رئيس التحرير: عادل صبري 08:08 صباحاً | الجمعة 19 أبريل 2024 م | 10 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

تقليل خطبة الجمعة لـ 5 دقائق .. مِن صاحب الدعوة لرد الأوقاف «القصة الكاملة»

تقليل خطبة الجمعة لـ 5 دقائق .. مِن صاحب الدعوة لرد الأوقاف «القصة الكاملة»

أخبار مصر

وزير الأوقاف محمد مختار جمعة

تقليل خطبة الجمعة لـ 5 دقائق .. مِن صاحب الدعوة لرد الأوقاف «القصة الكاملة»

فادي الصاوي 06 يوليو 2019 20:34

رصد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، ترويج بعض صفحات التواصل الاجتماعي، أنباء بشأن وجود تعليمات لوزارة الأوقاف بتقليل مدة خطبة الجمعة لـ 5 دقائق فقط تيسيراً على المصلين، وعلى الفور تواصل المركز مع الأوقاف.

 

وبدورها نفت وزارة الأوقاف، رسميا ما تردد فى الفترة الأخيرة حول إصدارها تعليمات للأئمة بتقليل مدة خطبة الجمعة، وأوضحت فى بيان لها اليوم أن مدة الخطبة تكون في حدود العشرين دقيقة، وأن تقليل المدة لـ5 دقائق لا يكفي لأداء خطبة الجمعة، مُشددةً على أن كل ما يُثار في هذا الشأن مجرد شائعات تستهدف إثارة غضب المواطنين وبلبلة الرأي العام.

 

ويرجع السبب فى إثارة قضية قصر خطبة الجمعة إلى 5 دقائق، إلى الداعية الإسلامي رمضان عبد المعز، حيث دعا فى إحدي حلقات برنامجه التليفزيوني الجهات المعنية فى مصر (وزارة الأوقاف) إلى إعادة النظر فى مدة خطبة الجمعة والتى تتراوح فى الوقت الراهن ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى، لتصبح مدة الخطبة 4 أو 5 دقائق فقط وتعويض ذلك بالإطالة فى الصلاة.

 

ويرى عبد المعز أن تقصير خطبة الجمعة، علامة على فقه الخطيب، حيث يستطيع جمع المعاني الكثيرة في كلمات يسيرة، ولا يطيل فينسى الناس بآخر كلامه أوله، لافتا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلى أطول من الخطبة وكان يقرأ فى الركعة الأولى سورة الأعلى وفى الثانية سورة الغاشية.

 

إلا أن قطاع كبير من أئمة وزارة الأوقاف، أعلنوا رفضهم لهذه الدعوة، واصفين إياها بالمبالغة المستفزة والتهريج والكلام غير المنطقي، مؤكدين أن هذه المدة لا تكفي لأداء خطبة جمعة مكتملة الأركان والشروط، وموضحين أن من شروط  تقصير الخطبة ألا يكون التقصير ماحقاً، فلا يستفيد الناس من الخطبة شيئاً، فهم لم يقطعوا المسافات، ولم يخرجوا من بيوتهم لأجل رؤية الخطيب، ولا لسماع نبرة صوته، بل جاءوا لتحصيل الفائدة ، بموعظة، أو حكم شرعي، وما يشبه ذلك ؛ ولهذا ينبغي مراعاة القصد والتوسط في ذلك الأمر.

 

من جانبه قال الشيخ ماهر خضير، أحد أئمة وزارة الأوقاف، : "خطبة الجمعة هى وعظ وتذكير وتعليم وزمانها يجب أن يراعى فيه حال الناس وحال المكان فلا التقصير المخل ولا التطويل الممل".

 

 وأضاف : "أما عن قول من قال ٥ دقائق ونطيل فى الصلاة فنقول له أنت خالفت للسنة معنى وفهما وإن كنت وفقتها لفظا ونصا".

 

ويرى الشيخ محمود إمام بأوقاف بنى سويف، أن دعوة عبد المعز كلام مبالغ فيه واستهزاء واضح بعقول بالإمام والمستمع، لافتا إلى أن الخطبة يجب ألا تقل عن ١٥-٢٠ دقيقة ، وكل إمام يختلف في الزيادة، لكن لا يزيد عن ٣٠ دقيقة.

 

وافقه الرأي الشيخ محمد مكى، الذى وصف دعوة رمضان عبد المعز بأنها مبالغة ومستفزة، وقال على سبيل السخرية: "وتتعب نفسك ليه ما تبعت للناس الخطبة على الواتس آب"، مضيفا : "تلات أربع دقايق دي تقول إيه؟ والمقدمة فيها حمد وثناء وشهادتان والصلاة على المصطفى".

 

وفى الوقت الذى يرى فيه مكي، أن مدة الخطبة مكتملة الأركان يجب ألا تقل عن 20 دقيقة، قال إمام آخر يدعى الشيخ إسلام الششتاوى إن 10 دقائق مدة كافية تمكن الإمام من ذكر دليل وشاهد وموعظة، وذكر أن الخطبة التى تزيد عن 20 دقيقة "تطويل ع الفاضي".

 

 

 

فيما ذكر الشيخ محمود العربى، أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يقصر الخطبة وكلمات الخطبة كان يستطيع العاد أن يعدها، لكن الحبيب صلى الله عليه وسلم أعطى جوامع الكلم، وأيضا كان يخطب فى أهل اللغة، وإنما الآن الإمام إذا ذكر حديث واحد يحتاج إلى وقت غير قصير لبسطه وشرحه واستخراج معانيه.

 

وفى تعليقه على الدعوة قال "أحمد المنزلاوي" الكاتب والباحث في العلوم الإنسانية والشرعية، : "لكل مقام مقال.. فخطيب مسجد السوق غير خطيب مسجد الميادين غير خطيب مسجد محطة القطار.. وخطيب المدينة غير خطيب الريف.. وخطيب البدو غير خطيب الصعيد.. وخطيب في منطقة مبتلاه بمصاب غير خطيب في منطقة مصونة من ذلك.. القاعدة في ذلك أن تكون الخطبة أقصر من الصلاة.. هذه السنة والفقه.. دون توحيد أو تقيد بوقت.. وإن دعت المصلحة والحاجة للإطال فهذا أيضا من الفقه وإن خالف فقه الخطبة.. لكنه يوافق فقه الأولويات والمصالح والمفاسد والموازنات وفقه الواقع والمقاصد".

 

ومرت خطبة الجمعة في مصر خلال السنوات الماضية بتحولات كبيرة، بعضها قوبل بانتقادات حادة فى بداية الأمر، والبعض الآخر تم رفضه جملة وتفصيلا، وبعض التغيرات لقت ترحيبا باعتبارها تجديدا حقيقيا للخطاب الديني.

 

فبعد أن كانت الخطبة ارتجالية يعدها كل إمام بنفسه حسب رغبته وميوله ووفقا لظروف البيئة التى يعيش فيها، أصبحت موحدة يلتزم بنصها كافة الأئمة والخطبة فى مساجد مصر، ويتعرض المخالفون لعقوبات كبيرة تصل إلى الحرمان من بدل صعود المنبر المقدر بألف جنيه، أو إلغاء تصريح الخطابة بالنسبة لغير المعينين.

 

 وبعد توحيد الخطبة لجأت الأوقاف إلى إلزام الأئمة بقراءة الخطبة على المنبر من ورقة، إلا أن هذا  القرار قوبل برفض مجتمعى كبيرة وعارضه الأزهر، الأمر الذى دفع الوزارة إلى التراجع عن المشروع.

 

ومنذ شهور قدمت وزارة الأوقاف خدمة الخطبة المسموعة أسبوعيا على موقعها الرسمي،  في إطار اهتمام الأوقاف بذوي الاحتياجات الخاصة سواء من العاملين بها أم غيرهم من المكفوفين وتيسيرًا عليهم ، وإسهامًا في نشر الفكر المستنير عبر وسائل التواصل الحديثة، وتوسيع قاعدة المستفيدين من الخطبة الموحدة.

 

ووعدت الوزارة بنشر الخطبة المسموعة في موعد غايته الأربعاء الذي يسبق الجمعة من كل أسبوع، على أن يقوم أحد شباب علماء الوزارة بتسجيل الخطبة المكتوبة صوتيًّا تيسيرًا على الأئمة المكفوفين ومن يرغب في استماعها، وكشفت الاوقاف عن إعداد خطة لنشر الخطبة بلغة الإشارة، تلى ذلك قيام الوزارة بترجمعة الخطبة إلى عدة لغات أخرى.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان