في تطور جديد يعد ترجمة عملية للمصالحة الخليجية فيما يتعلق بالعلاقات الرياصية بين السعودية وقطر، سمحت السلطات في المملكة رسميا بعودة البث التلفزيوني لشبكة "بي إن سبورت" القطرية من أراضيها.

ويأتي القرار بعد أكثر من ثلاث سنوات من منع قنوات بي إن سبورت في السعودية عقب احتدام الخلاف الخليجي وفرض الحصار على قطر.

وبهذا القرار سيكون بإمكان مكاتب شبكة "بي إن سبورت" العمل في السعودية وبيع أجهزتها بشكل رسمي بعدما تم منع هذا الأمر طيلة فترة الأزمة.

وكانت الدول الخليجية ومصر قد وقعت على بيان العلا مطلع يناير الجاري، خلال القمة الخليجية الـ 41 والتي أعلن قبلها بساعات عن استئناف حركة الطيران وفتح الحدود بين السعودية وقطر. 

بطولات حصرية
 

وتقوم الشبكة بي إن سبورتس القطرية بنقل حصري لبطولات كأس العالم لكرة القدم وكؤوس أمم أوروبا وأفريقيا وآسيا وكوبا أمريكا، إلى جانب عن عدد من بطولات دوري أبطال في القارات سالفة الذكر.

وشبكة بي إن سبورتس العربية تابعة لمجموعة بي إن الإعلامية، وتم تأسيسها في الأول من أغسطس 2003 باسم الجزيرة الرياضية كأحد فروع قناة الجزيرة، والتي تحولت بعد ذلك إلى مجموعة قنوات، ولكن في يناير 2014 أطلق عليها بي إن سبورت التي تضم عددا من القنوات المجانية والمشفرة تبلغ حاليا 17 قناة.

وتملك بي إن سبورتس الحقوق الحصرية في بث المسابقات والبطولات الرياضية في منطقة الشرق الأوسط ومنطقة شمال أفريقيا، فهي تمتلك حق نقل بطولات كرة القدم الكبرى مثل كأس العالم لكرة القدم، دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي، والدوري الإيطالي، والدوري الإسباني، والدوري الألماني وغيرها من بطولات كرة القدم وبطولات التنس وغيرها من البطولات والألعاب.
 

أزمة "بين سبورت" و "بي أوت كيو"

شهدت سنوات الأزمة الخليجية خلافا كبيرا بسبب إطلاق شبكة قرصنة تُدعى BeOutQ على القمر الصناعي عرب سات ومقره الرياض، وبثت محتوى تابع لشبكة قنواتBeIn Sports القطرية، وعملت "بي أوت كيو" على حذف شعار القناة القطرية ووضعت شعارا من صُنعها.

وسمحت الشبكة الجديدة لملايين الناس بمشاهدة الأحداث الرياضية مباشرة بشكل غير قانوني، مثل مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز التي تمتلك "بين سبورت"  الحقوق الحصرية لبثها في الشرق الأوسط.

ورفعت شبكة "بين سبورت" دعاوى قضائية ضد السعودية تُطالب فيها بتعويض مليار دولار عن الأضرار، فيما يعتقد أنّها أكبر قضية قرصنة رياضية في التاريخ.

بينما نشرت منظمة التجارة العالمية تقرير إدانة في يونيو عام 2020، وجدت فيه أنّ العديد من المسؤولين السعوديين البارزين روّجوا لشبكة BeOutQ.

وخلال الأزمة أعلنت هيئة المنافسة في السعودية إلغاء ترخيص الشبكة القطرية في السعودية بشكل نهائي، وقالت في بيان آنذاك إن الشبكة خالفت نظام العمل داخل المملكة، ولذا تم تغريمها 10 ملايين ريال.
 

وبررت الهيئة قرارها بأنه تبين إساءة استغلال الشبكة لوضعها المهيمن، وأجبرت الراغبين في الاشتراك لمشاهدة الباقة على الاشتراك في باقة أخرى غير رياضية، حسب صحيفة عكاظ السعودية. 

ومن الأسباب التى أوردتها الهيئة أيضا: "إجبار الراغبين في الاشتراك على تجديد اشتراكهم في باقتهم الأساسية لمدة سنة كاملة أخرى، وذلك كشرط لمشاهدة بطولة "يورو 2016"، رغم أن مدة اشتراكهم سارية وتغطي المدة التي أقيمت خلالها البطولة المذكورة".