رئيس التحرير: عادل صبري 04:22 مساءً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

رش الشوارع بالمياه.. ظاهرة سلبية تزيد الرطوبة وتؤرق الدولة

رش الشوارع بالمياه.. ظاهرة سلبية تزيد الرطوبة وتؤرق الدولة

أخبار مصر

رش الشوارع بالمياه

رش الشوارع بالمياه.. ظاهرة سلبية تزيد الرطوبة وتؤرق الدولة

فادي الصاوي 04 أغسطس 2019 18:09

عند شعور المصريين بارتفاع حرارة الطقس خاصة فى المناطق الشعبية أو الأرياف يتبادر فى ذهنهم رش الشوارع بالمياه فى محاولة منهم لتلطيف الجو، مثل هذه التصرفات وإن كانت بسيطة إلا أنها تزيد من مشكلة تعاني منها مصر تتعلق بنقص حصيلة الدولة من مياه النيل والزيادة السكانية والسدود التى يقيمها دول المصب، هذا بجانب التغيرات المناخية التي يشهدها العالم ومنها مصر والتى ستعمل على انخفاض الأمطار بنسبة تقارب الـ٢٠% ، فضلا عن زيادة معدلات التبخر.

 

وفى الوقت الذى تقوم فيه الحكومة بحملة قومية لترشيد استهلاك المياه وتقوم بفرض غرامات على المواطنين الذين يرشون المياه فى الشوارع، لجأ مسؤولون في محافظة الغربية، لرش شوارع المحافظة بالمياه فى مايو الماضي من أجل تخفيف أثار الحرارة، وأيضا رش الأشجار والحدائق، تم هذا الإجراء بعد أن طالب اللواء هشام السعيد محافظ الغربية، من رؤساء المدن والأحياء التنسيق مع شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالغربية.

 

واليوم فجر الدكتور أحمد عبدالعال، رئيس الهيئة العامة للأرصاد الجوية، مفاجئة من العيار الثقيل، إذ كشف فى تصريح له، أن تصرفات البعض غير المناسبة – وفق تعبيره- ومنها رش المياه في الشوارع وعلى الإسفلت اعتقادًا منهم أن هذا سيقلل من الحرارة، وهذا غير صحيح بالمرة.

 

وقال عبدالعال: "الناس فاكرة لما ترش الشارع بالمياه، هترطب الجو وتخليه لطيف، ده إهدار مال عام وإهدار للمياه اللي مش لاقيينها، فيه بعض المناطق عندها عجز في المياه، الأسلوب ده بيعلِّي نسبة الرطوبة أكتر، مش بيقلل الحرارة".

 

ومن جانبه أكد الدكتور مغاوري دياب، خبير المياه، أن المصريين يهدرون ما يقرب من 35% من إجمالي ما يتم استخدامه من مياه نقية، فى  رش الشوارع وغسيل السيارات، لافتا إلى أنها جريمة كبرى لا يمكن نكرانها.

 

 ويرى خبير المياه، أن العقوبة التي نص عليها قانون المياه الجديد بالحبس 6 أشهر وغرامة 20 ألف جنيه لرش الشوارع وغسيل السيارات بمياه الشرب النقية هي عقوبة رادعة وقادرة على القضاء على ظاهرة سوء استخدام مياه الشرب.

 

إلا أن الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن العقوبة غير عملية ولن تستطيع الحكومة المصرية تطبيقها، وذلك لصعوبة التخلي عن رش الشوارع، لاسيما في أشهر الصيف مرتفعة الحرارة.

 

توقعت اللجنة الدائمة لتنظيم إيراد نهر النيل بوزارة الري، انخفاض كميات المياه المتوقع وصولها لمصر حتى نهاية العام المائي الحالي 5 مليار متر مكعب عن العام الماضي.

 

بدورها وجهت وزارة الرى بضرورة رفع حالة الطوارئ القصوى فى كافة محافظات الجمهورية، خلال الفترة المقبلة وتوفير الاحتياجات المائية للبلاد وبصفة خاصة مياه الشرب؛ لمواجهة الطلب على الاستخدامات المنزلية، علاوة على المتابعة الدورية لرصد مخالفات الأرز.

 

وبدوره قال الدكتور صبرى عبادة، مستشار وزير الأوقاف، أن رش مياه الشرب فى الشوارع، واستخدامها فى غير الغرض المخصصة له، خيانة صريحة للأمانة، لأن الدولة تدعم المياه بأموال ضخمة من الموازنة العامة، لاستخدامها فى الأغراض الشخصية للمواطنين، وإهدارها خيانة للعقد والأمانة بين الدولة والمواطن.

 

وأضاف فى تصريح سابق له، أنه حتى لو كان المواطن يدفع مالا مقابل المياه، ويسدد فواتيره بانتظام، فإنه لا يحق له إهدارها أيضا، لأن هذا السلوك نوع من الإسراف وخيانة الأمانة التى اتُّفق عليها مع ولى الأمر، وإهدار المياه "إثم عظيم" وحرام شرعا.

 

تبلغ حصة مصر من مياه النيل 55.5 مليار متر مكعب، نستهلك منها 80% في الزراعة، وفقا لتصريح المهندس عبد اللطيف خالد رئيس قطاع الرى بوزارة الموارد المائية والرى، الذى أشار إلى أن هذه الحصة تصل إلى 60 مليار متر مكعب بفضل المياه الجوفية والأمطار التى تقدر بحولي 4.5 مليار متر مكعب سنويا.

 

المسئول الحكومي كشف فى تصريح له، أن استهلاك مصر من المياه يصل إلى 80 مليار متر مكعب، في حين أن احتياجاتنا من المياه 114 مليار متر مكعب، وتقوم الدولة بتغطية العجز المقدر بـ 20 مليار متر مكعب، عن طريق إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي،  والمياه الجوفية في الوادي والدلتا حتي الآن، أما الـ34 مليار متر مكعب الأخري فيتم استيرادهم في صورة حاصلات زراعية بما يسمى " المياه الافتراضية".

 

ونظرا لإنخفاض نصيب الفرد من المياه من 2000 متر مكعب إلى  570 متر مكعب، قامت وزارة الرى  بوضع خطة بالتنسيق مع 9 وزارات أخري ترتكز على أن لكل وزارة مهام معينة لابد من تنفيذها خلال السنوات القادمة لنضمن استمرارية المياه وتواجدها، وتحتاج هذه الخطة إلي تكاليف مالية كبيرة، بالاضافة إلى وعى من الجميع.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان