يمر النجم المصري محمد صلاح جناح فريق ليفربول الإنجليزي بأزمة على صعيد التهديف رغم تصدره ترتيب هدافي البريميرليج حتى الآن خلال الموسم الجاري.

 

ويحتل صلاح صدارة ترتيب هدافي الدوري الانجليزي برصيد 13 هدفا، رغم غيابه عن التهديف في مباريات الريدز بالمسابقة خلال آخر 4 مواجهات، أمام كل من وست بروميتش ألبيون ونيوكاسل يونايتد، وساوثهامبتون، ومانشستر يونايتد وهي المواجهات التي لم يحقق خلالها الريدز الفوز.

 

ويعود آخر هدف سجله النجم المصري في الدوري الانجليزي، إلى 16 ديسمبر الماضي، عندما أحرز هدفين في مرمى شباك فريق كريستال بالاس، على ملعب "سيلهرست بارك"، ضمن مواجهات الجولة الـ14 من البريميرليج.

 

واذا استمر صلاح في صيامه عن التهديف فإن صدارته لقائمة الهدافين ستكون مهددة بكل تأكيد في ظل الصراع الشرس بين العديد من نجوم البرميرليج، أبرزهم ثنائي توتنهام هاري كين والكوري الجنوبي هيونج مين سون حيث يملك كل منهما 12 هدفا مع السبيرز.

 

 

كما يأتي 3 لاعبون في المركز الثالث ضمن قائمة ترتيب هدافي الدوري الانجليزي، برصيد 11 هدفا، وهم البرتغالى برونو فيرنانديز نجم وسط مانشستر يونايتد وودومينيك كالفيرت، مهاجم إيفرتون، وجيمي فاردي، مهاجم ليستر سيتي.

 

وفشل صلاح في التسجيل بأربع مباريات متتالية في البريميرليج لأول مرة هذا الموسم، فيما ترجع آخر مرة حدث ذلك له إلى نهاية الموسم الماضي.

 

وصام الفرعون المصري عن التهديف في الجولات الأربع الأخيرة من الموسم الماضي أمام كل من بيرنلي، وآرسنال، وتشيلسي، ونيوكاسل يونايتد على الترتيب، في يوليو الماضي، والمثير أنه قبل هذه الفترة كان قد سجل ثنائية في مباراة واحدة أيضا، جاءت في شباك برايتون.

 

وهناك العديد من العوامل التي تسببت في غياب نجم الريدز عن التسجيل في خلال 4 مباريات متتالية لأول مرة هذا الموسم.

 

تراجع الريدز

 

تراجع ليفربول خلال الفترة الأخيرة تسبب في غياب صلاح عن التهديف، حيث لا يعيش الريدز أفضل أوقاته هذا الموسم، في ظل تذبذب النتائج.

 

وبالنظر إلى نتائج ليفربول الأخيرة تجد أن حامل لقب الدوري الإنجليزي لم يحقق الفوز في آخر 4 مباريات في البريميرليج، وهي المواجهات التي غاب صلاح عن التسجيل فيها، حيث تعادل في 3 مباريات، وتلقى خسارة وحيدة، وهو ما انعكس على أداء النجم المصري.

 

وكان طبيعيا في ظل معاناة الريدز أن يتراجع الفريق إلى المركز الرابع في جدول الترتيب، وبات الصراع على لقب الدوري هذا الموسم على أشده في ظل سعي يونايتد للعودة من جديد إلى منصات التتويج، كما أن السيتي استعاد توازنه ويبدو أنه لن يترك الصراع بسهولة مثل ما حدث الموسم الماضي.

 

 

أزمة الرحيل 

 

أثار محمد صلاح جدلا كبيرا خلال الفترة الأخيرة بشأن مستقبله مع ليفربول، ولا شك أن الأمر يسيطر على اللاعب بشدة، وهو ما انعكس على أدائه داخل الملعب، حيث انشغل صلاح بذلك وخرج بتصريحات عديدة في وسائل الإعلام العالمية.

 

وأجرى النجم المصري حوارا مع صحيفة آس الإسبانية في أواخر ديسمبر الماضي، فتح فيه الباب حول إمكانية انضمامه إلى ريال مدريد أو برشلونة مستقبلا، الأمر الذي أحاط اللاعب بكثير من الشائعات.

 

وكشفت تقارير صحفية أن اهتمام ريال مدريد بضم صلاح قد زاد بعد التصريحات التي أدلى بها مؤخرا، فيما يبقى برشلونة أبعد إلى اللاعب المصري.

 

وبعد إثارته للعديد من التكهنات حول بقائه مع "ليفربول" الإنجليزي، خلال حواره مع "آس" عاد محمد صلاح للحديث مجددا عن مستقبله مع "الريدز" في حديث لقناة "تي في 2" النرويجية.

 

وفي تصريحاته للقناة النرويجية، أوضح صلاح: "أشعر بالسعادة طالما يفوز ليفربول. عندما أسجل أساعد النادي، في حين تمثل خسارة الريدز كابوسا لي".

 

 

وفيما يتعلق باستمراره مع "ليفربول" أوضح النجم المصري أنه يريد البقاء في ليفربول لأطول فترة ممكنة، لكنه عاد وأكد على أن الأمر في يد النادي، وتابع قائلا: "سأواصل تقديم أفضل أداء لديّ للنادي حتى آخر لحظة لي مع الفريق".

 

وبيّن: "أريد الفوز بأكبر عدد ممكن من الألقاب، أود أن أمنح الأشخاص الذين يظهرون حبهم لي طوال الوقت أقصى ما لدي".

 

ويرتبط النجم المصري بعقد مع ليفربول حتى عام 2023، حيث جاء إلى صفوف "الريدز" في صيف عام 2017، ودفع النادي الإنجليزي ما يقرب من 50 مليون يورو لنادي روما من أجل إتمام التعاقد معه.

 

أزمة كلوب وصلاح

 

يبدو أن الأمور ليست على ما يرام بين النجم المصري محمد صلاح ومدربه الألماني يورجن كلوب، وذلك على الرغم من نفي الأخير في أكثر من مناسبة وجود أي خلاف بينه هداف الفريق.

 

وخلال الفترات الأخيرة ظهر أكثر من موقف ما يدل على أن الأجواء مشحونة بين الجانبين، واعترف صلاح في تصريحات سابقة بأنه خاب أمله بعدما رفض كلوب منحه شارة قيادة الفريق في مباراة ميتيلاند الدنماركي بدوري أبطال أوروبا، وفضل منحها لألكسندر أرنولد.

 

بعد هذا الحوار بساعات قليلة، استبعد كلوب، محمد صلاح من مباراة كريستال بالاس، فيما أشركه لاحقا قبل نحو نصف ساعة من اللقاء، ليسجل ثنائية ويصنع هدفا، وخلال المباراة ظهرت علامات الغضب بوضوح على وجه اللاعب أثناء جلوسه على مقاعد البدلاء وقتها.

 

وهذه ليست المرة الأولى التي يعبر فيها الفرعون عن غضبه بسبب الابتعاد عن المستطيل الأخضر، فسبق أن خرج غاضبا حين استبدله كلوب بزميله ساديو ماني في مباراة برايتون في وقت سابق من الموسم الجاري.

 

ويريد صلاح خوض كل مباريات ليفربول كاملة، وهو ما صرح به في مقابلة مع شبكة «بي إن سبورتس» قبل أيام، ويبدو أن نظام المداورة الذي يتبعه المدرب الألماني قد سبب بعض المشاكل في العلاقة بين الطرفين.

 

كلوب هو الآخر تصريحاته عن صلاح لا تخلو من الرسائل الخفية، فعندما سئل عن غضب اللاعب من عدم منحه شارة القيادة في مباراة ميتلاند، أجاب "إذا كنت قد أخطأت في هذا الأمر، فالخطأ هو أني منحت شارة القيادة لأرنولد على حساب ديفوك أوريجي، الذي كان أحق بها".

 

 

وعن إمكانية رحيل صلاح، قال كلوب إنه لا يرى سببا لمغادرة أي لاعب قلعة ليفربول، لما يمتلكه النادي من إمكانيات كبيرة، مثل الألقاب، والجماهير الرائعة، والرواتب الكبيرة، وغيرها من المميزات، مشددا في الوقت نفسه على أن النادي لن يمانع رحيل أي لاعب.

 

"عدم التقدير"

 

كما تثور حالة من الغموض حول موقف النجم المصري في ليفربول، بسبب ما قاله بعض المقربين من محمد صلاح في تصريحات تليفزيونية، أكدوا فيها شعوره بحالة من الغضب داخل النادي الإنجليزي.

 

وأكد المقربون أن النجم المصري لا يشعر بأنه مُقدر في ليفربول، رغم الإنجازات التي حققها مع الفريق على مدار الفترات الماضية.

 

وأشار المقربون إلى وجود سر يتسبب في حالة عدم السعادة التي يشعر بها النجم المصري في ليفربول، دون الكشف عنه، وهو ما أثار المزيد من الجدل.

 

ما يزيد تلك الحالة من الجدل ما أشارت إليه بعض التقارير الصحفية الإسبانية، حول وجود تواصل بين ريال مدريد ووكلاء محمد صلاح للانتقال إلى الفريق.

 

حالة التواصل، إن صحت، تؤكد أن تصريحات صلاح لم تكن وليدة الصدفة، وإنما جاءت بعد سلسلة من المواقف التي قادته لاتخاذ قراره بالرحيل.

 

يُذكر أن صلاح انتقل إلى ليفربول في صيف 2017 قادما من روما الإيطالي، ونجح خلال تلك الفترة في قيادة الفريق لتحقيق العديد من الألقاب، أبرزها الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد غياب استمر 30 عاما، بالإضافة إلى بطولات دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية.