رئيس التحرير: عادل صبري 11:46 صباحاً | الخميس 28 مارس 2024 م | 18 رمضان 1445 هـ | الـقـاهـره °

وسط مفاوضات «ليست سهلة».. حلول مقترحة لأزمة «سد النهضة» فهل تكفي؟

وسط مفاوضات «ليست سهلة».. حلول مقترحة لأزمة «سد النهضة» فهل تكفي؟

أخبار مصر

سد النهضة

وسط مفاوضات «ليست سهلة».. حلول مقترحة لأزمة «سد النهضة» فهل تكفي؟

محمد عمر 09 نوفمبر 2018 19:19

اجتماعات تلو اجتماعات، والنتيجة دائما تأجيل الاتفاق، هكذا دائمًا كانت الاجتماعات الخاصة بسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، ما يضر بحصة مصر من مياه النيل، ففي غضون الأشهر القليلة الماضية شهد الملف تطورات عدة كان أبرزها مقتل مدير المشروع في يوليو الماضي، بجانب التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قبل شهر تقريبا، بأن تحديات فنية تواجه السد وتهدد بعدم اكتماله.

 

وفيما استعجلت القاهرة التوصل إلى حل بين الدول الثلاث حول قضايا قواعد الملء والتشغيل وتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين أطراف القضية والدفع لمسار التفاوض، لزمت الخرطوم الصمت، ولم يصدر عنها أي تعليق بشأن الأمر، لاسيما بعد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي.

 

وإن كانت هناك زيارة خاطفة قام بها مدير جهاز الأمن والمخابرات السودانية الفريق صلاح قوش إلى أديس أبابا، يشير مراقبون إلى أنها حملت رسائل للجانب الإثيوبي بشأن الملف، غير أن السلطات السودانية تكتمت على أجندة الزيارة.

 

وأمس، أعلنت وزارة الري المصرية، إن اللجنة الثلاثية المؤلفة من مصر والسودان وإثيوبيا، توافقت على حلول مقترحة لدفع مسار الدراسات الفنية المتعلقة بسد "النهضة" الإثيوبي.

جاء ذلك خلال بيان حول تفاصيل الاجتماع التاسع عشر للجنة الفنية (تضم وزراء ري مصر وإثيوبيا والسودان)، الذي عقد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يومي 5 و6 نوفمبر الجاري.

وأوضح البيان، أن "الاجتماع خُصص لمناقشة الأمور التعاقدية والمالية مع المكتب الاستشاري الفرنسي، المنوط به إجراء الدراسات الخاصة بتقييم تأثيرات سد النهضة على دولتي المصب (مصر والسودان)".

وتناول الاجتماع "استعراض أهم المعوقات والمشاكل التي جابهت المكتب الاستشاري الفرنسي نتيجة فترات التوقف الناجمة عن عدم توافق الدول الثلاث حول بعض الأمور وعلى رأسها التقرير الاستهلالي مع مناقشة سبل الحلول المقترحة لتلك المشاكل".

والتقرير الاستهلالي، يحوي دراسات المكتب الاستشاري الفرنسي المتعلقة بالسد، وفترة ملئه وتشغيله.

ووفق البيان، تناول الاجتماع أيضًا، قيام اللجنة الثلاثية بالتوافق حول بعض الحلول المقترحة لتلك المشاكل سعيا إلى دفع مسار الدراسات الفنية خلال الفترة القادمة، دون تفاصيل.

وأشار البيان إلى أنه تم "الاتفاق على قيام المكتب الاستشاري بدراسة الحلول المقدمة من اللجنة الثلاثية لوضع رؤية واضحة لكيفية التعامل مع الموقف خلال الفترة القادمة"، دون توضيح ماهية تلك الحلول.

وتشهد اجتماعات مصر والسودان وإثيوبيا بشأن الدراسات الفنية لبناء سد النهضة، تعثرًا لافتًا منذ فترة، في الوصول إلى حل يرضي الدول الثلاث.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب).

بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثل نفعا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضررا على دولتي مصب النيل، السودان ومصر. 

 

 

مفاوضات ليست سهلة:

وزير الري المصري محمد عبد العاطي، قال إن بلاده تسعى إلى اتفاق «غير هش» حول سد «النهضة»، واصفًا المفاوضات بأنها «غير سهلة».


وبين أن مفاوضات سد النهضة «مستمرة إلى حين حصول مصر على اتفاق يراعي مطالبها».
وأشار إلى أن «التشاور الحالي بين الخبراء وجميع المستويات يسعى إلى انفراجة جوهرية في المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان».


وأوضح أن التفاوض «ليس سهلا، ومصر مستمرة في التفاوض لحين الوصول إلى اتفاق عادل غير هش يصمد مع الزمن».


وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد شدد على أن «إثيوبيا شهدت مع قياداتها الجديدة تغييرات إيجابية»، مضيفاً: «تم الاتفاق مع الدول الأفريقية بشكل عام على دعم مشروعات التنمية ولكن ألا يكون ذلك على حساب حياة المصريين التي تعتمد بشكل كامل على مياه النيل».


وزاد في اللقاء الذي عقده مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية في مصر، على هامش منتدى شباب العالم في شرم الشيخ الثلاثاء الماضي: «نريد تحويل النوايا الحسنة لإثيوبيا إلى اتفاقيات ملموسة، ونحن نحتاج مراعاة ألا تؤثر عملية ملء خزان سد النهضة على حصة مصر المائية وذلك من منظور فني، غير أن اللجان الفنية لم تصل بعد إلى اتفاق، كما نحتاج إلى ضمان ألا يستخدم السد لأهداف سياسية، غير أن هناك مؤشرات إيجابية جاءت من القيادة الإثيوبية الجديدة».


وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب)، بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثل نفعا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضررا على دولتي مصب النيل، السودان ومصر.

 

أرقام:

مثل سد النهضة في أثيوبيا تحدياً مباشراً للملف الرئيسي في ملفات الأمن القومى المصري، وهو ضمان تدفق كافٍ من الموارد المائية لمصر عن طريق نهر النيل.

 

وقامت هيئة الكهرباء الإثيوبية بتوقيع عقد إنشاء السد أبريل 2011 مع شركة إيطالية بمبلع 4.8 مليارات دولار، وقد وفرت البنوك الصينية تمويلاً بمبلغ 1،8 مليار دولار من قيمة التعاقد، وقامت الحكومة الإثيوبية بإصدار سندات محلية وخارجية مقصورة على مواطنيها ومغتربيها بمبلغ يعادل 3 مليارات دولار، ومن المقدّر أن تكلّف خطوط الربط لنقل وتوزيع الكهرباء التي ينتجها السد 1.4 مليار دولار إضافية.

 

الغرض المعلن من المشروع هو إنتاج الكهرباء من المصادر المائية بطاقة مبدئية 5،250 ميجاوات تم رفعها إلى 6،000 في 2012 ثم إلى 6،450 في 2017 وذلك بزيادة طاقة توربيناته ليصبح بذلك أكبر سد لإنتاج للكهرباء في أفريقيا.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان