رئيس التحرير: عادل صبري 11:13 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

المناورات العسكرية بين مصر واليونان وقبرص.. هل تكون مقدمة لحرب ضد تركيا؟

المناورات العسكرية بين مصر واليونان وقبرص.. هل تكون مقدمة لحرب ضد تركيا؟

أخبار مصر

التدريب العسكري بين مصر واليونان

المناورات العسكرية بين مصر واليونان وقبرص.. هل تكون مقدمة لحرب ضد تركيا؟

فادي الصاوي 08 أغسطس 2019 19:09

شهدت السنوات الأخيرة تعاونا عسكريا كبيرا بين مصر واليونان وقبرص، ترجم هذا التعاون فى عمليات التدريب المشترك بين القوات البحرية والجوية والخاصة فى كلا الدولتين، وربط محللون سياسيون هذا التعاون بالصراع الإقليمي على الغاز بمنطقة البحر الأبيض المتوسط لمواجهات التهديدات التركية.

 

وكشفت أعمال البحث والتنقيب التى أجريت فى البحر المتوسط خلال السنوات الثلاث الماضية حقولا هائلة للغاز، بينها حقل ظهر، الذي تصفه الحكومة المصرية بالأكبر حول العالم، والذي يقع داخل حدود البلاد في مياه البحر المتوسط، وفى أبريل الماضي افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي مرحلة الإنتاج المبكر في الحقل، الذي ينتج 350 مليون قدم مكعبة من الغاز يومياً، وتقدر احتياطياته بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز.

 

وتحرص القوات المسلحة المصرية من وقت لآخر بعد احتدام التجاذبات بين مصر وتركيا على خلفية اتفاقيات التنقيب التى وقعتها القاهرة مع قبرص واليونان، على بث بيانات تظهر قدرات وجاهزية القوات البحرية المصرية، وتستعرض الأسلحة الحديثة التي انضمت إلى صفوفها مثل حاملتي المروحيات من طراز الميسترال الفرنسية اللتين تحملان اسمي جمال عبد الناصر، وأنور السادات.

 

 وتظهر المقاطع التي بثها الجيش المصري، عدد من سفن التنقيب عن الغاز في وسط المياه وانتشار وحدات عسكرية حولها لتأمينها.

 

واليوم أعلنت الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري على موقع التواصل الاجتماع فيس بوك، عن قيام عناصر من القوات البحرية المصرية واليونانية، بتنفيذ تدريباً بحرياً عابراً بنطاق البحر المتوسط، وذلك في أثناء زيارة السفن اليونانية لميناء الإسكندرية.

 

وشمل التدريب، تخطيط وتنفيذ عدد من الأنشطة التدريبية البارزة، وذلك في إطار تبادل الخبرات المشتركة مع الجانب اليوناني، ودعم الجهود الخاصة بالاستفادة من القدرات الثنائية في تحقيق المصالح المشتركة لكلا الجانبين.

 

لم يكن هذا هو التعاون العسكري الاول بين الدولتين هذا العام، ففى منتصف شهر أبريل الماضي انطلقت فعاليات التدريب البحري الجوي المصري اليوناني القبرصي المشترك "ميدوزا 8"، بمشاركة عناصر من القوات البحرية والجوية والقوات الخاصة المصرية واليونانية والقبرصية.

 

شارك في التدريب حاملة المروحيات أنور السادات (طراز ميسترال) والغواصة طراز (209) ولانشات الصواريخ (طراز سليمان عزت) وصائدة الألغام، بالإضافة إلى عدد من الطائرات المقاتلة إف – 16 المتعددة المهام والهل المسلح بالإضافة إلى القوات الخاصة.

 

وتضمنت القوات المشاركة في التدريب من الجانب اليوناني، فرقاطة وسفينة إنزال وغواصة وصائدة ألغام وعدد من الطائرات المقاتلة طراز إف – 16 والهل، بالإضافة إلى عناصر من القوات الخاصة اليونانية، وشارك من الجانب القبرصي سفينة مرور بعيدة المدى وعناصر من القوات الخاصة.

 

ووفقا لبيان المتحدث العسكري يهدف التدريب إلى صقل مهارات الضباط والأفراد المشاركين وتبادل الخبرات القتالية والميدانية بين الدول المشاركة والاستعداد لتنفيذ أي مهام مشتركة تحت مختلف الظروف، وحماية الأهداف الحيوية في البحر المتوسط ضد أي تهديدات محتملة، كما يأتي التدريب في ضوء تنامي علاقات الشراكة والتعاون العسكري بين القوات المسلحة المصرية والدول الشقيقة والصديقة، وإظهار ما وصلت إليه القوات المشاركة من قدرة قتالية عالية ومستوى راق من التدريب لمواجهة التحديات المتنامية بمنطقة البحر المتوسط.​

 

فى المقابل تقوم تركيا التى تطمع فى الحصول على حصة من ثروات الغاز المكتشفة في البحر المتوسط، باستفزاز كل من مصر واليونان وقبرص، وذلك بإعلان عن بد التنقيب عن الغاز فى شرق البحر المتوسط، وعمل مناورات عسكرية من وقت للآخر بدعوى الهيمنة على البحار لحماية مصالحها.

 

ومن بين هذه المناورات ، مناورة "ذئب البحر-2019"، التى انطلقت فى مايو الماضى ووصفتها بعض التقارير الإعلماية بأنها المناورة البحرية الأكبر في تاريخ تركيا، حيث انطلت هذه المناورة العسكرية في نفس الوقت في كل من البحر الأسود وبحر إيجة والبحر الأبيض المتوسط .

 

ووفقا لتقرير نشرته كالة بلومبرج الأمريكية، فإن تركيا تدرس نشر أنظمة إس-400 الصاروخية الدفاعية التي تنتظر تسليمها من روسيا على طول الساحل الجنوبي للبلاد، بالقرب من السفن الحربية التي تراقب عمليات استكشاف مصادر الطاقة قبالة سواحلها،

 

عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة ومدير المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة، قال إن التوتر التى تشهده منطقة البحر المتوسط يأتي بعد فترة بدا فيها التعاون في منطقة شرق البحر المتوسط أكثر من التوتر، والمشاركة أكثر من الصراع؛ والأخبار الطيبة أسرع من الأخبار المنذرة، لافتا إلى أن هذا التعاون تمثل في إنشاء منتدى شرق البحر الأبيض المتوسط ويضم كلا من مصر وإسرائيل وفلسطين والأردن وقبرص واليونان وإيطاليا.

 

وأوضح سعيد فى مقال نشرته جريدة الشرق الأوسط في يوليو الماضي، أن تركيا لم يكن من شأنها أن يسود منهج التعاون وعلى قائمة أعمالها الصراع التركي اليوناني التاريخي؛ ثم الصراع بالوكالة بينهما على قبرص اليونانية والأخرى التركية، والتوتر القائم بينها وبين مصر بسبب استضافتها لجماعة الإخوان المسلمين المصرية على أرضها، وهجماتها المستمرة على مصر وثورتها التي أطاحت حكم الإخوان.

 

وأشار إلى أن تركيا بدأت تتحدث عن حقوق تاريخية للقبارصة الأتراك في جمهورية شمال قبرص التي لم تحصل على اعتراف دولي واحد بوجودها بخلاف أنقرة؛ ودفعت بالفعل أولا بقطع عسكرية إلى مناطق اكتشاف الغاز في محاولة لاستفزاز مصر وقبرص، مما حدا بالأولى إلى نشر قطع بحرية، وتقديم الثانية احتجاجاً أيدها فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

وأضافت: "بدأت تركيا تتحدث عن حقوقها الجغرافية في حوض الغاز الكبير الواقع في شرق البحر المتوسط، وأكثر من ذلك بدأت في عمليات استكشاف عن الغاز في مياه البحر المتوسط دون أي اتفاق مع الدول المتشاطئة، طبقاً لقانون البحار الدولي. هذا النوع من البلطجة الاقتصادية".

 

واختتم مقالته بالإشارة إلى أن التاريخ يشهد على أن الحماقة والاندفاع في تركيا وإيران ربما يكون فيهما مفتاح الحرب والسلام في البحار المحيطة بالشرق الأوسط.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان