رئيس التحرير: عادل صبري 11:48 صباحاً | الثلاثاء 16 أبريل 2024 م | 07 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

سكنه «كفافيس».. شارع فؤاد قطعة من أوروبا على أرض الإسكندرية

سكنه «كفافيس».. شارع فؤاد قطعة من أوروبا على أرض الإسكندرية

حازم مصطفى 14 ديسمبر 2019 12:30

إذا ما مررت بمنطقة الحي اللاتيني، وسط الإسكندرية وقادتك قدماك لشارع فؤاد، ستشعر وقتها وكأنك قد عبرت ثقبًا دوديا إلى أحد البلدان الأوروبية، فالشارع بما يحتويه من مبان وطابع معماري، يعد قطعة من أوروبا على أرض مصر.


يزخر الشارع بالعديد من المباني التراثية التي جعلت منه منطقة لحفظ التراث، نظرا لأهميته التاريخية، حيث يعد شاهدا على تاريخ المدينة من لحظة إنشائها حتى الآن.


 

"مصر العربية" التقت بالباحثة  في التاريخ السكندري، علا عبد المنعم، للتعرف منها بعض المعلومات الهامة عن شارع فؤاد التاريخي، والتي سوف نستعرضها خلال السطور المقبلة.

شارع فؤاد، واحد من أهم وأقدم شوارع وسط الإسكندرية، كما أنه واحد من الشارعين الرئيسين في تخطيط المدينة القديم، حيث أطلق على الشارع قديما اسم "الطريق الكانوبي"، وفي أيام الحكم العربي لمصر أطلق عليه "بوابة رشيد"، وبعد ذلك سمي شارع "فؤاد الأول" بعد ثورة 1952 تحول اسمه إلى "طريق الحرية".


 

-امتداد الشارع في العصر القديم لا يختلف كثيرا عن وضعه الحالي، حيث أن بداية الشارع عند نقطة شريف "قسم العطارين حاليا"، ونهايته عند ساعة الزهور.

-في عام 1880م أمرالخديو توفيق، بإعادة تخطيط الشارع مجددا، وتم تكليف المهندس الإيطالي "فيلو بيني"، بتخطيط الشارع وعرف الشارع بالحي اللاتيني" أو "حي التوفيقية".

-تم تصميم 3 قصور فخمة في الشارع بعد إعادة تصميمه، وهذه القصور ما زالت متواجدة حتى الآن، حيث تم تحويلهم إلى "مدرسة بلقيس، مديرية الصحة، والمركز الثقافي الاسباني ".


 

-يزخر شارع فؤاد بالعديد من المنشآت الهامة، حيث يوجد مبنى نقطة شريف "قسم العطارين حاليا"، والذي كان مركز الحراسة البريطانية الرئيسي في الإسكندرية، كما يضم في الجهة المقابلة له معبد صغير "للإله سرابيس" والذي تحول في أوائل القرن الـ19 "لنادي محمد علي" والذي كان من أهم النوادي الثقافية في مصر قديما، ثم تم تحويله مرة أخرى ليصبح حاليا "مركز الحرية للابداع".

-يعد شارع فؤاد تحفة معمارية متكاملة نظرا لأن المباني فيه تتميز بالطراز اليوناني الممزوج بالفن الفلرونسي"، ففي الناحية اليسرى من الشارع يوجد مسرح "سيد درويش " أو " دار الأوبرا التاريخية"، حيث تم بناؤه عام 1918، وكان يعروف قديما باسم "تياترو محمد علي"، والذي تغير اسمه عام 1964، إلى مسرح "سيد درويش".

-يضم الشارع المتحف القومي للآثار، والذي كان فيلا لتاجر الأخشاب الشهير" أسعد باسيلي"، وقام المجلس الأعلى للأثار بشرائها عام 1996 بـ 12 مليون جنيه وحوله لمتحف قومي للإسكندرية.

-قطن الشارع قديما الجاليات الأوروبية والإيطالية واليونانية والأثرياء، ومن أشهر سكان الشارع اليوناني الشاعر "كفافيس" وعائلات "الكونت زغيف"، وعائلة سرقس، وعائلة أبو شنب" .

-ذُكر الشارع في واحدة من أهم روايات الأدب العالمي وهي "رباعية الإسكندرية"، والتي كتبها الروائي الانجليزي "لورانس داريل"، كما أن أحداث الرواية مستوحاه من الشارع، حيث أن أبطال الرواية كانوا يعيشون في الشارع نفسه وكانوا يتقابلون في صالة الشاي "بسترودس" وهي واحدة من أهم صالات الشاي المبنية على الطراز اليوناني سنة 1923 وكانت تعد من أفضل الأماكن للرئيس الراحل أنور السادات، ثم تم تحويلها حاليا لأحد المطاعم.


 

-يحتوي الشارع على أول صالة عرض سينمائي في مصر والتي عرفت باسم "صالة طوسون"، وعرض فيها أول فيلم عام 1896، ويشغل مكانها حاليا قصر الحرية للإبداع، كما يضم الشارع عدد من دور العرض السينمائية الشهيرة، مثل "بلازا رويال" و التي قام بنائها القرداحي اللبناني الأصل، وسينما آمير وسنيما ريو، والتي كانت مطعم فول وفلافل لأحد الأتراك.

-زار الأسقف "أخليوس تايوس" الإسكندرية عام 400 م، وقال عن شارع فؤاد إنه لما دخل المدينة من "باب الشمس"، و"باب رشيد" رأى شارع شديد الجمال والفخامة مصفوف بالأعمدة الرخامية من بدايته لنهايته.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان