منذ مارس الماضي وحتى الآن ظلت بطولة الدوري الممتاز على صفيح ساخن، حتى خلال الأشهر التي توقفت منافساتها خلالها بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا.

 

وبعد إسدال الستار على مرحلة الأخذ والرد الطويلة بشأن مصير الدوري بإعلان اتحاد الكرة خطة استكمال البطولة ورفض مطالب إلغاء نسختها الحالية، دخلت البطولة مرحلة جديدة بعد استئناف منافساتها بشكل فعلي قبل حوالي أسبوع من الآن.

 

تأجيلات على مضض

 

وفي الأسبوع الأول من مرحلة عودة الدوري اضطر لجنة المسابقات التابعة لاتحاد الكرة لتأجيل مباراتين من ضمن المباريات المؤجلة أساسًا في البطولة، وذلك بسبب اكتشاف إصابات بفيروس كورونا في صفوف بعض الفرق.

 

وأجل اتحاد الكرة لقاء إف سي مصر والإنتاج الحربي لوجود ما يقارب 20 مصاب بفيروس كورونا في صفوف الأخير، كما تم تأجيل لقاء المصري وحرس الحدود، بعد اكتشاف إصابة 16 فردًا في الفريق البورسعيدي بالفيروس القاتل.

 

 

أجندة مضغوطة

 

تأجيل المباراتين المشار إليهما جاء وسط حالة من عدم الرضا داخل اللجنة الخماسية التي تدير اتحاد الكرة، والتي كانت ترغب في عدم تأجيل أي مباريات بعد عودة منافسات الدوري.

 

ومنذ أن تم الاستقرار على استكمال منافسات الموسم الحالي من بطولة الدوري، وضعت اللجنة الخماسية التي تدير اتحاد الكرة ترتيباتها على إسدال الستار على ما تبقى من منافسات البطولة بحدود نهاية أكتوبر المقبل بحد أقصى.

 

ومع تبقي 144 في عمر النسخة الحالية  من الدوري أصبح لا مفر من ضغط جدول الجولات المتبقية في البطولة، بما يضمن الانتهاء منها في الموعد المقترح من اتحاد الكرة، لتفادي تأخير انطلاق الموسم الجديد، ومن قبله إفساح مجال لاستكمال بطولة كأس مصر.

 

وأمام الوقت الضيق وكثرة عدد المباريات المتبقية، يدرك اتحاد الكرة أن المجال لن يتسع لكثير من التأجيلات في مواعيد المباريات، وهو ما كان سببًا وراء اللهجة الحاسمة التي تحدث بها اتحاد الكرة في بيان أصدره مؤخرًا، والذي أنذر الأندية فيه بشكل صريح بتوقيع عقوبات عليها حال مخالفة لاعبيها وأجهزتها الفنية التعليمات الطبية الاحترازية الخاصة بالوقاية من الإصابة بفيروس كورونا المستجد.

 

 

تشدد وعقوبات

 

قرار تأجيل مباراة المصري أمام حرس الحدود والكواليس التي أحاطت به، زادت حالة الغضب لدى النادي البورسعيدي وبعض أندية الدوري تجاه اللجنة الخماسية التي تدير اتحاد الكرة، والتي رفض مسئولوها في بداية الأمر تأجيل المباراة المشار إليها.

 

وبعد ضغوط من وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، وافقت اللجنة الخماسية على تأجيل لقاء المصري وحرس الحدود، لكنها في الوقت ذاته أنها لن تؤجل مزيد من اللقاءات للفريق البورسعيدي بغض النظر عن عدد المصابين بفيروس كورونا الموجودين في صفوف الفريق.

 

الموقف المتشدد الذي أبدته اللجنة الخماسية تجاه فكرة تأجيل مباراة المصري وحرس الحدود في بادئ الأمر، جاء مترافقًا مع تهديد متجدد من اللجنة بتوقيع عقوبات على الأندية التي تتفشى فيها بشكل كبير الإصابات بفيروس كورونا، خصوصًا أن ذلك يعكس إهمالًا من هذه الأندية في تطبيق الإجراءات الاحترازية التي سبق وأقرها اتحاد الكرة للحد من انتشار العدوى بالفيروس القاتل.

 

 

تكرار وارد

 

وتشير الدلائل إلى أن وقائع الصدام بين أندية الدوري واللجنة الخماسية التي تدير اتحاد الكرة قد تكرر أكثر من مرة في المرحلة المقبلة، في ظل حالة غضب موجودة لدى عدد ليس بالقليل من أندية البطولة تجاه اللجنة التي يترأسها عمرو الجنايني.

 

وتجاهلت اللجنة الخماسية رغبة أبداها نحو 13 ناديًا من المشاركين في الدوري الممتاز لإلغاء النسخة الحالية من البطولة، بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا.

 

كذلك لم تستجب اللجنة الخماسية بخصوص فترة الإعداد لاستكمال الموسم والتي اقتصرت على شهر واحد فقط، في حين طالب معظم مدربي فرق البطولة بألا تقل فترة الإعداد عن 6 أسابيع.

 

ومع احتمالية تكرار واقعة مطالبة بعض الفرق بتأجيل مبارياتها حال وجود إصابات بفيروس كورونا، من المرجح أن نرى مشهد التراشق بين مسئولي الأندية ونظرائهم في اللجنة الخماسية أكثر من مرة على الأقل لحين إسدال الستار على الموسم الحالي سواء باستكمال منافساته أو إلغاءه بشكل نهائي.