رئيس التحرير: عادل صبري 09:07 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

مخبأ سري في الحرب العالمية.. صهريج ابن بطوطة بالإسكندرية تحاصره القمامة

مخبأ سري في الحرب العالمية.. صهريج ابن بطوطة بالإسكندرية تحاصره القمامة

حازم مصطفى 14 ديسمبر 2019 17:00

تضم الإسكندرية العديد من المباني التراثية والتاريخية المهمة التي بقيت شاهدة على حقب وفترات زمنية ممتدة منذ العصر البطلمي وصولا للعصر الإسلامي، ومن بين تلك المباني صهريج ابن بطوطة الواقع بمنطقة كوم الناضورة الأثرية، والذي قاوم ضربات الزمن ليظل شاهدا على تاريخ الحكم المملوكي لمصر، قبل أن يتحول إلى مبنى مهمل تحاصره القمامة.

يقع الصهريج الذي ربما لا يعرف عنه أغلب أهالي الإسكندرية شيئا في منطقة كوم الناضورة الأثرية بنطاق حي الجمرك، وكان يستخدم خلال الحقبة المملوكية لتخزين المياه.

 

 

ومؤخرا تعرض الصهريج لحالة من الإهمال حيث حاصرته أكوام من القمامة التي يلقيها الأهالي وسط صمت من كل من الأجهزة التنفيذية ومنطقة آثار الإسكندرية.

 

وعن تاريخ الصهريج يقول الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، إن صهريج أبن بطوطة والمدرج ضمن المباني الأثرية منذ عام عام 1951م، تم إنشاؤه في العصر المملوكي، لتخزين المياه بهدف انتظام وجود مياه بالمحافظة والمدن المحيطة بها.

وأضاف "عاصم" أن كلمة صهريج يقصد بها الأحواض التي تم إنشاؤها لجمع المياه، موضحا أنه يتم حفرها تحت الأرض وتتكون من الأحجار لمقاومة الرطوبة وبمواد معينة بحيث لا تسمح بتسرب الماء وامتصاصها، مشيرا إلى أن الصهاريج كانت تنشأ في الإسكندرية منذ العصر الروماني.

وعن سبب تسمية صهريح ابن بطوطة بهذا الاسم أشار "عاصم"، إلى أنه أطلق عليه هذا الاسم تخليدا لذكرى الرحالة الشهير ابن بطوطة، والذي زار مدينة الإسكندرية في القرن الـ14 الميلادي.

وتابع: تم استخدام الصهريج كملجأ أو مخبأ أثناء الحرب العالمية الثانية، مشيرا  إلى أن كل  الصهاريج بالمحافظة كانت أسقفها تحتوي على قباب ضحلة، ولكن أثناء الحرب العالمية الثانية تم إزالة تلك القباب وعمل أسقف خرسانية بديلا عنها لاستخدامها كمخبأ، كما تم عمل مقاعد داخل الصهريج للجلوس عليها أثناء الاختباء والغارات.


 

وأضاف"عاصم" أن موقع صهريج أبن بطوطة تأثر بالزحف التجاري والعمراني الذي شهدته الإسكندرية على مر العصور، مشيرا إلى أن هذه المنطقة وقت إنشاء الصهريج كانت بعيدة عن الزحف العمراني والتجاري، حيث أنها كانت بالقرب من أسوار الإسكندرية التاريخية والميناء.

وأشار إلى أنه في القرن الـ 19 تأثر الصهريج أيضا أثناء بحفر ترعة المحمودية حيث تسبب مد خط الترعة في ارتفاع منسوب المياه الجوفية به.  

 

من جانبه يقول محمد متولي، مدير منطقة آثار الإسكندرية، بأن هناك خطة لتطوير الصهريج وضمه للمناطق الأثرية المستقبلة للزوار والسائحين.

 

وأضاف في تصريح خاص لـ"مصر العربية" أنه يتم مخاطبة كل من حي الجمرك وشركة نهضة مصر لرفع القمامة والمخلفات واصفا الأمر بسلوك من المواطن الذي لا يقدر قيمة الأثر.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان