رئيس التحرير: عادل صبري 05:15 صباحاً | السبت 20 أبريل 2024 م | 11 شوال 1445 هـ | الـقـاهـره °

كرة القدم الأوروبية.. حقائق وأرقام تكشف الصراع الخليجي

كرة القدم الأوروبية.. حقائق وأرقام تكشف الصراع الخليجي

ستاد مصر العربية

الاستثمارات الخليجية في كرة القدم الأوروبية تتوسع بشكل متزايد

كرة القدم الأوروبية.. حقائق وأرقام تكشف الصراع الخليجي

محمد عبد الغني 01 مارس 2021 14:00

 

تتوسع الاستثمارات الخليجية في كرة القدم الأوروبية بشكل متزايد، حيث تسعى بعض الدول لبناء وصياغة سمعتها في الخارج عبر كرة القدم والرياضة التي تحظى بمتابعة كبيرة عالمياً، كما يأتي ذلك ضمن إطار القوة الناعمة لدول الخليج.

 

كما باتت تلك الاستثمارات مسرحا لصراع أمراء وشيوخ الخليج، وسط تنافس كبير فيما بينهم من أجل الترويج لعلاماتهم التجارية ولا يغيب بالطبع هدف تلميع صورة الأنظمة القائمة، حتى بات للمال الخليجي كلمة كبيرة سوق كرة القدم العالمية.

 

أنفقت المليارات من قبل الإمارات وقطر،  حتى السعودية هي الأخرى تسعى جاهدة لوضع ذراع لها في جسد الكرة العالمية لكنها تواجه صعوبات، وتدفقت أموال النفط الخليجية إلى خزائن بعض الأندية الأوروبية العريقة حتى صاروا يملكون مقعدا في الصفوف الأولى بالملاعب الأوروبية، وهو يطرح عدة تساؤلات حول حجم النفوذ الخليجي في القارة العجوز.

 

ورغم ما أحدثه المال الخليجي من تطور داخل الأندية الأوروبية التي تم الاستحواذ عليها، إلا أن هذا التوغل الخليجي لا يحظى بقبول عام لدى أوروبا، حيث إن هناك بعض الأندية تستعصي على إغراء الأموال الخليجية، مثل فريق "بايرن ميونيخ" الألماني، الذي سبق له أن رفض عرضا خليجيا، معللا قراره بأن "الأمر واضح فجمهورنا لن يحب ذلك، ولنكن واضحين، نحن لا نحب ذلك أيضا".

 

 

بداية القصة

جاء التفكير في الاستثمار الخليجي وغزو سوق كرة القدم الأوروبية بشكل عملي ومباشر قبل أكثر من عقد على الأقل، حينما بدأ أثرياء وأمراء الخليج في التهافت للاستحواذ على كبريات الأندية الأوروبية.

ففي عام 2008 اشترى الشيخ الإماراتي منصور بن زايد نادي مانشستر سيتي الإنجليزي بحوالي 210 مليون جنيه استرليني، تلا ذلك مجموعة من الصفقات، منها نادي مالاجا الإسباني الذي اشتراه الشيخ القطري عبد الله بن ناصر الأحمد آل خليفة، ثم نادي خيتافي الإسباني واشترته مجموعة "رويال دبي" الإماراتية.

وفي 2011 استحوذت "مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية" على نادي باريس سان جرمان الفرنسي في صفقة مثيرة، بالإضافة إلى نادي شيفيلد الإنجليزي الذي اشترى نصف أسهمه الأمير السعودي عبد الله بن مساعد.

 

 

التجربة الإماراتية
 

شق الاستثمار الإماراتي طريقه في كرة القدم العالمية من البوابة الكبيرة، عام 2008 حينما استحوذ منصور بن زايد، وهو نائب رئيس الوزراء الإماراتي ووزير شؤون الرئاسة، على مانشستر سيتي الإنجليزي، بصفقة تجاوزت 210 ملايين جنيه إسترليني، عقب شراء مجموعته "أبوظبي المتحدة للاستثمار والتطوير"، القطب الأزرق في مدينة مانشستر.
 

كما وقعت اتفاقية رعاية طويلة الأمد مع شركة "طيران الاتحاد"، وهي المملوكة لحكومة أبوظبي، حيث تشمل الصفقة رعاية قميص فريق مانشستر سيتي وقمصان التدريبات، وحقوق تسمية ملعب الفريق وأكاديميته للناشئين.

 

 

أيضا تستحوذ مجموعة "الإمارات الملكية" التي يملكها بطي بن سهيل آل مكتوم، على نادي خيتافي ثالث أكبر فرق العاصمة الإسبانية بعد القطبين، ريال مدريد والأتلتيكو، وذلك من عام 2011.

 

وكان  لشركة "طيران الإمارات"، وهي المملوكة بالكامل لحكومة دبي،  حضورا فاعلا في عالم الاستثمار الرياضي، من خلال رعايتها لعمالقة القارة الأوروبية.

 

فمنذ عام 2006، ترتبط "طيران الإمارات" بشراكة طويلة الأمد مع أرسنال أحد أبرز الأندية اللندنية، وتم تمديدها في فبراير 2018 حتى صيف عام 2024، ويُطلق اسم "الإمارات" على ملعب الفريق اللندني، وفق اتفاقية أبرمت عام 2012 وتمتد حتى 2028.

 

كما توسعت الشركة الإماراتية وانتقلت إلى خارج حدود إنجلترا من خلال رعاية قميص باريس سان جيرمان خلال الفترة بين عامي 2005 و2019، فيما لا تزال رعايتها مستمرة للعملاق الإيطالي ميلان، وبنفيكا أحد أشهر الأندية البرتغالية، إلى جانب هامبورج كأحد أندية الدوري الألماني وأولمبياكوس اليوناني.

 

أما الرعاية الأضخم لـ"طيران الإمارات" فكانت لنادي العاصمة الإسبانية ريال مدريد وكبير القارة العجوز الأكثر تتويجًا بلقب دوري أبطال أوروبا، حيث بدأت الشراكة بين الطرفين منذ العام 2011، ولا تزال مستمرة حتى الآن.

 

 

مجموعة "سيتي فوتبول"

 

ولا شك أن نجاح تجربة مانشستر سيتي كان دافعا للمضي قدما في زيادة الاستثمارات، حيث كان نواة لتأسيس مجموعة سيتي لكرة القدم (سيتي فوتبول جروب)، التي باتت تملك العديد من الأندية تحت لوائها.

وتضم "سيتي فوتبول" نحو 9 أندية وهي: لوميل إس كاي البلجيكي، ومومباي سيتي الهندي، ونيويورك سيتي الأمريكي، وملبورن أف سي الأسترالي، ويوكوهاما مارينوس الياباني، وجيرونا الإسباني، وأتلتيكو توركي الأوروجوياني.


وكان آخر توسع لنفوذ للمجموعة الإماراتية في ملاعب كرة القدم الأوروبيّة والعالميّة، من خلال إضافة عضو جديد إلى شبكة الأندية التي تستحوذ عليها على مستوى العالم، حيث أعلنت المجموعة شراءها نادي سيتشوان جيونيو الصيني.

وجاء الاستحواذ الأخير كخطوة إماراتية جديدة لتوسيع نفوذها على أكثر من بلد وأكثر من قارة، وبالتالي توسيع الإمبراطورية الكروية التي بدأت بتشييدها.

 

 

التجربة القطرية

وعلى غرار التجربة الإماراتية، استحوذت هيئة قطر للاستثمارات الرياضية على نادي العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان عام 2011، ويقوده منذ ذلك الوقت القطري ناصر الخليفي.

 

وفي إسبانيا، اشترى عبد الله بن ناصر آل ثاني، وهو أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر، نادي "مالجا"، أحد أشهر الأندية الأندلسية وأعرقها، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1904، وهي صفقة أغلقت بنجاح صيف عام 2010.

 

ويتواجد ملقة حالياً في دوري الدرجة الأولى الإسبانية؛ لكنه حقق عام 2013 إنجازاً تاريخياً بوصوله إلى الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، وكان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ "المربع الذهبي".

 

كما تملك مؤسسة "أسباير زون" القطرية "كولتورال ليونيسا" أحد أندية الدرجة الثانية بإسبانيا منذ 2015، وقبل ذلك بـ3 أعوام استحوذت على نادي "أوبن" عندما كان ينافس في دوري الدرجة الثانية البلجيكي.

 

 

محاولة سعودية
 

بدورها، بدأت المملكة العربية السعودية، الاهتمام بالمجال الرياضي مؤخرا وسعت الرياض من خلال صندوق الاستثمارات إلى امتلاك نادي نيوكاسل مقابل 300 مليون جنيه إسترليني (370 مليون دولار)، لكن الصفقة فشلت، اضغط هنا لمعرفة الأسباب (لماذا رفضت رابطة البريميرليج بيع نادي نيوكاسل؟)

 

 

كما استثمرت السعودية عن طريق تركي آل الشيخ، المستشار بالديوان الملكي السعودي، بعدما نجح في الاستحواذ على ملكية نادي "ألميريا" الاسباني بشراء 99.8% من أسهم النادي الذي ينشط في دوري الدرجة الثانية.

 

 

تأثير المال الخليجي

 

لا شك أن دخول المال الخليجي غير وجه العديد من الأندية الأوروبية، ففي العام الأول لشراء مانشستر سيتي، ضخ الإماراتيون 500 مليون جنيه إسترليني في ميزانية النادي دفعة واحدة، أنفقت على تجهيز البنية التحتية للنادي، وشراء النجوم واللاعبين، وأصبح الفريق في موسم 2009- 2010 أغنى الأندية في إنجلترا.

 

كما عقد النادي الإنجليزي العديد من الصفقات الكبيرة بدأت بجلب أبرز نجوم كرة القدم العالمية حينها، من بينها صفقة النجم البرازيلي روبينهو (32.5 مليون جنيه إسترليني)..

 

أما القطريون فصرفوا ما لا يقل عن 364 مليون يورو على فريق العاصمة الفرنسية خلال السنوات الموالية لشرائهم للنادي، وجلبوا أسماء وازنة في كرة القدم العالمية

 

كانت هناك صفقات خيالية أغرت نجوما من وزن السويدي زلاتان إبراهيموفيتش (65 مليون يورو)، والصفقة الأكبر في  تاريخ كرة القدم العالمية، حين دفع رئيس النادي الباريسي ناصر الخليفي (222 مليون يورو) مقابل خدمات النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا عام 2017.

 

ونجحت تجربة مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان على المستوى المحلي سواء في  الدوري الإنجليزي أو الفرنسي، حيث حقق النادييان العديد من البطولات المحلية.

 


لكن على المستوى الأوروبي لم ينجح المال الخليجي في شراء دوري أبطال اوروبا واستعصت البطولة على كلا الناديين، كان آخرها فشل باريس سان جيرمان في الفوز بدوري الأبطال أمام بايرن ميونخ.

وكان هناك تصريح شهير على لسان كارل-هاينز رومينيغه الرئيس التنفيذي لنادي بايرن ميونيخ الألماني عام 2017 عن استثمارات قطر في باريس سان جرمان "المال لا يسجل الأهداف".

وغداة فوز البافاري ببطولة أوروبا النسخة الأخيرة كتبت صحيفة "هامبورجر آبندبلات": "على الرغم من الاستثمارات الكبيرة، لم تنجح معظم الأندية التي تسيطر عليها دول الخليج حتى الآن، وبات الشيوخ يتعرضون لضغوط كبيرة" بشأن جدوى تلك الاستثمارات.

 

الأكثر إنفاقاً

 

وعلى صعيد الأرقام، كشف المركز الدولي للدراسات الرياضية في تقرير عن حجم الإنفاق في سوق الانتقالات خلال السنوات العشر الأخيرة، بالإضافة للفارق بين المدفوعات والمداخيل لكل من الأندية التي تصدرت قائمة الأكثر إنفاقاً.

 

تصدر فريق مانشستر سيتي قائمة الأكثر إنفاقاً في آخر 10 مواسم خلال سوق الانتقالات (الشتوية والصيفية)، وذلك بعدما أنفق مبلغ مليار و6 ملايين يورو على الصفقات، بينما حقق الفريق أرباحاً مالية قدرها 375 مليون يورو فقط، ما يعني أن الفارق بين الإنفاق الصافي والأرباح الصافية حوالي (-631 مليون يورو).

 

أما فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، فأنفق حوالي 854 مليون يورو مقابل مداخيل صافية قيمتها 399 مليون يورو، ليكون الفارق (-455 مليون يورو).

 

 

ما حجم الإنفاق على الرياضة عالميا؟

 

خلال الأعوام الماضية اقترب حجم الإنفاق على سوق الرياضة العالمية سنوياً من 100 مليار دولار أمريكي، بشكل يفوق الدخل القومي لـ 130 بلداً كلاً على حدة، حسب بيانات نشرتها شركة "آي تي كيرني" العالمية للاستشارات الإدارية مؤخراً.

 

وسيرتفع حجم السوق الرياضية حسب البيانات من مبيعات التذاكر وحقوق البث والرعاية إلى 88 مليار دولار ابتداء من العام الحالي، بعدما كان 46.5 مليار دولار في 2005، فيما يعتقد أن يصل الرقم إلى 91 مليار دولار العام المقبل، وإلى 100 مليار دولار في الأعوام المقبلة.

 

كذلك، سبق أن كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في تقرير أصدره في يناير الماضي، أن أندية كرة القدم سجلت رقماً قياسياً من حيث الإنفاق على التعاقدات في 2019، بلغ 7.35 مليارات دولار.

 

وشكل هذا المبلغ زيادة بنسبة 5.8% مقارنة مع 2018، وكانت الأندية الإنجليزية الأكثر إنفاقاً بما يزيد على 1.5 مليار دولار، لكن ذلك أقل بنسبة 22.1% من أرقام العام الذي سبقه.

  • تعليقات فيسبوك
  • اعلان

    اعلان