رئيس التحرير: عادل صبري 10:24 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

واعظات الأزهر: نعالج القضايا المجتمعية برؤية متطورة.. ونحارب التطرف بمنهجنا الوسطي

واعظات الأزهر: نعالج القضايا المجتمعية برؤية متطورة.. ونحارب التطرف بمنهجنا الوسطي

أخبار مصر

واعظات الأزهر

واعظات الأزهر: نعالج القضايا المجتمعية برؤية متطورة.. ونحارب التطرف بمنهجنا الوسطي

كتب- محمد مجاهد 25 أغسطس 2019 23:00

 

أكدت واعظات الأزهر أن الداعيات إلى الله بمثابة أطباء يعالجون الروح، ويرشدون الناس إلى الخير بشرط التزامهم الحقيقي بضوابط العمل الدعوي، فالداعية الحقيقية الناجحة فى وعظها تجعل قلوب الناس تهفو إلى الحق وتتشوق إليه، وأن رسالة الأزهر هى رسالة الإسلام علما وتطبيقا.

 

وأضفن في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية" أن المقياس الصحيح لتقويم الأعمال التى يقوم بها الأزهر هو معالجته للقضايا العلمية الواقعة ومحاولة الخلق والابتكار والإفادة من ذلك فى مجال الحياة العملية ويكون ذلك كله بالإسلوب الذى يتطور ويتغير من بيئة إلى بيئة ومن عصر إلى عصر.

 

مراعاة ضوابط الوعظ 

 

آية محمد عبد القادر الواعظة بالأزهر الشريف بمنطقة أسوان، تقول أن الوعظ هو تذكير الناس بما يلين قلوبهم ويبعدهم عن مهاوى الرذيلة والضلال، وهو مسؤولية كبيرة فكل حركة او كلمة تقوم بها الواعظة تحسب لها أو عليها، بما علمت الناس العلم ولم تكتمه، وعليها إذا لم تراعى ضوابط الوعظ والارشاد أو ابتغت منه الرياء والمباهاة، فالداعية الناجحة فى وعظها تجعل قلوب الناس تهفو إلى الحق وتتشوق إليه، وغيرها يجر الشوك على الإسلام والمسلمين.

 

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية"، استحضار ضوابط شروط الواعظ الناجح جاءت فى قوله تعالى "ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ"، وقوله تعالى: "فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ"، وقوله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا "، إذن فالواعظة التى ترغب فى الوصول إلى هدفها، ألا وهو صلاح قومها وأمتها، عليها أن تراعى شئون الناس وأحوالها، وتستمع إلى أقولهم وآرائهم، وتفرح لفرحهم وتحزن لحزنهم، وتشاركهم همومهم.

 

وأشارت إلى أن الواعظة بمثابة طبيبة روحية تعالج النفوس المنحرفة والعقول الحائرة التائهة، بل قد تحيى القلوب الميتة إذا وهبها الله تعالى التوفيق في أداء رسالتها، إن هى أخلصت النية فى عملها، فعليها أن تتحلى بالحكمة وتحارب داء اليأس والقنوط وتحبب للناس الخير، وتدعوهم إليه وتذكرهم بالثواب الذى ادخره الله تعالى للمحسنين المخلصين، وقدوتها فى ذلك هو الرسول صلى الله عليه وسلم. 

 

كما أوضحت أن الواعظة تخالط الناس وتوضح لهم روح الشريعة، كما أن عليها دور عظيم وفعال فى المجتمع، فهى بدورها تقوم بغرس القيم والمبادئ فى جمهورها، وتبين دور الإنسان المسلم في التعامل مع الشرع الحكيم ومقاصده ،كذلك بدورها يجب أن تكون خبيرة بالنفوس وبوظيفتها ،فعندما تجلس تحدث الناس وتعلمهم شئون دينهم ودنياهم ، فعليها مراعاة مستوى مخاطبيها فتتجنب المعارك النظرية والتفصيل فى التعريفات اللغوية والاصطلاحية. 

