لم تكد تمر ساعات قليلة على البيان المشترك الذي أصدره الاتحادين المصري والسعودي لكرة القدم عصر أمس والذي أكدا فيه اختيار فريق النادي الأهلي لمواجهة الهلال السعودي يوم 6 أكتوبر في لقاء السوبر المصري السعودي، حتى انقلبت الأمور رأسًا على عقب ببيان أصدره الاتحاد السعودي فجر اليوم.
وفي بيانه الذي أصدره قرابة الساعة الثالثة من صباح اليوم بتوقيت المملكة قال الاتحاد السعودي إنه قرر إلغاء لقاء الأهلي والهلال بشكل نهائي، مع اعتماد الترتيب السابق بأن يخوض فريق الزمالك لقاءي السوبر المصري السعودي بحيث يلاقي الفريق الأبيض اتحاد جدة في مصر أولًا على كأس الملك سلمان ثم يواجه الهلال في السعودية على كأس الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الانقلاب المفاجئ في موقف الاتحاد السعودي لكرة القدم فيما يخص مشاركة الأهلي في لقاء السوبر أمام الهلال، كانت له عدة دوافع يستعرضها "مصر العربية" في السطور التالية...
شروط الأهلي
بعد البيان المشترك الذي صدر أمس من الاتحادين المصري والسعودي وتم فيه تأكيد إقامة لقاء الأهلي والهلال بالرياض يوم 6 أكتوبر المقبل، أصدرت إدارة القلعة الحمراء بيانًا أكدت فيه على استعدادها لخوض المباراة وترحيبها بذلك.
لكن بيان الأهلي تضمن عدة شروط كانت هي كلمة السر في تفجير تلك الأزمة، حيث اشترط مجلس إدارة النادي برئاسة محمود الخطيب تأجيل بعض لقاءات الفريق في بطولة الدوري والبطولة العربية وكذا تأجيل لقاءي نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا والتي ستتقارب مواعيدها جميعًا مع موعد لقاء السوبر المصري السعودي أمام الهلال.
إحراج مزدوج
شروط الأهلي قابلتها حالة من الغضب الشديد على المستوى السعودي وبالأخص لدى تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة في المملكة، والذي وضعه بيان الأهلي في موقف محرج هو وهاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة المصري.
وكانت وساطة أبوريدة هي كلمة السر في موافقة آل الشيخ على إعادة الترتيبات الأولى الخاصة بلقاءي السوبر السعودي بحيث أن يواجه الأهلي الهلال، رغم أن اتحاد الكرة السعودي كان قد أعلن أواخر الشهر الماضي عن استبعاد الأهلي من حساباته لتلك المباراة بسبب تجاهل إدارة القلعة الحمراء تأكيد الموعد المقترح للمباراة.
لكن إعلان اتحاد الكرة السعودي اختيار الزمالك لخوض لقاءي السوبر المصري السعودي أمام الهلال واتحاد جدة لم يمنع هاني أبوريدة من محاولة رأب الصدع بين الجانب السعودي ممثلًا في تركي آل الشيخ والنادي الأهلي، ليوافق الأول في نهاية المطاف على إقامة مواجهة الأهلي والهلال قبل أن يعدل عن ذلك مرة أخرى فجر اليوم.
خلفيات قديمة
ولا شك أن الخلاف القائم من أشهر بين إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب وتركي آل الشيخ -الرئيس الشرفي السابق للقلعة الحمراء- كان له دور كبير في تفجير غضب الأخير، ودفعه لإلزام مسئولي اتحاد الكرة السعودي بالإعلان فجر اليوم عن استبعاد الأهلي من خوض لقاء السوبر المصري السعودي أمام الهلال.
وأصبح لدى آل الشيخ قناعة تامة بأن إدارة الأهلي تتعامل معه بمنطق تصفية الحسابات، وأنها تعمدت إحراجه أمام الرأي العام والشارع الرياضي في كل من مصر والسعودية، بعدما استجاب لوساطة هاني أبوريدة وقبل بفكرة عودة الأهلي لخوض لقاء السوبر.
لكن الشروط الصعبة التي وضعها الأهلي لخوض اللقاء جاءت بمثابة "وضع العقدة في المنشار"، كما أنها أظهرت الأهلي وكأنه يملي شروطه على اتحادي الكرة في السعودية ومصر للموافقة على خوض المباراة، وهو ما اعتبره آل الشيخ واحدة من أشكال الضرب تحت الحزام المتبادل بين مجلس الخطيب وبينه طوال الأشهر الماضية منذ تفجر الخلاف الشهير بين الطرفين والذي وصل حد رفع كل طرف دعاوى قضائية ضد الآخر، قبل أن يتراجع كل منهم مرة أخرى عن ذلك.