رئيس التحرير: عادل صبري 12:58 مساءً | الثلاثاء 23 أبريل 2024 م | 14 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

فى احتفال ليلة القدر| السيسي يدعو لاحترام الحق في الاختلاف.. والطيب يهاجم الإسلاموفوبيا

فى احتفال ليلة القدر| السيسي يدعو لاحترام الحق في الاختلاف.. والطيب يهاجم الإسلاموفوبيا

فادي الصاوي 02 يونيو 2019 18:05

حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي ، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، على إلقاء كلمة خلال الاحتفال الذي أقامته وزارة الأوقاف اليوم الأحد احتفالا بليلة القدر.

 

واستهلّ الرئيس السيسي كلمته بتهنئة الشعب المصري وجميع الشعوب العربية والإسلامية بليلة القدر، داعيا إلى استلهام روح المناسبة المفعمة بكل معاني الرحمة والخير، والامتثال لأوامر القرآن الكريم والنبي العظيم  (صلى الله عليه وسلم) الذي أوصانا بالتراحم والتكاتف، والبر وصلة الأرحام، والوفاء بالحقوق والواجبات، والعمل الدؤوب لعمارة الكون وصناعة الحضارات.

 

كما هنأ الرئيس حفظة القرآن الكريم، على النعمة التي منّ الله بها عليهم، مؤكدا أن تمامها يتطلب منا جميعا حسن الفهم لمعاني القرآن الكريم ومقاصده السامية والتحلي بأخلاقه الكريمة، ونبذ كل عوامل الفرقة والتعصب الأعمى المقيت، إعلاءً لكلمة الله (عز وجل)، وإنفاذًا لتعاليم دينه السمحة التي نستقيها من كتابه الكريم وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم) الذي ترجم هذه القيم النبيلة إلى سلوك وأفعال، فكان بحق خلقه القرآن

 

وأضاف : " ما أحوجنا اليوم لتطبيق هذه القيم العظيمة وتحويلها إلى واقع وسلوك عملي اقتداء برسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم)".

 

وتوجه الرئيس بالتحية والتقدير إلى علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف منارات العلم الوسطي القائمين على تصحيح المفاهيم الخاطئة والتصدي للغلو والتطرف الفكري، ونشر سماحة الدين، والتعريف بجوهر الإسلام الحقيقي الذي يدعو إلى التسامح والرحمة وإعمال العقل، في خضم هذه الأمواج العاتية من التشدد والتطرف الفكري بما يحمله من مخاطر حتى على الدين نفسه.

 

وأشار الرئيس إلى أن هدفنا الأساسي هو الحفاظ على جوهر الدين وتوعية النشء والشباب، لإدراك مخاطر الفكر المتطرف من جهة وحجم التحديات والمخاطر من جهة أخرى، موضحا أن الخطاب الديني الواعي المستنير أحد أهم عناصر المواجهة مع الفكر المتطرف الهدام، معربا عن أمله في أن يبذل علماء الدين الإسلامي بمصر مزيد من الجهد والعمل المستمر لنشر الفهم والإدراك السليم بقضايا الدين والوطن من أجل تحقيق مستقبل أفضل لنا ولأبنائنا وللأجيال القادمة.

 

وشدد رئيس الجمهورية على أهمية إعلاء لغة الحوار واحترام الآخر والإيمان بحق التنوع والاختلاف، وترسيخ أسس المواطنة والعيش الإنساني الكريم المشترك لتحقيق الأمان والسلام للجميع.

 

وفى كلمته أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إن الحديث عن القرآن الكريم الذى هو آخر التزلات الإلهيَّة، حديثٌ لا يستوعبه الزَّمان ولا يحصره المكان، لأنه يتعالى إلى ما فوق الزمان وما فوق المكان، ويتسامى إلى ما بعد العقول، ويذهب بعيدًا إلى ما وراء التاريخ ومطارح الوهم والخيال

 

وأضاف أن القرآن الكريم حرَّر ضمير الإنسان من عبادة الأحجار والحيوانات والأشخاص، وعَقْله من الأوهام والأساطير والخرافات، وتسامى بنفسه ومشاعره فوق رهق المادَّة وعبوديَّة الغرائز، وإغراء الشهوات واسترقاقاتها، كما صنع رجالًا، بل صنع أمة نقلها –على ضعفها وبساطتها ورثاثة حالها– من المحليَّةِ إلى العالميَّةِ فى غضونِ عقودٍ قليلةٍ، واستطاعت أن تنشر فى شرقِ الدُّنيا وغربِها حضارةً لايزال دَيْنها ثقيلًا فى أعناقِ صُنَّاع حضارة اليوم، ورموزِها وفلاسفتها وعلمائها ومفكريها، وكانت حضارةً معجزة بكل المقاييس لايزال علماء التاريخ فى الغرب قبل الشرق فى حيرة من أمر تفسيرها.

 

وانتقد الإمام الأكبر مصطلح "الإسلامو فوبيا"، واصفا إياه بالمصطلح الكريه الذى نجح فى تصوير الإسلام بصورةِ الدِّين المتعطِّش لسَفْكِ الدِّماء، مطالبا العالَم المتحضِّر بتعقبه والإجهاز عليه أنَّى وجده فى غربٍ أو فى شرق، مشددا على ضرورة لجم الآلة الإعلاميَّة الغربيَّة، وردعها عن غرس كراهية الإسلام، فى عقول الشعوب الأوروبية والأمريكية وقلوبهم، بأساليبَ متعدِّدةٍ ما بين أفلام وبرامج وكُتُب وروايات وصحف ومجلات وغيرها.

 

وتابع : "إنَّنا حتى هذه اللَّحظة لا نسمع عن فوبيا المسيحية، ولا فوبيا اليهودية ولا البوذية ولا الهندوسية. ويقينى أنَّه لن تجرؤ جريدة أو قناة أو برنامج فضائى لا فى الغرب ولا فى الشرق على مجرَّد النطق بفوبيا ما شئت من المِلَل والنِّحَل والمذاهب فالعصا غليظة وحاضرة، مع أنَّ التاريخ يَشْهَد على أنَّ الأديان كلَّها نُسِبَت إليها أعمال عُنف، وأن من هذه الأعمال ما اُقترف تحت لافتة ديانات كبرى فى العالم، وفى قلب أمريكا نفسها، غير أنَّ المقام لا يتَّسِع لسَرْدِها".

 

 أما الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فلخص كلمته فى ثلاث نقاط :الأولى: تتعلق بفهم المقاصد، والنقطة الثانية : تتعلق بتحريف الغالين الذين يحاولون أن يرسخوا لفقه الجماعة على حساب فقه بناء الدول، موضحا أن فقه بناء الدول يتسم بالسعة والمرونة أما فقه الجماعات فنفعي سطحي مغلق، مصلحة التنظيم فيه فوق مصلحة الدولة، ومصلحة الجماعة فوق مصلحة الأمة.

 

والنقطة الثالثة: هي حاجتنا الملحة لاستخدام المنهج النقدي العقلي في إعادة قراءة المتغير من تراثنا مع الحفاظ على ثوابتنا الشرعية.

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان