بترقب شديد تنتظر جماهير نادي الزمالك المواجهة المصيرية التي ستجمع فريقها الكروي مساء غد الجمعة مع غريمه الأزلي فريق النادي الأهلي في استاد القاهرة، وذلك في إطار الجولة النهائية لبطولة دوري أبطال أفريقيا.

 

ويخوض فريق الزمالك مباراة الغد وهو طامح لحصد اللقب الأفريقي الغائب عن خزائن النادي منذ 18 عامًا، وتحديدًا من فوزه بنسخة عام 2002 على حساب فريق الرجاء المغربي.

 

ظروف اضطرارية

 

وتأتي المواجهة المنتظرة أمام فريق النادي الأهلي في وقت يعاني الزمالك من نقص عددي في صفوفه، فرضته ظروف إصابة بعض اللاعبين بفيروس كورونا.

 

وكشفت نتيجة المسحة الطبية التي خضع لها لاعبو الزمالك أمس عن 3 مصابين بفيروس كورونا في صفوف الفريق الأبيض وهم المدافع محمود الونش والظهير الأيسر عبد الله جمعة بجانب صانع الألعاب يوسف أوباما.

 

ورغم وجود 3 إصابات مماثلة في صفوف النادي الأهلي بفيروس كورونا، إلا أن مصابي الزمالك يعدون من القوام الأساسي للفريق الأبيض، بخلاف حال مصابي الأهلي الذين يعد واحد منهم فقط من أعمدة الفريق الأحمر الرئيسية وهو لاعب الوسط المالي أليو ديانج.

 

 

ارتباك فني

 

ولا شك أن غياب الإجباري لثلاثي الزمالك محمود الونش وعبد الله جمعة ويوسف أوباما كان له وقع الصدمة على الجهاز الفني للزمالك بقيادة البرتغالي جايمي باتشيكو، سيما وأن اللاعبين الثلاثة كان يتوقع الاعتماد عليهم في التشكيل الأساسي حال جاهزيتهم.

 

وأصبح البرتغالي باتشيكو مُطالب بالتفكير في بدائل سريعة لتعويض غياب اللاعبين الثلاثة، على أن يكون هؤلاء البدلاء قادرين على القيام بنفس أدوار اللاعبين الثلاثة المصابين داخل الملعب.

 

ويزيد من صعوبة مهمة إيجاد بدائل للاعبي الزمالك المصابين بفيروس كورونا، طبيعة المباراة المنتظرة أمام الأهلي والتي لا تحتمل بدورها أي خطأ قد يكلف الفريق ضياع لقب دوري أبطال أفريقيا الذي طال انتظاره لسنوات عديدة.

 

 

مركز بدون بديل

 

وربما يبدو المأزق الأكثر صعوبة بالنسبة لجهاز الزمالك هو مركز الظهير الأيسر والذي بات اللاعب الوحيد فيه عبد الله جمعة بعيدًا عن الصورة بعد تأكد إصابته بفيروس كورونا.

 

ولم يعد يمتلك الزمالك في قائمته الحالية أي بديل في هذا المركز، في ظل استمرار عدم جاهزية الظهير الأيسر المخضرم محمد عبد الشافي البعيد منذ فترة بسبب الإصابة.

 

وأمام هذه الإشكالية يبدو اللاعب الأقرب لحل أزمة الظهير الأيسر هو إسلام جابر والذي يجيد الأداء في أكثر من مركز سواء كجناح أو لاعب ارتكاز، ليكون على موعد مع مهمة جديدة محتملة في مركز الظهير الأيسر في مباراة القمة المنتظرة أمام الأهلي.

 

 

تبديل إجباري

 

وبعد خروج يوسف أوباما من حسابات جهاز الزمالك لظروف إصابته بفيروس كورونا، بات التونسي فرجاني ساسي الأقرب للمشاركة في مركز صانع الألعاب، ليتكرر سيناريو مباراة إياب نصف نهائي دوري الأبطال بين الزمالك والرجاء المغربي.

 

وفي هذا اللقاء شارك ساسي كصانع للألعاب بسبب غياب أوباما للإصابة، وأشرك المدرب باتشيكو اللاعب إسلام جابر إلى جوار طارق حامد في منطقة الارتكاز بدلًا من ساسي.

 

لكن ومع اقتراب إسلام جابر بشدة من التواجد في مركز الظهير الأيسر بدلًا من زميله المصاب بكورونا عبد الله جمعة، أصبح الرجل الثاني في خانة الارتكاز مصدر حيرة للمدرب باتشيكو.

 

ونظريًا يمتلك الزمالك بديل صريح في منطقة الوسط الدفاعي وهو اللاعب محمد حسن، لكن الأخير ابتعد منذ فترة عن تدريبات الفريق بسبب إصابته بفيروس كورونا، فضلًا عن أنه لم يظهر بمستوى مقنع في المباريات التي تم الاعتماد عليه فيها، حيث غلب البطء على تحركه في الملعب بجانب تهوره في التداخل مع لاعبي الخصم بالكرات المشتركة.

 

لكن ظروف الغياب الإجباري لبعض اللاعبين قد تضطر المدرب باتشيكو للإقدام على مخاطرة بالاعتماد على محمد حسن إلى جوار طارق حامد، في ظل عدم وجود بديل صريح بقائمة الفريق يمكن الاعتماد عليه في منطقة الارتكاز ليجاور الدينامو طارق حامد.

 

 

بديل وحيد مطمئن

 

المركز الثالث الذي سيشهد افتقاد الزمالك أحد لاعبيه بسبب إصابات كورونا هو مركز قلب الدفاع، الذي سيغيب عنه المتألق محمود الونش والذي كان متوقعًا أن يجاور زميله محمود علاء في قلب دفاع الفريق الأبيض بلقاء النهائي المنتظر أمام الأهلي.

 

لكن غياب الونش ورغم المستوى المميز للغاية الذي يقدمه الأخير في الفترات الأخيرة، إلا أنه ليس مصدر قلق بدرجة كبيرة لجهاز الزمالك وجماهيره مثل مركز الظهير الأيسر، في ظل وجود المدافع الشاب محمد عبد الغني والذي يُنتظر أن يعتمد عليه المدرب باتشيكو لمجاورة محمود علاء في قلب خط دفاع الفريق بمباراة الغد.

 

وسبق أن قدم عبد الغني مستويات جيدة مع الزمالك في مناسبات عديدة، ولعل آخرها كان مباراة ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال أمام الرجاء المغربي، والتي شارك فيها المدافع الشاب إلى جوار زميله محمود الونش لظروف إصابة محمود علاء وقتها.

 

وأمام هذه التبديلات الاضطرارية المنتظر أن يشهدها تشكيل الزمالك في مباراة الغد أصبحت الضغوط مضاعفة على باتشيكو مدرب الفريق الأبيض وجهازه، والذي يطمح لقيادة الفريق للعودة إلى منصة التتويج بدوري الأبطال بعد 18 عام من الغياب.