يومًا بعد الآخر تزداد حدة التوتر بين إداراتي ناديي الأهلي والزمالك، وسط غياب تام لأي بشائر تفيد بقرب حدوث تهدئة أو هدنة بين الطرفين.
ولفترة ليست بالقصيرة فتح مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك النار مرارًا على مجلس إدارة النادي الأهلي وبالأخص رئيسه محمود الخطيب، فيما ردت القلعة الحمراء على هجوم رئيس الزمالك من خلال بعض المسئولين في النادي أو الإعلاميين العاملين بقناته الفضائية.
هدنة لم تصمد
وقبل نحو 3 أيام أعلن رئيس نادي الزمالك بشكل مفاجئ توقفه عن توجيه أي انتقادات لإدارة الأهلي ورئيسه محمود الخطيب، مبررًا موقفه هذا باكتشافه زمالة حفيده مع حفيد رئيس الأهلي بنفس المدرسة.
لكن الهدنة التي أعلنها رئيس الزمالك لم تستمر لأكثر من 48 ساعة، إذ تفجر غضب رئيس القلعة البيضاء بعد التصريحات التي أطلقها نظيره في الأهلي خلال تسلم الفريق الأحمر درع الدوري، والتي قال فيها الخطيب إن ناديه سيرد على المسيئين إليه بالطريقة المناسبة ولن يتدنى إلى مستوى من يتعرضون له بالإساءة والتطاول.
واعتبر مرتضى منصور كلام الخطيب موجه إليه هو شخصيًا، وحذر رئيس النادي الأهلي من التعرض له مرة أخرى تلميحًا أو تصريحًا.
تصعيد جديد
وقبل ساعات كشفت تقارير صحفية عن تحرك جديد من نادي الزمالك ضد مجلس إدارة النادي الأهلي، تمثل في شكوى أرسلها رئيس الإدارة البيضاء إلى اللجنة الأولمبية المصرية.
واختصم مرتضى منصور في شكواه مجلس الأهلي بكامل تشكيله، إلى جانب بعض المسئولين في النادي مثل محمد مرجان المدير التنفيذي وسيد عبد الحفيظ مدير الكرة وعدلي القيعي مستشار التعاقدات، إلى جانب بعض الإعلاميين العاملين بقناة النادي مثل إبراهيم المنيسي وكتاب آخرين يعملون بمجلة النادي.
واتهم رئيس الزمالك المشكو في حقهم ببث الفتنة والكراهية بين الجماهير المصرية، والترويج للشائعات وبث الأكاذيب مما يكدر السلم والأمن القومي والوطني، وتحريض ألتراس أهلاوي بسبه في المباريات وسب لاعبي الزمالك والأجهزة الفنية وأعضاء مجلس الزمالك.
تحرك سابق
ولم تكن هذه الخطوة هي الظهور الأول للشكاوى الرسمية بين الطرفين، حيث سبق وتقدمت إدارة الأهلي مؤخرًا بشكاوى رسمية إلى عدة جهات رسمية في الدولة منها رئاسة الجمهورية ضد رئيس نادي الزمالك.
وطالب مجلس الأهلي في شكاواه التحقيق مع رئيس الزمالك في الاتهامات التي أطلقها مرارًا ضد مجلس القلعة الحمراء، والإساءات التي صدرت منه تجاه مسئولي الأهلي، مطالبين برفع الحصانة البرلمانية عن رئيس القلعة البيضاء حتى يتسنى استدعاءه للتحقيق في البلاغات المقدمة ضده من إدارة الأهلي أمام النيابة العامة.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتقدم فيها الأهلي بشكاوى ضد رئيس الزمالك، حيث بادرت الإدارة الحمراء بإجراء مماثل قبل أشهر لكنه لم يسفر عن أي نتيجة ربما بسبب تمتع مرتضى منصور بحصانة برلمانية.
وساطة غائبة
وحتى اللحظة لم تظهر أي بوادر لإنهاء الخلاف بين رئيس الزمالك وإدارة النادي الأهلي، في ظل غياب أي جهود وساطة للصلح بين الطرفين.
ولم يظهر وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي حتى الآن كطرف فاعل في الأزمة القائمة بين إدارتي القطبين، ربما على ما يبدو لإدراكه صعوبة الوصول إلى أرضية وسط بينهما تضمن إنهاء حالة التراشق المتواصلة منذ فترة ليست بالقصيرة.
تصعيد متوقع
وفي ظل توالي الإجراءات التصعيدية من كل طرف تجاه الآخر، من المتوقع أن تستمر حالة التراشق بين المعسكرين.
وعلى الأرجح سيعود رئيس نادي الزمالك أدراجه مرة أخرى بمهاجمة مجلس الأهلي ورئيسه محمود الخطيب مرة أخرى، في وقت يتوقع أن تواصل بعض المنابر الإعلامية المحسوبة على القلعة الحمراء وعدد من مسئولي النادي هجومهم على رئيس القلعة البيضاء.
ولا شك أن سخونة أجواء المنافسة بين الناديين على الساحة الكروية المحلية سيكون لها دور في رفع حرارة الخلاف الدائر بين إدارتي الناديين، وذلك قبل أيام من المواجهة التي ستجمع فريقي الكرة بالناديين ضمن الجولة الرابعة لبطولة الدوري الممتاز.