أصبح المغربي ياسين بونو أحد أبرز النجوم العرب في سماء الكرة العالمية على الرغم من أنه يلعب في مركز حراسة المرمى، لكنه وضع نفسه ضمن كوكبة النجوم العرب المبدعين في الملاعب الأوروبية.

ولا يأخذ حارس عرين أسود الأطلس حظه إعلاميا مثل النجوم العرب أمثال المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز ومواطنيه أشرف حكيمي ويوسف النصيري وحكيم زياش، على الرغم من الأرقام القياسية التي يسجلها مع فريقه إشبيلية.

رقم قياسي
 

وتتويجا للمستوى الرائع الذي يقدمه في بلاد الأندلس، حطم بونو رقما قياسيا جديدا مع فريقه إشبيلية، حيث نجح في الحفاظ على شباكه نظيفة خلال مواجهة فريقه امام أوساسونا، التي انتهت لمصلحة الفريق الأندلسي بهدفين دون رد، في الجولة الـ24 من الليجا

وأصبح صاحب الـ29 عاما أكثر حارس حفاظاً على شباكه نظيفة في تاريخ نادي إشبيلية في الدوري الإسباني، بـ528 دقيقة، متفوقا على بيتو الذي حقق 516 دقيقة، وأندريس بالوب، بـ511 دقيقة.

كما حقق بونو الـ"كلين شيت" رقم 10 في الليجا، وبات بحاجة للقاء واحد لمعادلة رقم تيبور كروتوا حارس مرمى ريال مدريد، ويان أوبلاك، حامي عرين أتلتيكو مدريد.

ولعب بونو حتى الآن، 30 لقاء مع الفريق الأندلسي، حافظ على شباكه نظيفة في 18 لقاء، 6 من أصل 6 بالكأس، و10 من 20 بالدوري، و2 من أصل 4 في مسابقة دوري أبطال أوروبا.

وينافس بونو على لقب أفضل حارس في الليجا، حيث أصبح الأقل استقبالاً للأهداف هذا الموسم رفقة أوبلاك، بـ16 هدفاً، ليواصل الدولي المغربي سجله المبهر، على مستوى مختلف المسابقات.

ضربة البداية وابتسامة حظ
 

ولد ساسين بونو في كندا، بعد أن هاجرت إليها أسرته للعمل، لكنه عاد إلى بلاده ولعب في فريق الشباب بنادي الوداد البيضاوي وتألق مع فريق الشباب حتى شبهوه بخليفة الحارس العملاق "بادو زاكي".

صعد بعد ذلك إلى الفريق الأول، واستمر مع الوداد حتى موسم (2012-2013)، وابتسم الحظ لياسين بونو تحديد في عام 2010، بعد إصابة الحارس الأول للفريق آنذاك نادر لمياجري قبيل نهائي دوري أبطال إفريقيا أمام الترجي التونسي، لينقض الحارس الشاب على فرصته بالنواجد، مقدما أداء رجوليا رائعا ومنقذا مرمى فريقه من أهداف محققة.

وكان أداء الحارس في النهائي الإفريقي، سر إنطلاقته عالميا، بعدما وصل صداه إلى العاصمة الإسبانية مدريد، لترصده أعين “الروخي بلانكوس” بقيادة مدربهم الأرجنتيني دييجو سيميوني.



وبالفعل بدأ بونو مرحلة جديدة في حياته الكروية في مدريد، مع الأتيلتي، وظل مع الفريق الرديف لمدة موسمين، لكنه رحل بعد ذلك إلى فريق ريال سرقسطة على سبيل الإعارة.

وبعد أن خاض 38 مباراة، كان مستواه اللافت كافياً للعودة إلى فريق أتليتكو مدريد مرة أخرى، لكن اصطدم بوجود الحارس العملاق "أوبلاك"، لذا ورغم محاولاته في الحصول على فرصة في التشكيل الأساسي، قرر الرحيل إلى فريق جيرونا بحثاً عن فرصة للمشاركة، ووقع عقداً مدته ثلاث سنوات، وسجل الحارس المغربي حضوراً مميزاً مع الفريق.

وشارك في 84 مباراة قبل أن يهبط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية، ليقرر "بونو" الانتقال إلى أشبيلية الأندلسي على سبيل الإعارة.

معاناة

ظل ياسين بونو طيلة 8 أعوام، يبحث عن فرصة حقيقية للظهور في الدوري الإسباني، وبعد أن صبر كثيراً في بلاد الأندلس وكان حبيساً لمقاعد البدلاء مع عدد من الأندية، كان صبره مفتاح الفرج بعدما جاءت الفرصة مع أشبيلية، في يوليو من العام الماضي.

وشارك الحاري الدولي المغربي مع إشبيلية أساسياً بعد إصابة الحارس الأساسي للفريق توماس فاشليك، ليحرس "بونو" عرين أشبيليه ويتمسك بالفرصة.

تمسك بونو بالفرصة التي سنحت له حتى أصبح الحارس الأساسي للفريق، خلال اللحظات الحاسمة في بطولة الدوري الأوروبي، وخطف الأنظار في مباراة نصف النهائي، التي فاز فيها فريقه بنتيجة (2-1) على مانشستر يونايتد الإنجليزي، وحصل مع الفريق على اللقب للمرة السادسة في تاريخه.

مسيرة دولية
 

وبعيدا عن مشواره ومحطاته مع الأندية، بدأت مسيرة بونو على الصعيد الدولي رفقة المنتخب المغربي عام 2013، لكنه رغم ذلك لم يكن الحارس الأساسي في بلاده فقد كان بديلا في كأس الأمم الأفريقية 2017 التي أقيمت بالجابون.

وفي نسخة 2019 شارك بونو أساسيا مع أسود الأطلسي التالية في البطولة التي استضافتها مصر، حيث حرس عرين بلاده في ثلاث مباريات حتى الخروج من دور الـ الـ16.

كما انضم بونو للمنتخب المغربي في بطولة كأس العالم التي أقيمت في روسيا عام 2018، لكنه تواجد على مقاعد البدلاء.