بين عشية وضحاها أصبحت الأمور داخل النادي الأهلي على صفيح ساخن، وذلك في أعقاب القرارات المفاجئة التي اتخذها المجلس الأحمر في اجتماعه الطارئ الذي عقد أمس.

وخرج مجلس الأهلي بمجموعة قرارات ظلت وما تزال هي المتصدر لبورصة اهتمام ومتابعة كل عشاق الكرة والمهتمين بالوسط الرياضي في مصر عمومًا منذ يوم أمس وحتى الآن.

حسم ومواجهة ثلاثية

واتخذ المجلس الأحمر برئاسة محمود الخطيب موقفًا قاطعًا ضد ثلاثة جهات كانت أولها اتحاد الكرة وبالتحديد فيما يخص المباريات المؤجلة للفريق في بطولة الدوري، حيث تمسك بخوض مبارياته وفقًا لجدول بطولة الدوري المعلن حتى نهاية مارس المقبل، ورفض استبدال أي مباراة للفريق ببطولة الدوري بمباراة من بطولة أخرى.

وكذلك تمسك النادي بخوض مبارياته بحضور جماهيري وحمل اتحاد الكرة مسئولية إحضار الموافقات الأمنية اللازمة لحضور الجماهير، حال نقل مباريات الفريق لملاعب لا تسمح بوجود جماهير في المباريات التي تقام عليها، كما أعلن النادي مقاطعة النسخة المقبلة من البطولة العربية بسبب ما اعتبره إساءات متكررة صدرت من تركي آل الشيخ رئيس الاتحاد العربي لكرة القدم تجاه إدارة القلعة الحمراء، ليصبح المسئول السعودي هو ثاني الجهات التي دخل المجلس الأحمر في صدام معها.

كذلك صعد مجلس الأهلي أزمته مع رئيس نادي الزمالك ثالث المستهدفين بقرارات المجلس الأحمر، حيث قررت الإدارة الحمراء التقدم بشكاوى أمام الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" واللجنة الأولمبية الدولية بسبب حضور رئيس الزمالك اجتماع اتحاد الكرة مع الأندية قبل أيام رغم صدور قرار إيقاف بحق رئيس القلعة البيضاء من الكاف واللجنة الأولمبية.

دعم كبير

حالة التأييد التي أبدتها جماهير النادي الأهلي عبر وسائل التواصل الاجتماعي للقرارات الأخيرة لمجلس إدارة النادي استقبلها مجلس الخطيب بحالة من السعادة، خصوصًا وأنه ضمن بذلك ظهيرًا جماهيريًا قويًا يساند التوجه الأخير للمجلس الأحمر، وتصعيده ضد كل من اتحاد الكرة وتركي آل الشيخ ومرتضى منصور.

ولاقت قرارات مجلس الأهلي دعمًا كبيرًا من جماهير النادي التي اعتبر قطاع كبير منها أن محمود الخطيب رئيس القلعة الحمراء، يسير على خطى سابقيه وبالتحديد صالح سليم وحسن حمدي.

ورقة تفاوض

ويعتبر الخطيب ومجلسة الجماهير بمثابة حصن منيع وورقة تفاوض قوية في يد إدارته، في حال تم اللجوء إلى طاولة المفاوضات في الفترة المقبلة برعاية من الدولة لإيجاد حل للأزمة المثارة حول المباريات المؤجلة ببطولة الدوري.

ويدرك المجلس الأحمر أن المخاوف الأمنية من تزايد حالة التوتر في أوساط الجماهير الكروية ستكون دافعًا لبعض الجهات في الدولة للتدخل لإنهاء هذه الأزمة، بصورة تكون مرضية لإدارة النادي الأهلي وجماهيره باعتبارها صاحبة الأغلبية في الشارع الكروي المصري.

سابقة في الأذهان

ولا شك أن اتحاد الكرة بالأخص سيكون متهملًا قبل أن يتخذ قرارًا بالتصعيد ضد إدارة الأهلي، خصوصًا وأن الجبلاية سبقت واكتوت بنيران غضب الجماهير الحمراء.

وقبل أعوام قامت جموع غاضبة من ألتراس الأهلي بحرق مبنى اتحاد الكرة الملاصق لمقر النادي الأهلي بالجزيرة، وذلك تعبيرًا عن موجة الغضب تجاه مجلس الجبلاية والذي تحمله الجماهير الحمراء بعضًا من مسئولية وقوع الضحايا الذين فقدوا أرواحهم في مجزرة إستاد بورسعيد الشهيرة.