 

 

وأردفت: أن الواعظة بدورها تسعى دائما الى أن تصل الى هدف أسمى، وهو بناء الإنسان المسلم الذى ينفع نفسه وأهله وأمته، لأنه ربى نفسه على حب الخير له ولغيره، ليقوى جسد الأمة ويشد عضضها، فالواعظة عليها دورا مهما في محاربة الفكر و التطرف من خلال دورها داخل الأسرة في تربية النشئ، فهى المسئولة عن وضع دستور الاخلاق داخل الاسر المسلمة لتمنع وصول الأفكار المتطرفة داخل البيوت، فهى خط الدفا ع الاول عن الأسرة ومنه سيتحقق السلام الخارجي فى المجتمع كله.

 

معالجة القضايا العلمية

 

من جانبها، قالت نجلاء إبراهيم الشيخ، الواعظة بمنطقة الشرقية، إن رسالة الأزهر هى رسالة الإسلام علما وتطبيقا، فالمقياس الصحيح لتقويم الأعمال التى يقوم بها هو معالجته للقضايا العلمية الواقعة ومحاولة الخلق والابتكار والإفادة من ذلك فى مجال الحياة العملية على أن يكون ذلك كله بالأسلوب الذى يتطور ويتغير من بيئة إلى بيئة ومن عصر إلى عصر، فالإسلام يشجع العلم والتعليم بكل أنواعه وفروعه، ويدعو إلى تطبيقه والإفادة منه فى قطاعات الحياة المختلفة. 

 

وأضافت في تصريحات لـ"مصر العربية" أنه فى المجال العلمى والعملى قام الازهر الشريف بتدريب الواعظات والدفع بهن فى الحياة العملية، ليكن شريكات مع رجال الأزهر جنبا إلى جنب فى الدعوة الإسلامية، وأعد لهم برامج تأهيلية، وهذا ليس غريبا، فالإسلام يعرف هذا النمط، فنصف العلم أخذ عن السيدة عائشة رضى الله عنها فقد روى عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: ( ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلا وجدنا عندها منه علما).

 

وأستدلت أيضا بقول عن مسروق قال: (رأيت مشيخة أصحاب رسول الله يسئلونها عن الفرائض)، وقال عروة: (ما رأيت إمرأة أعلم بطب ولافقه ولاشعر من عائشة)، إذن فلاعجب فكتب الحديث تشهد بعلمها الغزير وعقلها الكبير.

 

ثانيا فى المجال الاجتماعى، فاذا كانت المرأة قد شاركت الرجل فى جميع مجالات الحياة فمن المناسب أن تصل إليها الدعوة عن طريق واحدة من جنسها، خاصة وأن هناك مسائل تتعلق بالنساء يستحين من سؤال علماء الدين من الرجال عنها، فالأقرب إليها هى إمرأة مثلها خاصة ونحن نعيش فى فترة مليئة بالغزو الفكرى والتأثر بثقافات مختلفة عن الثقافة الإسلامية الصحيحة، فلابد من الإرشاد والتوعية الدينية لهن عن طريق مثلهن فهن أقرب إليهن من الرجال.

 

ولخصت الواعشظة بمنطقة الشرقية، رؤية ورسالة واعظات الأزهر فى التنمية المهنية المستدامة، مشيرة إلى غرس مهارات التواصل والثقة بالنفس، وتفعيل دور التكنولوجيا فى حياة الواعظات، ونشر الوعى الديني والثقافي فى أفراد الأسرة، وتفعيل دور المشاركة المجتمعية.

 

واختتمت تصريحاتها، قائلة إن الأزهر يهتم بعقد الدورات العلمية المستمرة للواعظات، خاصة فى مجال التنمية البشرية لسهولة التفاعل مع الجمهور، كما يقوم بعقد دورات الحاسب الآلى لسهولة التواصل مع الجمهور، خاصة مع انتشار التكنولوجيا الرقمية، مما يجعل الوعظات  مستنيرات منفتحات على الثقافات الأخرى مما يسهل نقل رسالة الأزهر إلى الجميع داخل مصر وخارجها.

 

دور المرأة الفعال

 

بدورها قالت هدى محمد عبيد الشاذلى الواعظة بمنطقة وعظ الغربية، إن الله ضرب المثل بالنساء وجعلهن قدوات للرجال والنساء في الصلاة والتقوى كضربه المثل بأمراة فرعون وبالسيدة مريم، بل ذكرت كتب السيرة النبوية أن أول من آمن بدعوة النبى صلى الله عليه وسلم كانت امراة وهى السيدة خديجة رضى الله عنها، وكذلك أول من استشهد دفاعاً عن هذا الدين كانت امرأة أيضاً وهى الصحابية الجليلة، سمية بنت خياط، زوجة ياسر وام عمار بن ياسر رضى الله عنهم أجمعين، والسبعون الأوائل الذين دخلوا الإسلام كان منهم سبعة وثلاثون امرأه، بل فى بيعة العقبة الثانية التى حضرها ثلاثة وسبعون رجلاً من الأنصار حرص النساء على حضور تلك البيعة المباركة. 

 

واستشهدت بقول رسول الله "النساء شقائق الرجال"، فالمرأة تماثل الرجل فى الحقوق والواجبات والتكليف والجزاء والثواب والعقاب، ولم تختلف عنه إلا فى بعض الأمور الخاصة بسبب اختلاف طبيعتها عن طبيعته. 

 

وأوضحت في تصريحات لـ"مصر العربية" أن واعظات الأزهر الشريف يعملن ليل ونهار لإعلاء كلمة الحق والدين، وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغرس معنى مراقبة الله عز وجل فى النفوس وغرس حب رسول الله فى القلوب، واتخاذه قدوة من خلال تفاصيل حياته قبل البعثة وبعدها، ومع زوجاته ومع أصحابه، حتى مع أعداءه. 

 

وأشارت إلى أنه إيماناً بدور المرأة الفعال فى الوعظ والدعوة عُينت واعظات الأزهر لأنهن على علاقة وطيدة بكل فئات المجتمع فهن من نفس المجتمع وعلى دراية بمعظم آفاته ومشكلاته، خاصة فيما يتعلق بالنساء من خلال اتصالهن بالسيدات فى دروسهن، وبالموظفات فى دور الثقافة ومراكز الشباب، وبالطلاب والتلاميذ فى المعاهد والمدارس –منذ الطفولة والمراهقة- وكذلك الأيتام فى دور الرعاية والمرضى فى المستشفيات، يذهبن إليهم وكلهن آذان صاغية لمشكلاتهم وظروفهم وما ينتابهم من مشكلات، متحدثين معهم، عاملين على حل مشاكلهم على قدر استطاعتهم .

 

وأوضحت أنها تقتدى بالسيدة عائشة رضى الله عنها خير قدوة ومثال، لما لها من عقل نير وذكاء حاد وعلم جم، فقد كان لها دور فعال فى خدمة الفكر الإسلامى من خلال نقلها لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد روت عنه 2210 حديث ،وكثيرا من فقه المرأه منقول عنها ،فهي معلمة أمه بأكملها، فكانت السيدة عائشة نبراسا منيرا يضىء على أهل العلم وطلابه، فأحاطت بعلم كل من يتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه. 

 

وأردفت إلى أنها "رضي الله عنها" كان مقامها بين المسلمين مقام المُعلم من تلاميذه ، وكثيراً ما نزل الوحى فى حجرتها وكانت مُحبة للعلم والمعرفة، كثيرة السؤال فى الدين، سريعة الفهم ، قوية الحفظ، ولهذا كانت من أكثر الناس رواية للأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أمر الله تعالى نساء النبي بتلاوة وذكر وحفظ وتبليغ ما يسمعونه من الرسول الكريم، قال تعالى: "واذكرن ما يتلى فى بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيراً "، فزوجات الرسول كان عليهن دور التبيلغ والدعوة. 

 

واختتمت الواعظة بمنطقة الغربية، تصريحاتها، بالحديث عن الصحابية الجليلة، أسماء بنت يزيد الأنصارية، حيث اتسمت بالشجاعة والجرأة فى الحق وقوة البيان، فلقبت بخطيبة النساء، فهى كانت دائمة الاستفسار من النبى صلى الله عليه وسلم عن كل موضع من المواضع، وكذلك كانت مشهورة بفصاحتها وبلاغتها ودفاعها عن النساء فقد كان لها مواضع ومواقف شهيرة مع الرسول.

 

موضحة أنها صحابية جليلة ذات قلب مطمئن وعقل راسخ، فضربت أروع مثال فى التضحية بكل غال ونفيث فداء رسول الله، حينما فقد المسلمون فى غزوة بدر أحد سبعون شهيداً من بينهم أبوها وأخوها، إلا أن الأمر لم يعنيها إلا أن تطمئن على سلامة رسول الله وما أن وجدته حياً قالت مقولتها الشهيرة ( كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله ).

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان