رئيس التحرير: عادل صبري 07:56 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

لماذا لم يحدد "بوتين" موعدا لعودة السائحين الروس إلى مصر؟

لماذا لم يحدد بوتين موعدا لعودة السائحين الروس إلى مصر؟

أخبار مصر

السياحة في مصر ..صورة ارشيفية

وعد بها قريبا..

لماذا لم يحدد "بوتين" موعدا لعودة السائحين الروس إلى مصر؟

علي أحمد 19 أكتوبر 2018 23:46

بشرى زفها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة نظيره عبد الفتاح السيسي إلى موسكو، حين أعلن أن سياحة بلاده ستعود إلى "شرم الشيخ" قريبا، تحمل بين طياتها سرور  للعاملين بقطاع السياحة في مصر، ولكن لاتزال التساؤلات عالقة متى يعود السياح الروس؟، ولماذا لم يرفع الحظر الروسى عن طيرانهم إلى كل مصر رغم تنفيذ الاشتراطات الروسية؟.

 

فعقب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي،  الذي كان في زيارة إلى روسيا قبل يومين، نظيره الروسي فلاديمير وقوله عن اقتراب عودة سياحة بلاده إلى مصر، كثر الحديث وازدادت التطلعات حول عودة الطيران الروسي لمقصده على البحر الأحمر، بعد أن غاب عن البلاد ما يقرب من 3 أعوام.

 

ففي نهاية أكتوبر 2015 توقفت رحلات الطيران المباشر بين البلدين، إذ اتخذت روسيا هذا القرار عقب سقوط طائرة ركاب روسية في صحراء سيناء،  ومصرع ركابها وطاقمها وعددهم 224 راكبا،  إذ اعتبرته روسيا عملا إرهابيا، قررت على إثره توقف رحلات الطيران بين البلدين، ما أدى إلى تضرر قطاع السياحة في مصر بشكل ملحوظ.

 

وبعد تعليق الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو لمدة عامين قررت روسيا استئناف رحلاتها إلى مصر، في شهر إبريل من عام 2018 الجاري، والذي جاء قبل افتتاح مونديال 2018 في روسيا، وشارك فيه منتخب مصر لكرة القدم، وذلك للسماح للمشجعين المصريين السفر لروسيا خلال المونديال، وفيما عدا ذلك لم تستأنف الرحلات السياحية بين البلدين بشكلها المعتاد.

 

ومن أجل استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا، تم التوقيع على اتفاق تعاون في مجال الأمن الجوي بين البلدين، يقضي باستئناف الرحلات بين البلدين، على أن تقتصر الرحلات بين موسكو والقاهرة في المرحلة الأولى، على مطار القاهرة فقط دون الهبوط والإقلاع من مطارات أخرى مثل مطاري شرم الشيخ والغردقة، والتي يقصدها عادة السياح الروس في مصر.

 

وكان للقرار الروسي بتعليق الرحلات الجوية مع مصر أثر كبير على انخفاض عدد السياح الأجانب في مصر، ذلك القطاع الذي يعاني بالفعل منذ ثورة 25 يناير إذ انخفض عدد السياح الوافدين إلى مصر  من 14.7 مليونا في 2010 إلى 5.4 مليون في 2016، فيما تحسن نسبيا  في 2017 فبلغ 8.3 ملايين زائر، وفق الأرقام الرسمية.

 

وفيما يتعلق بأعداد السياح الروس الوافدون إلى مصر، فقد بلغ :"في عام  2010 بلغ 2.8 مليون سائح، وعام 2011 بلغ  1.3 مليون سائح، عام 2012 بلغ 1.9 مليون سائح، عام 2013 بلغ 2.5 مليون سائح، عام 2014 بلغ 3.1 مليون سائح، عام 2015 بلغ 2.3 مليون سائح، فى عام 2016 توقفت الحركة السياحية، فى عام 2017 بلغ 100 ألف سائح".

 

تصريحات الرئيس الروسي حول عودة سياحة بلاده قريبا شغلت حيزا كبيرا من الاهتمام في الأوساط المصرية، ما بين تعليق الآمال على مساعدة ذلك في تنشيط قطاع السياحة، وتخوفات من عدم تحديد موعد لاستئناف السياحة بين البلدين لتبقى مجرد تصريحات.

 

ويقول عبد اللطيف المناوي، الكاتب الصحفي، إن ظن المصريين خاب حينما لم يعلن الرئيس الروسى بوتين عودة الطيران الروسى بشكل كامل إلى مصر أثناء زيارة الرئيس السيسى، عكس التوقعات أو التمنيات.

 

وأوضح المناوي، في مقال له بجريدة المصري اليوم نشر اليوم الجمعة، أن هناك نوعا من القرارات يكون تأثيره النفسى والشعبى، بل العملى، أكبر كثيراً من قرارات أخرى تبدو أكثر أهمية وذات أبعاد أهم استراتيجيا، من هذه القرارات «الغائبة» أو «المُغَيَّبة» القرار الروسى بعودة السياحة الروسية إلى الغردقة وشرم الشيخ.

 

وأشار إلى أنه بدا واضحا ذلك  المستوى المتطور من الشراكة المصرية الروسية أثناء زيارة الرئيس السيسى الأخيرة إلى روسيا، وهى الزيارة التى نتج عنها اتخاذ قرارات مهمة واستراتيجية فى العديد من المجالات، لافتا إلى أن العلاقة الاستراتيجية بين البلدين تتضمن تنسيقاً وعملاً مشتركاً لمحاربة الإرهاب، ولكن ما لا يفهمه معظم المصريين، لماذا تكافئ روسيا الإرهاب بالاستمرار فى حظر الطيران إلى مناطق فى مصر بسبب فعل إرهابى؟.

 

وأكد المناوي أن مصر قطعت شوطا مهما من أجل سد الثغرات التى يمكن أن ينفذ منها الإرهاب، وأصبح النظام الأمنى متطورا فى كل مطاراتها بما يضمن أمن كل راكب،  والأكثر أنها سمحت للأمن الروسى بالتواجد بشكل أو بآخر فى عمليات تأمين الطيران الروسى، بعد كل هذا يصبح عسيرا على الفهم عدم رفع الحظر الروسى عن طيرانهم إلى كل مصر.

 

في السياق نفسه جاء مقال الكاتب الصحفي سليمان جودة، في جريدة المصري اليوم يوم الجمعة، إذ قال إن عودة السياحة الروسية كانت تحظى باهتمام خلال بوتين خلال زيارة السيسي لبلاده حين قال إنها ستعود إلى القاهرة قريبا، ولكنه لم يحدد بعد متى ستعود.

 

ويقول جودة :"بوتين أعلن عنها قريبا ولكن متى ستكون؟..هذا هو السؤال، وهذا هو الذى أتصور أنه فى حاجة الى جهد مُضاعف خلال الأيام والأسابيع المقبلة، لا الشهور، من جانب وزارتى السياحة والخارجية على وجه التحديد، ثم من جانب غيرهما من أجهزة الدولة المختصة.. جهد يتولى سريعاً ترجمة وعد بوتين على الأرض، ويضمن أن تكون «قريباً» التى تعهد هو بها، قريباً فعلاً، وبالمعنى الحرفى للكلمة".

 

ولفت جودة إلى أن السياحة فى شرم تعانى منذ حادث طائرة سيناء، الذى وقع فى مثل هذا الشهر قبل ثلاث سنوات، كما لم يحدث أن عانت من قبل، ومعاناة السياحة فى مدينة السلام تعنى بالضرورة معاناة مستثمرين أنفقوا المليارات، لا الملايين، ولم يكن يخطر ببالهم أن يحدث ما حدث، ثم تعنى قبل المستثمرين، معاناة بيوت بكاملها تعيش على دخل أصحابها من رواج السياحة فى جنوب سيناء عموماً، وفى شرم بالذات.

