قضية مهمة فجرها الكاتب الأمريكي كلايتون سويشر تتعلق بالجهاديين الصهاينة، وهي قضية تمثل حلقة جديدة في مسلسل مزدوج تتعلق أول أبعاده بالحرب الوحشية التي تشنها غدارة الاحتلال الصهيوني في فلسطين، ويتعلق بعدها الثاني بسياسة تمييز فجة تمارسها الولايات المتحدة لصالح الأمريكيين مزدوجي الجنسية الذين يسافرون لإسرائيل للجهاد ضد الفلسطينيين، ثم يعودون آمنين إلى بيتهم الثاني أمريكا من دون الوقوع تحت طائلة تضييقات الإف بي آي أو غيرها من اجهزة الأمن الأمريكية.
كان قد كتب مقالا يقول فيه إن “من حسن حظ المتطوعين الأمريكيين للقتال في إسرائيل، فإنهم سيكونون بمنأى عن الإهانة التي يواجهها المسلمون الأمريكيون من قبل الإف بي آي عندما يتهمونهم بتشجيع المواطنين الأمريكيين للقتال في الخارج.”
غزة" src="/images/ns/19284262321408949977-غزة06.jpg" style="width: 500px; height: 333px;" />
وتابع الكاتب قائلا، إن المشكلة بالنسبة للحكومة الأمريكية هي أن تكون واقفا للقتال “في الجانب الخطأ”، ونحن هنا نتحدث عن الجانب الذي لا تقف فيه إسرائيل أو حلفاء الولايات المتحدة.
في الثمانينيات من القرن الماضي، كانت الولايات المتحدة تشجع، تدعم وتمول المجاهدين الأفغان على التصدي للاتحاد السوفيتي، الأمر توسع إلى حد كبير وأصبحت أفغانستان ملتقى للمجاهدين العرب، الذين فزعوا لنصرة الشعب الأفغاني في مقابل الهجمة السوفيتية.
فلسطين" src="/images/ns/6244331631408950024-غزة05.jpg" style="width: 500px; height: 335px;" />
بعد قرابة ثلاثين عاما من ذلك، تشجع الولايات المتحدة ودول أخرى مثل كندا الهجرة اليهودية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي للهدف ذاته تقريبا، الانضمام لجيش الاحتلال والقتال بجانبه ضد العرب في فلسطين المحتلة وفي دول الجوار.
الكثيرون من القادمين إلى إسرائيل قرروا الانضمام إلى الجيش الإسرائيلي، على الرغم من -أو ربما بسبب- الحرب الوحشية التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية أو في الداخل المحتل.
غزة" src="/images/ns/604100391408950066-غزة04.jpg" style="width: 500px; height: 333px;" />
هذه عدد من الصور ليهود يقومون بالـ”عليا” والعليا تعني في اللغة العبرية “الصعود” ويُقصد بها الهجرة إلى الأراضي اليهودية، في شبه واضح بين ما يفعله من يريدون الانضمام إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وهو الهجرة إلى دار الإسلام. وبالمثل، يهاجر اليهود من الولايات المتحدة وكندا ومناطق في أوروبا إلى إسرائيل بهدف “الصعود” الروحاني والانضمام إلى “المرابطين” في الأرض المقدسة.
الأوروبيون والأمريكيون عادة ما يبدون قلقا كبيرا من هجرة مواطنيهم المسلمين إلى مواطن النزاع في العالم العربي للانضمام إلى “الجماعات الإرهابية”، لا سيما مع النجاحات المتتالية التي تحققها تلك الجماعات على الأرض، لكن لا أحد يلتفت على الإطلاق إلى الخطر الذي يمثله المتطرفون اليهود من مزدوجي الجنسية إذا ما عادوا إلى بلدانهم الأصلية مرة أخرى.
غزة03.jpg" style="width: 500px; height: 340px;" />
المساعدة الأمريكية لإسرائيل، هي سبب رئيسي لاهتمام الجهاديين الصهاينة بالولايات المتحدة ورغبتهم الدائمة في تدميرها، يقول سويشر “إذا درست جميع تصريحات تنظيم القاعدة قبل 9/11، وحتى المجموعات الأخرى التي ظهرت منذ ذلك الحين، سترى أن أهم النقاط التي يعتمد عليها هؤلاء في حشد الكارهين للولايات المتحدة لقتل الأمريكيين، هي الدعم غير المشروط لإسرائيل، والمساعدات العسكرية والدبلوماسية والمادية التي تغدقها واشنطن على دولة الاحتلال.”
غزة" src="/images/ns/12466009491408950142-غزة02.jpg" style="width: 500px; height: 333px;" />
الأمريكيون من جانبهم لا يلتفتون للخطر الذي يمثله هؤلاء على الولايات المتحدة، الخطر قد يكمن في عودتهم وارتكابهم عمليات داخل الأراضي الأمريكية، كما حدث عدة مرات من مواطنين مسلحين غير أسوياء، أو حتى عبر زيادة الغضب العالمي ضد الولايات المتحدة عبر القتال في الصف الإسرائيلي، فقتال المتطوعين الأمريكيين مع إسرائيل يعمق هذا الغضب ويعني أنهم يشاركون في تحريض العرب والمسلمين على كراهية الأمريكيين؛ مما يشكل خطرًا على جميع المواطنين الأمريكيين سواء أثناء سفرهم في الخارج أو حتى أثناء سيرهم في بلادهم.
ترشح مصر العربية لك هذا التحليل من موقع نون بوست
اقرأ أيضا: