريطانية الأفريقية، المقرر عقدها يوم 20 يناير الجارى، تلبية لدعوة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون.
ومن جانبه قال السفير بسام راضي، إن الملف الليبي كان القاسم المشترك في كافة الاتصالات التي أجراها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال الفترة الماضية، لافتا إلى أهمية مؤتمر برلين الذي ينطلق غدا في العاصمة الألمانية بعد فترة طويلة من الإعداد بالنظر الى الخطر الشديد الذي يهدد منطقة البحر المتوسط وأوربا نتيجة النزاع المتأجج في ليبيا.
وأشار إلى أن الاتصالات المكثفة مع كافة الأطراف جاءت في ظل المواقف المتباينة، موضحا أنه من المعروف في كل الأزمات المشابهة فإن وقف إطلاق النار وحده غير كاف ولا يمكن ضمان استدامته بدون مسار سياسي شامل يجمع كافة الأطراف ويتعامل مع كل جوانب الأزمة سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الأمنية وهذه هي وجهة نظر مصر.
وأضاف أن هناك العديد من المؤتمرات التي عقدت قبل ذلك ولكنها كانت ذات طابع إعلامي دعائي بدون إنجاز حقيقي أو نتائج على أرض الواقع.
وقال راضي إن مؤتمر برلين يضم كافة الأطراف الفاعلة بما فيها الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن ودول الجوار بالإضافة إلى الراعي الرئيسي ألمانيا والمنظمات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وكل هذه الأطراف مهتمة بالشأن الليبي بشكل كبير.