 

وتابع :"الهدف من وراء الجهد الذى أشير إليه على مستوى الوزارتين، وعلى مستوى غيرهما، ألا تتحول قريباً التى قالها الرئيس الروسى.. مع مرور الوقت.. إلى قريباً التى كنا نسمعها مراراً من إدارة الرئيس الأمريكى أوباما، أيام موضوع طائرات الأباتشى الشهير.. فلقد كانت الطائرات قد ذهبت الى الولايات المتحدة الأمريكية، بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، من أجل إجراء الصيانة المطلوبة.. ولكن.. لغرض ما، فى نفس أوباما، احتجزها لديه، وظللنا نسمع كلمة قريباً من إدارته، كلما سألنا عن موعد عودة طائراتنا..وكان سبب التلكؤ واضحاً جداً.. أما فى حالة تلكؤ عودة السياحة الروسية إلى شرم فلا يوجد سبب واضح على الإطلاق".

 

وفي هذا الإطار أشار نور فرحات، أستاذ فلسفة القانون، إلى أنه كان من المتوقع أن يصدر إعلان عودة السياحة الروسية في الاجتماع الأخير بين الرئيسين السيسي وبوتين، .ولكن ما أسفر عنه الأمر هو مجرد تصريح من الرئيس بوتين بأن عودتها ستكون قريبا.

 

ونوه فرحات، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن هذا تصريح متكرر سبق ابداه منذ سنوات بعد كل لقاء، ولكن الصورة الكاملة غير معلومة لأحد خاصة أن مصر قد نفذت كل اشتراطات الأمن المطلوبة، ونفذت ما طلبه الروس وزيادة واشركتهم في مراقبة تأمين الرحلات الروسية.

 

واستطرد :" إذا كان لدينا لجنة علاقات خارجية أو لجنة سياحة في البرلمان تجرؤان على السؤال لفهمنا كل شئ..ولكن الكتمان هو سيد الموقف..ورغم اتفاقات الشراكة ومفاعل الضبعة وغير ذلك إلا أن ملف السياحة يبقى ملفا غامضا، ألا يقدم أحد على طلب كشف أوراقه".

 

وأردف فرحات :"عدد السياح الروس وصل سنة ٢٠١٥ إلى ثلاثة ملايين . ملايين البيوت المصرية كانت مفتوحة من هذه السياحة الفقيرة، وهي سياحة فقراء الروس والطبقة الوسطى لأن الاسترخاء في منتجعات مصر بالغردقة وشرم الشيخ أقل تكلفة من منتجعات شبه جزيرة القرم وسوتشي".

 

وتابع :"أظن أن القرار الروسي المتحفظ ليس قرارا أمنيا بل هو قرار اقتصاديا بعدم رغبة روسيا في تسرب الدولارات السياحية إلي مصر، ولكن ماذا عن الفوائد الاقتصادية الجمة التي تجنيها روسيا من اتفاقاتها المتعددة مع مصر؟".

 

فيما أوضح ناجي العريان، عضو اتحاد الغرف السياحة، أن عودة السياحة الروسية إلى مصر لن يكون دفعة واحدة، إذ يقول إن عودتها بشكل كامل قد يستغرق 5 أشهر.


وأشار "العريان"، خلال اتصال هاتفي مع فضائية "dmc"، أمس الخميس، إلى أن كل الوزارات المعنية يجب أن تتكاتف لعودة السياحة، لافتًا إلى أن الشعب المصري يجب أن يكون لديه ثقافة السياحة، ووعي كافي بدوره الذي سيساعد في عودة السياحة، مطالبا أن تجلس كل الجهات المعنية بالسياحة مع بعضهما، لتوحيد الجهود والخروج بنتيجة تفيد قطاع السياحة.

 

 

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان