"كلاسيكو إنجلترا.. ديربي الكراهية.. ديربي الشمال الغربي.. حرب التاريخ والعراقة".. هكذا توصف مواجهة ليفربول وغريمه مانشستر يونايتد، والتي تترقبها جماهير كرة القدم العالمية اليوم الأحد في الدوري الإنجليزي ضمن مباريات الجولة التاسعة عشر.

 

ولحسن حظ عشاق الكرة الإنجليزية أن مانشستر يونايتد وليفربول سيلتقيان مرة أخرى خلال أسبوع، بعدما أسفرت قرعة الدور الرابع من مسابقة كأس إنجلترا، عن قمة نارية بين الفريقين، في الـ24 من الشهر الجاري.

 

وهناك العديد من الأسباب التي تزيد من حماس وإثارة مباراة ليفربول ومانشستر يونايتد، أبرزها المنافسة على صدارة جدول الترتيب، كذلك صراع الهدافين، حيث يتنافس لاعبون من الفريقين على صدارة هدافي البريميرليج. 

 

صراع الصدارة 

 

وستقام المباراة في أجواء حماسية شديدة حيث يعتلي "الشياطين الحمر" قمة ترتيب البريميرليج، برصيد 36 نقطة، متقدمين بفارق 3 نقاط عن المتصدر السابق وحامل اللقب فريق ليفربول.

 

يدخل ليفربول المباراة على أمل العودة للانتصارات بعدما فشل في تحقيق الانتصار خلال المباريات الثلاث الماضية، حيث تعادل في مباراتين وهزم في واحدة أمام ساوثهامبتون.

 

 

ويعول الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول على نجوم الفريق على رأسهم النجم محمد صلاح، الذي عاد للتهديف أمام أستون فيلا في كأس الاتحاد الانجليزى. 

في المقابل سيدخل مانشستر يونايتد، حاشدا جميع قواه، للفوز على غريمه ليفربول، لتعزيز صدارته لجدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، والابتعاد بـ6 نقاط عن الريدز، حيث يسعى لمواصلة تقديم أداء استثنائى منذ بداية الموسم تحت قيادة أوليه جونار سولشاير.

 

وأكد سولشاير خلال مؤتمره الصحفى للمباراة، أن فريقه ليس بعيدا عن الفوز على ليفربول، وأن كتيبته ستبذل قصارى جهدها للفوز في لقاء اليوم، للاقتراب من تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

 

صراع الهدافين
 

كما ستشهد المواجهة، صراعا آخرا بين هدافي البريميرليج هذا الموسم الحالي، حيث يتصدر المصري محمد صلاح، نجم فريق ليفربول، الترتيب بـ13 هدفا، وسيكون في مواجهة خاصة أمام المتألق برونو فيرنانديز مع اليونايتد.

 

ويتصدر صلاح جدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 13 هدفا، بفارق هدف وحيد أمام الكوري الجنوبي سون هيونج مين، نجم توتنهام هوتسبير.
 

وستكون أمام اللاعب الكوري فرصة لمعادلة محمد صلاح أو التفوق عليه، خلال مواجهة شيفيلد يونايتد، وهي المباراة التي تسبق "ديربي الكراهية".

 

ولا يحمل صلاح ذكرى سعيدة في مواجهاته أمام مان يونايتد، حيث إنه خلال المباريات الـ5 التي واجه فيها "الشياطين الحمر"، لم يسجل سوى هدف وحيد.
 

في المقابل، يمتلك مانشستر يونايتد لاعبه البرتغالي برونو فرنانديز، الذي يحتل المركز الثالث في ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي خلال الموسم الحالي برصيد 11 هدفا.
 

ويتساوى اللاعب البرتغالي مع هاري كين، مهاجم توتنهام، وجيمي فاردي، مهاجم ليستر سيتي، بالإضافة إلى دومينيك كالفيرت ليوين، مهاجم إيفرتون.
 

أصل الصراع والعداوة
 

بحسب ما ذكرت العديد من التقارير الإنجليزية فإن الصراع بين الغريمين ليفربول ومانشستر يونايتد، يعود لأسباب بعيدة عن الرياضة، ثم تطورت الأحداث إلى أن أطلق على لقاء الفريقين "ديربي الكراهية" .

تعود جذور العداوة إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت مدينة ليفربول مُزدهرة بسبب ميناءها البحري، ومدينة مانشستر كانت تزدهر فيها الصناعة، حينها قرر أهالي مدينة مانشستر شق قناة مائية لترسوا فيها السفن التجارية عوضاً عن الذهاب إلى ميناء ليفربول .

وفي عام 1894 تم افتتاح قناة مانشستر الملاحية وبدأت السفن التجارية ترسوا فيها مما سبب خسائر اقتصادية فادحة لمدينة ليفربول وارتفعت فيها نسبة البطالة والفقر مما أغضب أهاليها وجعلهم يتخذون من مدينة مانشستر وأهلها عدوهم الأول.
 

ومن هنا بدأت الكراهية والعداوة بين المدينتين إلى أن وصلت إلى الرياضة، ومن شدة الكراهية بين الفريقين، رفعت جماهير ليفربول ذات يوم لافتة كُتب عليها: "لا تفجروا العراق.. فجروا مانشستر". ‏

 

تاريخ المواجهات
 

تقابل الفريقان في 170 مباراة في الدوري الإنجليزي، و4 مباريات في الدرجة الثانية، وتفوق "الشياطين الحمر" على ليفربول في 68 مباراة، مقابل 57  انتصارا في قائمة "الريدز"، بينما حسم التعادل 49 مباراة في "ديربي الشمال الغربي".

 

استطاع لاعبو مانشستر يونايتد تسجيل 238 هدفا في مرمى ليفربول، فيما تمكن لاعبو "الريدز" من تسجيل 224 هدفا.

كانت أول مباراة بين ليفربول ومانشستر يونايتد في عام 1894، لتحديد الفريق الذي سيحظى بفرصة اللعب في الدرجة الأولى خلال موسم 1894-1895.

آنذاك كان مانشستر يونايتد يلعب باسم "نيوتون هيث"، وأنهى موسم 1893-1894 متذيلا ترتيب دوري الدرجة الأولى، فيما أنهى ليفربول الموسم نفسه بطلا لدوري الدرجة الثانية، ونجح "الريدز" في الفوز بنتيجة 2-1، ليرسل الشياطين الحمر إلى الدرجة الثانية.

 

أما آخر مواجهة جمعت بين ليفربول ومانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي الممتاز، فقد أقيمت لحساب الجولة الثالثة والعشرين من موسم 2019-2020، وانتهت بفوز الريدز بنتيجة 2-0.

 

وشهد تاريخ تاريخ مباريات ليفربول ومانشستر يونايتد، نتائج كبيرة، لعل أكبرها كان عام 1895 حيث فاز ليفربول على أرضه ووسط جماهيره بنتيجة 7-1، ضمن مباريات الجولة الثانية في موسم 1895-1896 في دوري الدرجة الثانية الإنجليزي.

وبعد أقٌل من شهر على تلقيه الهزيمة القاسية، استطاع مانشستر يونايتد الثأر على أرضه والفوز على غريمه التقليدي بنتيجة 5-2، ضمن الجولة الثالثة من منافسات نفس الموسم 1895.

 

وشهد موسم 1907-1908 في دوري الدرجة الأولى أكثر المباريات إثارة في تاريخ الديربي وانتهت بفوز ليفربول بنتيجة 7-4 على ملعب أنفيلد.
 

وفي سبتمبر عام 1925 فاز ليفربول على غريمه التقليدي مانشستر يونايتد بخماسية نظيفة، ضمن الجولة الخامسة في موسم 1925-1926.

 

 

فيما حقق مانشستر يونايتد الفوز الأكبر له على ليفربول، في الجولة الثانية والأربعين في موسم 1927-1928، لحساب دوري الدرجة الأولى، بنتيجة 6-1.

 

وفي موسم 2002-2003، فاز مانشستر يونايتد على ليفربول برباعية نظيفة على ملعب أولد ترافورد لحساب الجولة 32 من الدوري الإنجليزي الممتاز.