تصريحات مستشارة للأسد بشأن الكيماوي تثير السخرية

بثينة شعبان

أثارت تصريحات أدلت بها مؤخرًا بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة النظام السوري، واتهمت فيها المعارضة بالمسؤولية عن ضرب منطقة الغوطة في ريف دمشق (جنوب) بالسلاح الكيماوي، موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث وصف ناشطون هذه التصريحات بأنها "استخفاف بعقول الناس".

وفي مقابلة تلفزيونية مع قناة "سكاي نيوز" الإخبارية البريطانية، أمس الأربعاء، نفت شعبان، أن يكون النظام السوري قد ارتكب "مجزرة الغوطة"، وزعمت أن "المسئول عن تلك المجزرة هي المعارضة التي قامت بخطف الأطفال والرجال من قرى اللاذقية وأحضرتهم إلى الغوطة، وقامت بوضعهم في مكان واحد واستخدمت ضدهم الأسلحة الكيماوية".

ولفتت إلى أن "ضحايا مجزرة الغوطة هم من الطائفة العلوية لانتمائهم إلى قرى اللاذقية ذات الغالبية العلوية التي ينتمي إليها رئيس النظام بشار الأسد"، على حد قولها.

وقتل أكثر من 1600 شخص وأصيب نحو 10 آلاف آخرين معظمهم من النساء والأطفال في هجوم بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة على الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق، في 21 أغسطس الماضي، بحسب "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية".

وبينما اتهم "الائتلاف السوري" نظام الأسد بالمسؤولية عن هذا الهجوم، اتهم النظام المعارضة بتنفيذه من أجل إيجاد ذريعة للتدخل العسكري الدولي ضده.

وتعليقاً على تصريحات شعبان، تساءلت الناشطة اللبنانية في مجال المجتمع المدني سوسن نور الله في تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي مستهزئة: "لماذا لم تحدد لنا شعبان كيف نقلت المعارضة الأطفال من اللاذقية إلى الغوطة ثم قتلتهم بالكيماوي، فهل تم النقل جواً.. بحراً أم براً؟".

واعتبرت نور الله أن كلام شعبان مجرد "استخفاف بعقول الناس"، كون المسافة بين اللاذقية ومنطقة الغوطة بدمشق تبلغ نحو 400 كم ويوجد عشرات الحواجز لقوات النظام على الطريق بينهما.

وأطلق ناشطون على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي سلسلة نكات على تصريحات شعبان تحت عنوان "اضحك مع بثينة شعبان" و"اضحك مع الثورة السورية"، فيما نشر آخرون صورة ساخرة لشعبان تحمل عبارة: "بثينة شعبان للنقل الكيمياوي اللاذقية-الغوطة".

وكتب أستاذ الهندسة الميكانيكية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، عبد الملك علي الجنيدي، على حسابه على "تويتر"، تعليقا على تصريحات شعبان: "باعتقادي أن البشرية لم تعرف نظاماً كاذباً كنظام بشار وهو يدّعي أن أطفال الغوطة جيء بهم من بانياس"، مدينة مجاورة لمحافظة اللاذقية.

وكانت تصريحات نائب وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، يوم الأربعاء، التي عبّر فيها أن حكومة بلاده "لن تغير موقفها تجاه الأزمة الراهنة التي تشهدها حتى ولو شُنت عليها حرب عالمية ثالثة"، لاقت حملة سخرية مماثلة من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين شبّهوا المقداد بوزير الإعلام في النظام العراقي السابق محمد الصحّاف.

وكتب محمد يحيى على "تويتر"، "إن تصريح فيصل المقداد أعادنا بالذاكرة لعام 2003، فهناك تشابه بين تصريحاته الرنانة وتصريحات الصحاف".

وأطلق وزير الإعلام السابق في نظام صدام حسين أثناء الحرب الأمريكية على العراق عام 2003، تصريحات بعيدة عن الواقع حيث وصلت الدبابات الأمريكية إلى مشارف بغداد (وسط العراق) في الوقت الذي كان يدلي بتصريحات صحفية مكررة حول عدم تقدم القوات الأمريكية سوى أمتار قليلة في منطقة أم قصر جنوب البلاد.

مقالات متعلقة