صعد الحديث في المواقع الإخبارية، اليوم الأربعاء، حول مبادرة إسكات البنادق، ضمن فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، فما قصة تلك المبادرة، ومن أطلقها، وإلى ماذا تهدف، وكيف يمكن تفعيلها؟.

 

وقد انطلق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين في نسخته الأولى، اليوم الأربعاء، لفتح آفاق جديدة نحو تحقيق السلام والتنمية المستدامة، في إطار رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، وذلك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركة ممثلين عن 48 دولة أفريقية، وممثلين عن اليابان وإنجلترا وروسيا والسويد وألمانيا وبلجكيا وكندا.

 

 

 

القضاء على النزاعات

 

من جانبه قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مبادرة إسكات البنادق التي اعتمادها الاتحاد الأفريقي بحلول عام 2020،  تهدف إلى القضاء على كافة النزاعات والصراعات في القارة مع حلول عام 2020،  من خلال إعداد أطر تنفيذية واضحة تعالج جذور النزاعات وتساهم في إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد انتهاء الصراع.

 

وأضاف السيسي، خلال منتدى أسوان :"لا يخفى عليكم أن توافر الإرادة السياسية لدى قادة الدول الأفريقية لحل النزاعات القائمة وتحصين الشعوب والدول من أية حروب ونزاعات ومخاطر مستقبلية إنما يؤكد التزام دولنا بتحقيق النهضة الشاملة التي صاغت خطتها دول القارة".

 

واعتبر السيسي أن تفعيل "إسكات البنادق" يمثل ركنا أساسيا في تحقيق الاستقرار في ربوع القارة الأفريقية، من خلال بناء مؤسسات الدولة الوطنية وتمكينها من الاصطلاع بمهامها والحفاظ على مقدراتها ومساعدة شعوبها على الانطلاق نحو التنمية والرخاء.

 

 

قدمها السيسي ودعمها مجلس "الأمن"

 

 

كانت القمة الأفريقية قد اعتمدت خارطة طريق مبادرة "إسكات البنادق"، وقد أعدها مجلس السلم والأمن الأفريقي وقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

وكان مجلس الأمن قد اعتمد القرار 2457 في فبراير 2019 الماضي، إذ رحب بتصميم الاتحاد الأفريقي على تخليص أفريقيا من النزاعات وتهيئة الظروف المواتية للنمو والتنمية في القارة من خلال مبادرة سكات البنادق بحلول عام 2020، وخارطة طريق الاتحاد الأفريقي لجعل القارة منطقة خالية من النزاعات بحلول نفس العام. 

 

 

 

وحددت مبادرة إسكات البنادق آليات ملزمة لجميع الأطراف لإنهاء الحروب والنزاعات في القارة الأفريقية بحلول عام 2020.

 

ماذا فعلت المبادرة؟

 

بموجب مبادرة إسكات البنادق تم التوصل إلى اتفاقات نهائية مع أطراف النزاع بوقف إطلاق النار، وطرح الحوار بين الأطراف، والتوصل إلى التنازلات من أطراف النزاعات سواء الحكومات أو الحركات الشعبية، وكذلك معالجة جميع القضايا في القارة الأفريقية، وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، ومحاربة المجاعات.

 

ومن جانبها قالت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، إن مبادرة إسكات البنادق ستساهم في توفير حياة أفضل للمواطنين في القارة الأفريقية، وتوفير التنمية المنشودة، وذلك من خلال خطط إصلاح سياسية واقتصادية واجتماعية.

 

وأضافت السعيد، خلال فعاليات المنتدى، إنه لا يمكن تحقيق التنمية دون تحقيق الأمن والاستقرار، مشيرة إلى تجربة مصر في هذا المجال، من حيث معاناتها لمدة 5 سنوات من عدم الاستقرار السياسي والأمني، حتى استطاعتها مواجهة هذه التحديات والبدء في تحقيق التنمية وفقا لرؤية الدولة 2030.

 

 

في السياق نفسه قال رمضان العمامرة، المتحدث الرسمي لمبادرة إسكات البنادق، إن مبادرة إسكات البنادق يجب تطبيقها في كل دولة أفريقية، بحيث يكون هناك معادلتين متساويتين بين الوحدة الوطنية والتنوع والتوازن بين المركز والمحيط.

 

وشدد المعامرة، خلال فعاليات المنتدى اليوم الأربعاء، على ضرورة الحوار بين الأجيال، وأن يكون الشباب هم المستفيدين من ثروة القارة السمراء.

 

ولفت المعامرة إلى أن الاتحاد الأفريقي قد اعتمد مبادرة إسكات البنادق وجعله بندا من بنود 2036، منوها إلى أنه تم تنظيم ورشة من مستوى رفيع، تستمر لمدة يومين، اشترك فيها الكثير من الشخصيات، للعمل على تنفيذ الإجراءات المطبقة من جانب الاتحاد الأفريقي في هذا الشأن.

 

اهتمام السيسي بالمبادرة 

 

في 10 فبراير 2019 تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي في جلسة افتتاح القمة في أديس بابا، وقال في كلمته الافتتاحية :"الطريق أمامنا لا يزال طويلا في سبيل تحقيق هدف الاتحاد الأفريقي بإسكات البنادق في كافة أرجاء القارة بحلول عام 2020".

 

وجدد السيسي تأكيده على أهمية مبادرة إسكات البنادق لدعم الاستقرار والسلام، وذلك في 14 مايو 2019، مشددا أن مصر تعطي هذه المبادرة أهمية قصوى.

 

وخلال استقبال السيسي لرئيس آلية الاتحاد الأفريقي المعنية بالسودان وجنوب السودان "ثايو مبيكي" أكد السيسي أيضا على أهمية مبادرة إسكات البنادق، وبحث سبل تقديم المعونة للسودان، ومساعدته على إنهاء المرحلة الانتقالية بنجاح.

 

وفي 3 يوليو 2019 استقبل السيسي رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة "ماريا فيرناندا"، بصفته رئيس اتحاد الأفريقي، وأكد خلالها على سعي مصر لتحقيق خطوات ملموسة على مسار تحقيق أجندة أفريقيا 2036، ومبادرة إسكات البنادق 2020، بهدف تعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية للارتقاء بقدرات وآليات القارة للحفاظ على أمنها واستقرارها.