رئيس التحرير: عادل صبري 12:21 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

أدوية الإقلاع عن التدخين فى مصر.. إدمان من نوع آخر

أدوية الإقلاع عن التدخين فى مصر.. إدمان من نوع آخر

أخبار مصر

التدخين فى مصر

أدوية الإقلاع عن التدخين فى مصر.. إدمان من نوع آخر

فادي الصاوي 18 أكتوبر 2019 19:07

 

يرغب قطاع كبير من المدخنين بمصر فى الإقلاع عن هذه العادة السيئة التى تستنزفهم ماديا وصحيا، إلا أن البعض منهم قد يقع فريسة لأدوية الإقلاع عن التدخين، التى أكد الخبراء أنها إدمان لكن من نوع آخر يختلف عن النيكوتين الموجود بالسجائر، الأمر الذى دفع بعض أعضاء البرلمان إلى التقدم بطلب إحاطة موجهة لرئيس الوزراء ووزيرة الصحة .

 

عقار "شامبكس"، الذى تحتوى علبته على 50 قرصا بسعر 250 جنيهًا، و"نيكوريت" استحلاب، الذى يحتوي 56 حباية بسعر 650 جنيهًا، وعقار "فارينيكلين"، ودواء "بوبروبيون"، دواء "بوبروبيون"، هم أشهر الأدوية المنتشرة فى الصيدليات المصرية التى تستخدم لكبح جماح الرغبة الشديدة في التدخين والسيطرة على العوارض الانسحابية الناجمة عن عدم أخذ مادة النيكوتين.

 

يؤكد الأطباء أن هذه الأدوية تحتوي على النيكوتين بتركيز معين، ومواد أخرى تُشبع رغبة المدخن في النيكوتين، وكل ما يحدث عند تناولها هو سحب المادة التي يدمنها المدخن واستبدالها بإدمان مادة آخرى باستخدام مركبات دوائية مختلفة، ورغم استغناء المدمن عن السجائر، إلا أنه تولد لديه رغبة شديدة في المواد والمركبات الموجودة في أدوية الإقلاع فيعتاد على تناولها، وهو ما أدى ببعض الشركات إلى رفع سعرها بالأسواق الدوائية.

 

وتُباع هذه الأدوية في الصيدليات المصرية كأي دواء مصرح به، رغم إنها تحتوي على مواد تجعل جسد المتعاطي مادة خصبة لنشوء أمراض سرطانية.

 

وبهدف التصدي للأضرار الصحية الناجمة عن أدوية الاقلاع عن التدخين، أعلنت النائبة البرلمانية فايقة فهيم،عن تقدمها لرئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال، بطلب إحاطة، موجه إلى كل من رئيس الوزراء ووزيرة الصحة، بشأن العديد من شكوى المواطنين الذين يتعرضون إلى أدوية بعينها للإقلاع عن التدخين، بأن هذه الأدوية تؤدي إلى إدمان نوع آخر من المواد غير النيكوتين، وذلك دون تدخل من الجهات المعنية أو حتى وجود تحذيرات من ذلك.

 

وأشارت النائبة البرلمانية، إلى أن هناك تحذيرًا من بدائل النيكوتين المستعملة في الإقلاع عن التدخين، ومنها أدوية غير آمنة لجميع المدخنين ربما يدمنها بعضهم بعد ذلك، وكذلك تسبب اضطرابات وطفرات جينية في المادة الوراثية يمكن أن تمهد للإصابة بالسرطان، وهذه الأدوية تُباع في الصيدليات كأي دواء مصرح به، رغم أنها تحتوي على مواد تجعل جسد المتعاطي مادة خصبة لنشوء أمراض سرطانية.

 

وكشفت أن أحد الأدوية وهو مصنف كمعالج للاكتئاب في الأساس، والإقلاع عن التدخين، وعند الاعتماد عليه للإقلاع عن التدخين، يزداد الأمر سوءا حيث يدمنه المواطن، وعند توقفه عن تعاطيه يصاب بالتشنجات وغيرها، فبدلا من مساعدة المريض على الإقلاع عن إدمان السجائر، يتسبب الدواء في تعرضه لإدمان أخطر.

 

وفى السياق ذاته، أكد الدكتور وائل صفوت، الخبير الكيميائي، أن أدوية الإقلاع عن التدخين هى أدوية مضادة للاكتئاب والقلق، حيث تفرز مادة "الدوبامين" اليى تساعد على الهدوء والتى كانت تفرز بتناول السجائر، وبعض تلك الأدوية قد يكون بها تركيز عالي للنيكوتين، موضحا أنه لا يقتصر بيعها على الصيدليات فقط بل تباع على مواقع الانترنت لا تخضع للرقابة.

 

وعن أفضل حلول الإقلاع عن التدخين، قالت الخبير الكيميائي، إن عيادات الإقلاع عن التدخين هي أفضل وأضمن وسيلة للإقلاع، مشيرا إلى أن فرصة استمرار المدخن على فكرة الإقلاع تزداد 6 مرات بمساعدة الطبيب أكثر من القيام بذلك بنفسه، فهو يعود لها من جديد نظرًا لعدم الاقلاع بالصورة الصحيحة.

 

كانت وزارة الصحة المصرية افتتحت خلال العام الجاري، عيادات جديدة بالمحافظات لمساعدة المواطنين فى الإقلاع عن التدخين، وتعمل هذه العيادات من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا، وتقدم خدمات للمواطنين حول كيفية الإقلاع تدريجيا عن السجائر وكل أشكال التبغ الضار بالصحة.

 

ومن جانبة قال الدكتور أحمد رمزي المسؤول عن عيادات الإقلاع عن التدخين في مستشفى العباسية للصحة النفسية، إن العلاج فى هذه العيادات يتكون من شقين، وهما النفسي والعضوي،  بمقابل مادي رمزي يقدر بحوالي 20 جنيها.

 

وأشار رمزي إلى أن بعض الحالات تحتاج لتلقي العلاج النفسي فقط، من خلال الجلسات العلاجية التي تصل فترتها إلى ما يقرب من ثلاثة أشهر، مضيفا أنه يمكن للفرد أن يتخلص من نسبة النيكوتين في جسده خلال أسبوعين فقط بعد الإقلاع عن التدخين.

 

ويضيف أنه بعد مرور عامين من الإقلاع تقل نسبة الإصابة لدى المريض بالأمراض السرطانية إلى 50%، مشيرا إلى أن العلاج العضوي يشمل تناول بعض الأدوية والعقاقير التي تخفض وتقلل نسبة النيكوتين في الدم، وتجعل المريض يتعافى تماما منها خلال 3 شهور.

 

وكشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن نسبة الأفراد الذين يدخنون حاليًا أي منتج من منتجات التبغ المصنع في العمر (15 - 69 سنة)، بلغت 22.7%، وتقدر أعلى نسبة من المدخنين الحاليين بـ 27.3% في الفئة العمرية (30-44 سنة)، بنسبة 52.6% للذكور و0.5% للإناث.

 

وبحسب التقرير فإن متوسط السن عند بداية التدخين بلغ 18.1سنة، وأن متوسط سن بداية التدخين ينخفض من 15.9 سنة للمدخنين الحاليين الذكور في الفئة العمرية (15-29سنة) مقارنة بالفئة العمرية (60- 69 سنة)، حيث بلغ 21.1 سنة، مما يشير إلى شيوع التدخين في الأعمار الصغيرة حاليًا أكثر من ذي قبل.

 

وتبلغ نسبة من سبق لهم التدخين بصفة يومية والمقلعين عنه حاليًا 5.4%، منهم 10.3% للذكور، و0.1% للإناث، وتصل نسبة المدخنين الحاليين من الذكور الذين نصحهم الطبيب بالإقلاع عن التدخين 28.3%، وأن هناك 40.4% من المدخنين حاولوا الإقلاع عن التدخين خلال الإثنى عشر شهرًا السابقة للمسح.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان