رئيس التحرير: عادل صبري 04:46 مساءً | الجمعة 04 يوليو 2025 م | 08 محرم 1447 هـ | الـقـاهـره °

بعد الإضراب عن الطعام 4 أيام.. وفاة جمال سرور أحد «معتقلي الدفوف»

بعد الإضراب عن الطعام 4 أيام.. وفاة جمال سرور أحد «معتقلي الدفوف»

أخبار مصر

الناشط النوبي جمال سرور

بعد الإضراب عن الطعام 4 أيام.. وفاة جمال سرور أحد «معتقلي الدفوف»

إسراء الحسيني 04 نوفمبر 2017 19:15

 سادت حالة من الحزن والغضب بين أبناء النوبة بعد انتشار خبر وفاة جمال سرور أحد معتقلي الدفوف نتيجة إضرابه عن الطعام بعد تجديد الحبس 15 يومًا لمعتقلي النوبة في جلسة 30 أكتوبر.

 

قال الناشط النوبي طارق يحيى إنه تم إبلاغهم بوفاة المعتقل جمال سرور، قبل وصوله إلى مستشفى أسوان الجامعي نتيجة هبوط حاد بعد إضرابه عن الطعام لمدة 4 أيام، احتجاجًا على اعتقالهم دون حق.

 

وأوضح يحيى لـ"مصر العربية"أن سرور بدأ في حالة الإعياء منذ يومين، وناشد المعتقلين وأبناء النوبة إدارة السجن لإسعافه دون جدوى، مضيفًا: "بعد إهماله يومين وتدهور حالته استجابت الإدارة النهاردة، وتأخرت سيارة الإسعاف لمدة ساعتين ساعتين، ليصل المستشفى في حالة حرجة".

 

وقال الناشط النوبي حمدي سليمان إن أبناء النوبة يحملون إدارة سجن الشلال تدهور الحالة الصحية لجميع المعتقلين، مشيراً إلى إغماء المعتقل محسن ربيع بعد نقل جمال سرور، وتجاهله لمدة ساعتين قبل نقله للمستشفى.

 

وأكد حمدي لـ"مصر العربية" أن هناك خطوات تصعيدية يتجه إليها أبناء النوبة خلال الساعات القادمة لإنقاذ حياة معتقلي الدفوف. وأوضح سليمان أن مستشفى أسوان نفت في خبر الوفاة في بادئ الأمر، واصفًا ذلك بمحاولة من الأمن لتخدير الرأي العام والشارع النوبي، لحين اتخاذ الاجراءات الاحترازية.

 

من جانبه، قال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لحقوق الإنسان، إن "الناشط النوبي جمال سرور، دخل في غيبوبة سكر، نتيجة الإضراب عن الطعام؛ ما أسفر عن وفاته اليوم بمحبسه بمعسكر أمن الشلال بمحافظة أسوان".

 

وجمال سرور، كان محبوسًا، على ذمة التحقيق معه و24 آخرين، لتنظيمهم بمحافظة أسوان، في سبتمبر الماضي، "مسيرة غير مرخصة" تطالب بـ"إعادة توطين النوبيين في مناطقهم الأصلية".

 

وعقب تجديد حبسهم، الإثنين الماضي، دخل سرور و7 آخرين في إضراب عن الطعام، وفق "عيد".

 

من جانبها، نعت أمانة حزب "العيش والحرية" بمحافظة أسوان (تحت التأسيس) جمال سرور.

 

وطالب الحزب الذي يترأسه المرشح الرئاسي المحتمل خالد علي، في بيان، السلطات المصرية، بفتح تحقيق في الواقعة.

 

ومطلع الستينيات من القرن الماضي، هجرت السلطات المصرية أهالي النوبة بالتزامن مع إنشاء السد العالي (سد مائي جنوبي مصر)، ويتواجدون اليوم بكثرة في مدينتي الإسكندرية والقاهرة.

 

وعلى فترات، يطالب أهالي النوبة الذين تم تهجيرهم من مساكنهم إلى مناطق أخرى، بالعودة إلى موطنهم الأصلي، وسط دعوات يثيرها نشطاء نوبيون من وقت لآخر بتدويل القضية للحصول على حقوقهم.

 

وتنص المادة 236 من الدستور المصري، الذي تم إقراره في 2014، على أن " تعمل الدولة على وضع وتنفيذ مشاريع، تعيد سكان النوبة إلى مناطقهم الأصلية، وتنميتها خلال 10 سنوات، وذلك على النحو الذى ينظمه القانون".


كانت قوات أمن أسوان ألقت القبض ثالث أيام عيد الأضحى على 24 نوبيا في مسيرة سلمية بالدفوف تحت شعار "العيد في النوبة أحلى"، مرددين أغاني ترثي النوبيين وتصف حالهم بعد التهجير. ووجهت لهم تهم: "التحريض على التظاهر، التظاهر بدون ترخيص، إحراز منشورات، الإخلال بالأمن العام، تعطيل حركة المرور، التمويل من الخارج، وذلك للضغط على الدولة لتحقيق مطالبهم".

 

 

جاءت هذه المسيرة للاحتفال بذكرى اعتصام 4 سبتمبر 2011 للنوبيين الذي استمر لمدة أيام أمام مبنى محافظة أسوان، وانتهى بمهاجمة الأمن لمخيمات المعتصمين وإلقاء القبض على 3 شباب ثم الإفراج عنهم بعد ساعات.

 

 

احتجزت قوات الأمن الشباب في سجن معسكر فرق الأمن المركزي بمنطقة الشلال بأسوان قبل التحقيق معهم، ولم يتوجهوا قبل ذلك إلى قسم الشرطة، وهناك تم عرضهم في اليوم التالي، على النيابة والتي قررت حبسهم 4 أيام على ذمة القضية.

 

وبعد مرور اﻷربع أيام كان من المفترض أن يعرض المتهمين في جلسة أمام القاضي، إلا أن اﻷمن لم يرحلهم لمكان الجلسة، فقرر القاضي استمرار حبسهم لمدة 15 يوم على ذمة القضية.

 

قدم محاميو المعتقلين استئناف وبعد قبول خروج المعتقلين بكفالة 1000 جنيه للفرد، استئنفت النيابة ليتم تجديد الحبس، وتوالى عرض معتقلي الدفوف في عدة جلسات ليتم تجديد 15 يومًا على ذمة القضية في كل جلسة وأخرها جلسة 30 أكتوبر، التي لجأ المعتقلين بعدها للإضراب عن الطعام.

 

بدأت قضية أبناء النوبة منذ أكثر من قرن وتوارثتها الأجيال منذ ﺗﻬﺠﻴﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺑﺄﺳﻮﺍﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺧﺰﺍﻥ ﺃﺳﻮﺍﻥ ﻋﺎﻡ 1898 ، ﺛﻢ ﺣﺪﺛﺖ ﺗﻌﻠﻴﺎﺕ ﻟﻠﺨﺰﺍﻥ ﻓﻲ ﺃﻋﻮﺍﻡ 1902 ﻭ 1912 ﻭ 1933 ﻣﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﻔﺘﻴﺖ ﻋﺪﺩ ﺁﺧﺮ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻱ ﺗﻌﻮﻳﻀﺎﺕ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻬﻢ، ﻟﻴﺘﻢ ﺗﻬﺠﻴﺮﻫﻢ ﻧﻬﺎﺋﻴًﺎ ﻭﻳﺼﺒﺢ 350 ﻛﻴﻠﻮﻣﺘﺮ ﺑﻤﺤﻴﻂ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻧﺎﺻﺮ ﺧﺎﻟﻴًﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻋﺎﻡ 1964 ﻋﻨﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ .

 

ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﻛﻮﻡ ﺍﻣﺒﻮ ﻭﺗﻢ ﺗﺴﻜﻴﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ 50 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ، ﻭﻫﻲ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻤﻮﻃﻨﻬﻢ ﺍﻷﺻﻠﻲ، ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﻬﻢ ﻭﺗﻨﻈﻴﻤﻬﻢ ﻟﻮﻗﻔﺎﺕ ﻭﺍﻋﺘﺼﺎﻣﺎﺕ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻴﻂ ﺍﻟﺒﺤﻴﺮﺓ.

 

وكان أخر اعتصاماتهم بعد طرح الأراضي النوبية في مزاد مشروع المليون ونصف فدان عن طريق الريف المصري، فاعترضوا خلال مسيرة قافلة العودة النوبية بطريق أبو سمبل أسوان في نوفمبر 2016، وتم تعليقها بوعد من الحكومة ومجلس النواب بتحقيق مطالبهم، ولكنها لا زالت وعود لا تنفذ.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان