تظل النسخة الحالية من بطولة دوري أبطال أفريقيا استثنائية بكل المقاييس لظروف كثيرة أحاطت بها، وتعديلات جديدة تم إدخالها على نظام البطولة.
وبعدما كان مقررًا إسدال الستار على النسخة الحالية من دوري الأبطال في أواخر مايو الماضي، جاءت أزمة انتشار فيروس كورونا لتؤجل ختام البطولة حتى أوائل نوفمبر المقبل، وبجانب ذلك تشهد النسخة الحالية من البطولة التجربة الأولى لإقامة الدور النهائي من مباراة واحدة بدلًا من مباراتين، وأسفرت قرعة المباراة النهائية التي أجريت مؤخرًا عن إقامتها في مصر.
ارتباك قرب النهاية
وبعدما كان مقررًا إقامة الدور نصف النهائي لدوري الأبطال في سبتمبر الماضي، قرر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" تأجيله لمدة شهر كامل، بعد تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في الدوري المغربي، والذي تواجد منه فريقين (الوداد والرجاء) في نصف نهائي دوري الأبطال.
وصاحب هذا التأجيل التراجع عن فكرة إقامة الدور نصف النهائي من مباراة واحدة، ليقام وفقًا للنظام المعمول به من مباراتي ذهاب وإياب.
لكن أجندة استكمال دوري الأبطال تعطلت بعض الشيء مؤخرًا بعد تفشي الإصابة بفيروس كورونا في صفوف فريق الرجاء المغربي، ليقرر الكاف تأجيل مباراة الفريق أمام الزمالك بإياب نصف النهائي لتقام يوم 1 نوفمبر المقبل بدلًا من 24 أكتوبر.
شرط مرفوض
المرونة التي أبداها نادي الزمالك فيما يخص تأجيل مباراة إياب نصف نهائي دوري الأبطال مراعاة لظروف فريق الرجاء وغياب معظم لاعبيه بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، لم يقابلها مرونة مماثلة من الكاف مع مطلب للقلعة البيضاء.
وطالبت إدارة نادي الزمالك بتأجيل مباراة الدور النهائي لدوري الأبطال لتقام يوم 8 نوفمبر بدلًا من يوم 6 من الشهر ذاته، وذلك لإفساح المجال أمام المتأهل من مواجهة الفريق الأبيض والرجاء لالتقاط أنفاسه قبل المباراة النهائية التي سيواجه فيها فريق النادي الأهلي الذي خاض إياب نصف النهائي يوم 23 أكتوبر الجاري.
مطلب نادي الزمالك لم يلق موافقة من الاتحاد الأفريقي، لترد إدارة الزمالك بتقديم مذكرة ضد الكاف أمام المحكمة الرياضية الدولية تشتكي فيها من عدم مراعاة الكاف مبدأ تكافؤ الفرص فيما يخص موعد إقامة نهائي دوري الأبطال.
مفاجأة الأمن
وخلال الساعات الماضية تفجرت مفاجأة قوية تمثلت في خروج مطالبة من الأجهزة الأمنية في مصر بتأجيل مباراة نهائي دوري أبطال أفريقيا لعدة أيام، وذلك بسبب انشغال الأجهزة الأمنية بالتحضير لتأمين المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب والتي يُنتظر أن تُجرى يومي 7 و8 نوفمبر المقبل.
وبحسب تصريحات إعلامية خرجت على لسان ألكسندر سيوي مدير إدارة الاتصالات بالاتحاد الأفريقي لكرة القدم تجري حاليًا مناقشات بين مسئولي الكاف والأجهزة الأمنية في مصر، للوصول لحل فيما يخص مباراة الدور النهائي لدوري الأبطال وتوقيت إقامتها.
ترقب أبيض
ولا شك أن إدارة نادي الزمالك ستظل في حالة ترقب انتظارًا لمعرفة ما ستسفر إليه مناقشات مسئولي الكاف مع الأجهزة الأمنية بخصوص موعد إقامة نهائي دوري الأبطال.
والمؤكد أن التحفظات الأمنية على إقامة النهائي الأفريقي يوم 6 نوفمبر تلقى تأييدًا من مسئولي الزمالك، خصوصًا وأن إصرار الأمن على موقفه قد يقود بشكل غير مباشر لتنفيذ رغبة النادي بتأجيل المباراة النهائية لعدة أيام كما سبق وطالب النادي بعد قرار تأجيل مباراة الرجاء المقررة في إياب نصف النهائي.
عقبة وحيدة
لكن فكرة تأجيل نهائي دوري أبطال أفريقيا لعدة أيام تصطدم بعقبة تتمثل في توقيت فترة التوقف الدولي المقررة ما بين يومي 9 و17 نوفمبر المقبل.
وعلى الأرجح سيحاول الكاف إقناع مسئولي الأمن بإبقاء موعد النهائي كما هو يوم 6 نوفمبر، لتفادي حدوث أزمة لدى طرفي المباراة النهائية بسبب لاعبيهم الدوليين والذين يُفترض أن يلتحقوا بمنتخبات بلادهم بداية من يوم 9 نوفمبر.
وفي حال تمسكت الأجهزة الأمنية بعدم إقامة المباراة يوم 6 نوفمبر فقد يكون يوم 8 نوفمبر هو الموعد البديل، رغم أن هذا الموعد سيتصادف مع اليوم الثاني لعمليات التصويت في المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب، لكنه في الوقت ذاته الفرصة الأخيرة لإقامة المباراة دون تعارضها مع فترة التوقف الدولية.