رئيس التحرير: عادل صبري 08:34 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

هكذا تفاعلت المؤسسات الإسلامية بمصر مع «التدخل التركي فى ليبيا»

هكذا تفاعلت المؤسسات الإسلامية بمصر مع «التدخل التركي فى ليبيا»

أخبار مصر

شيخ الازهر ووزير الاوقاف ومفتى الجمهورية

هكذا تفاعلت المؤسسات الإسلامية بمصر مع «التدخل التركي فى ليبيا»

فادي الصاوي 05 يناير 2020 18:54

تفاعلت المؤسسات الإسلامية فى مصر (الأزهر والأوقاف والإفتاء)، مع قضية التدخل العسكري التركي فى ليبيا، عن طريق إرسال قوات عسكرية إلى طرابلس، بناء على طلب فايز السراج رئيس حكومة الوفاق، معلنة رفضتها لهذا الأمر ودعمها فى الوقت نفسه كافة الإجراءات التى تعتزم الدولة المصرية اتخاذها لحماية أمنها القومي.

 

كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقع مع حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج مذكرتي تفاهم، الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية، وذلك يوم 27 نوفمبر 2019، وقوبل هذه الإعلان برفض دولي كبير، خاصة من الدولة المطلة على البحر المتوسط كقبرص واليونان.

 

وقبل أسبوعين أعلن أردوغان، عن اعتزام بلاده نشر قوات في ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني، بناء على طلب رئيس الحكومة فائز السراج، وذلك لمواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، وفى يوم الخميس الماضى أعلن البرلمان التركى، موافقته فى على تفويض أردوغان، بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا.

 

فى المقابل أعلنت مصر رفضها للتدخل التركي فى ليبيا، واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، يوم الخميس الماضى، بمجلس الأمن القومي لمناقشة التطورات الراهنة المتصلة بالأزمة الليبية، والتهديدات الناشئة عن التدخل العسكري الخارجي في ليبيا، وانتهى الاجتماع إلى تحديد مجموعة من الإجراءات على مختلف الأصعدة للتصدي لأي تهديد للأمن القومي المصري.

 

من جانبها أعلنت المؤسسات الإسلامية فى مصر دعمها ومساندتها للقيادة السياسية المصرية، وعقدت هيئة كبار العلماء بالأزهر، اجتماعًا طارئًا، أمس السبت، برئاسة الإمام الأكبر أحمد الطيب، لمناقشة الأحداث الأخيرة التي تمر بها ليبيا الشقيقة.

 

 وأكدت الهيئة فى نهاية الاجتماع، أن أي تدخل خارجي على الأراضي الليبية هو فساد في الأرض ومفسدة لن تؤدي إلا إلى مزيد من تعقيد الأوضاع في ليبيا وإراقة المزيد من الدماء وإزهاق الأرواح البريئة.

 

ودعت هيئة كبار العلماء، العالم أجمع وفي مقدمته الدول الإسلامية والمؤسسات الدولية المعنية بحفظ السلم والأمن الدولي، إلى منع هذا التدخل قبل حدوثه؛ ورفض سطوة الحروب التي تقود المنطقة والعالم نحو حرب شاملة.

 

وعبرت الهيئة عن رفضها منطق الوصاية الذي تدعيه بعض الدول الإقليمية على العالم العربي، وتتخذه ذريعة لانتهاك سيادته، والتأكيد على أن حل مشكلات المنطقة لا يمكن أن يكون إلا بإرادة داخلية بين الأشقاء، داعية فى الوقت ذاته جميع الأشقاء الليبيين إلى تغليب صوت العقل والحكمة ورفض الاستقواء بالخارج؛ لما يمثله ذلك من تدمير لمستقبل ليبيا وتفتيت لوحدة ترابها، وتمزيق أواصر الأخوة بين أبنائها.

 

وكشف الهيئة فى بيانها عن دعمها، للموقف المصري للحفاظ على أمن مصر وسلامتها، وأمن المنطقة بأكملها، وتحليه بأقصى درجات الدبلوماسية، مؤكدة أن هذا الموقف ليس بجديد على مصر التي كانت ولا تزال سدا منيعا ضد العبث بأمن الشعوب العربية والإسلامية وسلامتها.

 

 لم يختلف موقف الأوقاف عن الأزهر، فمن جانبه بادر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بإصدار بيان، أشار فيه إلى أن واجب الوقت يحتم على جميع المصريين أن يكونوا صفًا واحدًا، وعلى قلب رجل واحد خلف الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقوات المسلحة ووالشرطة المصرية والدولة الوطنية، وهو ما ندين به لله عز وجل تدينا ووطنية.

 

وأضاف الوزير، في بيانه الصادر اليوم الأحد، قائلا: "واثقين ومطمئنين غاية الاطمئنان في حسن تقديرهم للأمور، سائلين الله عز وجل لنا ولهم ولوطننا العزيز الحفظ والرعاية والعون والسداد والتوفيق في الأمر كله".​

 

من جانبه أكد مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الأطماع التركية في الأراضي العربية كسوريا وليبيا، تخلق بيئة مناسبة وأرضًا خصبة لنمو وتزايد نشاط التيارات والجماعات والتنظيمات الإرهابية، كما أنها تعمق الصراع والعنف في الأراضي التي تشهد عدم الاستقرار؛ مما يزيد الاضطرابات والصراعات الداخلية في هذه الدول وينذر بدخول المنطقة برمتها في موجة من العنف والفوضى والعمليات الإرهابية.

 

وشدد مرصد الإفتاء، على أن التدخل العسكري التركي في ليبيا يحولها إلى سوريا جديدة، وأشاد المرصد فى الوقت نفسه بموقف البرلمان الليبي الخاص برفض أية تدخلات تركية في الأراضي الليبية، داعيًا المجتمع الدولي، وكافة الهيئات والمنظمات الدولية الفاعلية للاضطلاع بدورها بشكل عاجل في مساندة موقف البرلمان الليبي الذي يعكس إرادة الشعب الليبي الشقيق برفض الاحتلال التركي لليبيا، والتصدي للأطماع التركية اللامحدودة والتي تنذر بالتصعيد الإقليمي، وإدخال المنطقة في صراعات جديدة وموجة جديدة من الفوضى والعنف والإرهاب.

 

وكان البرلمان الليبي، أعلن أمس رفض للمذكرتين، وقرر إحالة الموقعين عليهما للقضاء بتهمة "الخيان العظمى"، وقطع العلاقات مع تركيا.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان