رئيس التحرير: عادل صبري 04:28 مساءً | الثلاثاء 29 أبريل 2025 م | 01 ذو القعدة 1446 هـ | الـقـاهـره °

«أوشريا..ساع آوي» هكذا بدأت حرب أكتوبر

«أوشريا..ساع آوي» هكذا بدأت حرب أكتوبر

أخبار مصر

اللغة النوبية كلمة سر حرب أكتوبر

في ذكراها الـ44

«أوشريا..ساع آوي» هكذا بدأت حرب أكتوبر

"أوشريا..ساع آوي" كلمات سرية انطلقت بها ساعة الصفر في حرب 6 أكتوبر المجيدة، دون أن يستطيع العدو ترجمتها، ﻷنها باللغة النوبية التي يعرفها النوبين فقط.

 

" اللغة النوبية"، كانت هي سر التفوق خلال الحرب بعد أن اقترح  المجند أحمد إدريس على قادة الحرب  أن تكون شفرة الحرب باللغة النوبية، على اعتبار أنها لغة "محادثة" وليست لغة "كتابة" ويتحدث بها أبناء النوبة في مصر فقط.

 

عرض قادة الحرب فكرة المجند "أحمد إدريس"، على الرئيس أنور السادات، الذي أعجب بدوره بهذه الفكرة، واستدعى المجند، الذي أخبره أن هناك 70 مجندا  بقوات حرس الحدود، من أبناء النوبة القديمة وليس بنوبيي 1964، وهم الذين نزحوا بعد البدء في بناء السد العالي لأنهم لا يجيدون اللغة.

 

تم الاتفاق على استخدام النوبية، كشفرة بعد الاستعانة بالمجندين النوبيين  لإرسال واستقبال الشفرات، وتم تدريب الجميع، وذهبوا جميعاً وقتها خلف الخطوط لتبليغ الرسائل بداية من عام 1971 وحتى حرب 1973.

 

شفرات الحرب

"جُــم - أوشريا" أضرب"  التى تعنى " أضرب " باللغة العربية هى كلمة سر بداية القتال للعبور من الهزيمة إلي النصر في حرب أكتوبر 1973.

 

أما كلمة "أوسكوم"  كانت نداء الأمر بالتحرك "أى تحرك"، في الساعة " ساع آوي"، الثانية ظهراً موعد الحرب.

 

وقد تم استخدام كلمات نوبية أخرى مُشفرة  استخدمها الجنود  النوبيون، حيث كانت تتبادل بينهم و تترجم بواسطتهم وتُنقل إلى قادة الواحدات المختلفة مثل " جور"، والتي تعني الدبابة ويقال عنها "نملة" بلغة الحرب، ويطلق أيضاً على الدبابة "تمساح" وبالنوبية "أولوم"، وكانت تسمى العربات الحربية المجنزرة "ثعبان" ويطلق عليها بالنوبية "اسلانجى"، وتسمى الطائرة بـ"الناموسة" ويطلق عليها بالنوبية  "زندنابى".

 

النوبين فخر بالنصر وحزن بالتهميش

 

يقول الناشط النوبي حمدي سليمان، لا أحد يستطيع أن يُنكر فضل النوبة ولغتها التى لازلت تنبض بالحياة، في انتصارنا في حرب أكتوبر.

 

وأوضح سليمان لـ"مصر العربية"، أن هذا الذكر هو لمجرد ذر الرماد فى العيون ومخاطبة العواطف النوبية الطيبة وإسكات المّطالبين بحقوقهم من ابناء النوبة، مضيفاً أن "مصر لم تقدم للغة النوبية إلا الأهمال المتعمد من أجل اندثارها فهى لا تريدإلا تعريب النوبيين وذوبانهم حتى لا يتحدثوا لغتهم الأم".

 

وتابع الناشط النوبي قائلاً: "حتى من خدموا مصر بلغتهم لم يذكرهم التاريخ بشىء بل تجاهلوهم كما لو كانت اللغة ينطقها مصريون لا نوبيون".

 

ويقسم النوبيون فى جنوب مصر لغتهم إلى لهجتين حسب تصنيفهم لأنفسهم، فهناك لهجة نوبة الكنوز، ولهجة نوبة الفديكا، والاختلافات بينهما ناشئة عن أصل كل من اللهجتين،  فيعود أصل «الكنزية» إلى اللهجة «الدنقلاوية» نسبة إلى دنقلة فى السودان، بينما يعود أصل «الفديكا» إلى اللهجة «المحسية»، التى كان يتحدث بها سكان شمال السودان.

ذكرى نصر أكتوبر
  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان