رئيس التحرير: عادل صبري 11:43 صباحاً | الخميس 18 أبريل 2024 م | 09 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

بيانات متبادلة.. كيف بلغت مفاوضات سد النهضة طريقًا مسدودًا؟

بيانات متبادلة.. كيف بلغت مفاوضات سد النهضة طريقًا مسدودًا؟

أخبار مصر

سد النهضة

بيانات متبادلة.. كيف بلغت مفاوضات سد النهضة طريقًا مسدودًا؟

فادي الصاوي 10 يناير 2020 20:37

أعلنت مصر، اليوم الجمعة، فشل سد النهضة" target="_blank">مفاوضات سد النهضة التى أجريت خلال الفترة الماضية مع إثيوبيا والسودان بوساطة من الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولى.

 

وأصدرت وزارة الخارجية، بيانا مساء اليوم أشارت فيه، إلى أن البيان الصادر عن وزارة الخارجية الإثيوبية بشأن الاجتماع الوزاري لسد النهضة، الذي عُقد اليومين الماضيين في أديس أبابا، تضمن العديد من المغالطات المرفوضة جملة وتفصيلًا.

 

وقالت الخارجية إن "البيان الإثيوبي انطوى على تضليل متعمد وتشويه للحقائق، وقدم صورة منافية تمامًا لمسار المفاوضات ولمواقف مصر وأطروحاتها الفنية ولواقع ما دار في هذا الاجتماع وفي الاجتماعات الوزارية الثلاثة التي سبقته والتي عقدت على مدار الشهرين الماضيين لمناقشة قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".

 

وأضافت أنّ هذه الاجتماعات الوزارية الأربعة لم تفض إلى تحقيق تقدم ملموس بسبب تعنت أثيوبيا وتبنيها لمواقف مغالى فيها تكشف عن نيتها في فرض الأمر الواقع وبسط سيطرتها على النيل الأزرق وملء وتشغيل سد النهضة دون أدنى مراعاة للمصالح المائية لدول المصب وبالأخص مصر بوصفها دولة المصب الأخيرة، بما يخالف التزامات اثيوبيا القانونية وفق المعاهدات والأعراف الدولية، وفي مقدمتها اتفاق إعلان المبادئ المبرم في 23 مارس 2015، وكذلك اتفاقية ١٩٠٢ التى أبرمتها اثيوبيا بارادتها الحرة كدولة مستقلة، واتفاقية ١٩٩٣ التى تعهدت فيها بعدم احداث ضرر لمصالح مصر المائية، الا ان اثيوبيا تسعى للتحكم فى النيل الأزرق كما تفعل فى انهار دولية مشتركة اخرى تتشاطر فيها مع دول شقيقة.

 

وأكدت الخارجية المصرية، أن هذا المنحى الإثيوبي المؤسف قد تجلى في مواقفها الفنية ومقترحاتها التي قدمتها خلال الاجتماعات الوزارية، والتى تعكس نية أثيوبيا ملء خزان سد النهضة دون قيد أو شرط ودون تطبيق أية قواعد توفر ضمانات حقيقة لدول المصب وتحميها من الأضرار المحتملة لعملية الملء.

 

وتابعت: "سبب رفض اثيوبيا تصريف الإيراد الطبيعي اثناء عملية تشغيل سد النهضة يرجع الى نيتها لتوظيف هذا السد والذى يستهدف فقط توليد الكهرباء لإطلاق يدها في القيام بمشروعات مستقبلية واستغلال موارد النيل الأزرق بحرية تامة دون الإكتراث بمصالح مصر المائية وحقوقها التي يكفلها القانون الدولي".

 

وأردف البيان : "لقد انخرطت مصر في هذه المفاوضات بحسن نية وبروح إيجابية تعكس رغبتها الصادقة في التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يحقق المصالح المشتركة لمصر ولأثيوبيا. وقد انعكس هذا في الأفكار والنماذج الفنية التي قدمتها مصر خلال الاجتماعات والتي اتسمت بالمرونة والانفتاح"

 

وأوضحت الخارجية: "بعكس ما ورد في بيان وزارة الخارجية الأثيوبية الذي زعم أن مصر طلبت ملء سد النهضة في فترة تمتد من 12 إلى 21 سنة، فإن مصر لم تُحدد عدد من السنوات لملء سد النهضة، بل أن واقع الأمر هو أن الدول الثلاث اتفقت منذ أكثر من عام على ملء السد على مراحل تعتمد سرعة تنفيذها على الإيراد السنوي للنيل الأزرق، حيث أن الطرح المصري يقود إلى ملء سد النهضة في 6 أو 7 سنوات إذا كان إيراد النهر متوسط أو فوق المتوسط خلال فترة الملء، أما في حالة حدوث جفاف، فإن الطرح المصري يمكن سد النهضة من توليد 80% من قدرته الإنتاجية من الكهرباء، بما يعني تحمل الجانب الأثيوبي أعباء الجفاف بنسبة ضئيلة".

 

وقالت الخارجية المصرية: "وخلافاً لما تضمنه بيان الخارجية الأثيوبية من مغالطات بشأن مفهوم العجز المائي، فإن مصر اقترحت وضع آليات وقواعد للتكيف مع التغيرات الهيدرولوجية في النيل الأزرق وللتعامل مع سنوات الجفاف التي قد تتزامن مع عملية ملء سد النهضة، بما في ذلك الإبطاء من سرعة الملء وإخراج كميات من المياه المخزنة في سد النهضة للحد من الآثار السلبية لعملية الملء أثناء الجفاف وسد العجز المائي الذي قد تتعرض له دول المصب، مع الحفاظ على قدرة سد النهضة في الاستمرار في توليد الكهرباء بمعدلات مرتفعة، إلا أن أثيوبيا تأبى إلا أن تتحمل مصر بمفردها أعباء الجفاف، وهو الأمر الذي يتنافى مع قواعد القانون الدولي ومبادئ العدالة والإنصاف في استخدامات الأنهار الدولية".

 

وأعربت مصر عن دهشتها من أنه كلما طالبت بضرورة الاتفاق على خطوات فعالة للتعامل مع سنوات الجفاف التي قد تحدث أثناء الملء، تقوم إثيوبيا بالتلويح باستعدادها لملء سد النهضة بشكل أحادي، وهو ما رفضته مصر على مدار المفاوضات باعتباره يمثل مخالفة صريحة لاتفاق اعلان المبادئ لعام ٢٠١٥ ولالتزامات اثيوبيا بموجب قواعد القانون الدولى.

 

كما استنكرت ما ورد في بيان الخارجية الإثيوبية من مزاعم بأن مصر تسعى للاستئثار بمياه النيل، موضحة أن مثل هذه التصريحات والشعارات الجوفاء، والتي ربما تصدر للاستهلاك المحلي، لا تساعد على خلق البيئة المواتية لتحقيق تقدم في المفاوضات.

 

وأكد البيان أن مصر ستشارك في الاجتماع المقرر أن يعقده وزير الخزانة الأمريكي مع وزراء الخارجية والمياه لمصر والسودان وإثيوبيا في واشنطن يومى 13 و14 يناير الجاري، من منطلق التزامها بالعمل الامين من اجل التوصل الى اتفاق عادل ومتوازن وفى إطار سعيها للحفاظ على مصالح الشعب المصرى التى لا تقبل التهاون فيها.

 

الأمر ذاته أكدته وزارة الرى على لسان متحدثها الإعلامي، الدكتور محمد السباعي، الذى أشار فى تصريح تليفزيوني له، إلى أن مصر اتبعت أسلوب طويل الأمد من المفاوضات في ملف سد النهضة منذ 2014، موضحا أنه لم يتم التوصل للحل المنشود في تلك المفاوضات حتى الآن.

 

وذكر السباعى، أن هناك اجتماع سيعقد يوم 13 يناير في واشنطن بحضور وزراء الخارجية والري للدول الثلاث "مصر وإثيوبيا والسودان" لاستكمال المفاوضات.

 

ومرت سد النهضة" target="_blank">مفاوضات سد النهضة بتقلبات كثيرة منذ 2011 وحتى اليوم، وتعثرت المفاوضات فى 2013 واستؤنفت 2014، وفى مارس 2015 جرى توقيع وثيقة إعلان المبادئ، وتعثرت الخلافات عام 2019 لكنها عادت بوساطة أمريكية

 

وتتركز الخلافات بين مصر وإثيوبيا حول نقطتين رئيسيتين، الأولى سنوات الملء والتشغيل، الثانية الحفاظ على منسوب المياه ببحيرة ناصر عند 165 مترا

 

وذكرت شبكة " بي بي سي" فى تقرير له، أن واشنطن قد تستخدم أوراق الضغط التي تمتلكها بهدف دفع الأطراف الثلاثة لتقديم تنازلات مقبولة من أجل التوصل لاتفاق يرضي الجميع، ولأنها ستستمر في الضغط على الأطراف المعنية بهدف الإبقاء على مسار التفاوض السلمي وعدم اللجوء إلى لغة القوة أو التهديد.

 

ونقلت الشبكة البريطانية عن مراقبين توقعهم بأن تدفع واشنطن باتجاه اللجوء إلى مؤسسات تحكيم دولية من أجل التوصل لحل سلمي أخير للأزمة، في حالة عدم التوافق على قضايا ملء وتشغيل السد، وتلافي الأضرار والمخاطر التي قد تنجم عن بنائه بالنسبة لدولتي المصب.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان