لن نحظى بحب المصريين وعلينا البقاء يقظين

قائد المنطقة الجنوبية في إسرائيل:سامي الترجمان

قال اللواء الإسرائيلي "سامي الترجمان"، قائد ما تسمى بالمنطقة الجنوبية، إن التوترات في سوريا والجدل الدائر حول توجيه ضربة أمريكية لنظام الأسد قد خطف الأضواء من الأحداث الملتهبة في مصر، وحدودها الملتهبة - على حد وصفه.

 

وأضاف الترجمان في حديث لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن إسرائيل وإزاء التطورات السياسية المتواصلة في مصر تتأهب لإمكانية حدوث تحول جديد في مصر يؤدي إلى تغير الواقع على طول الحدود مع إسرائيل.

 

وفي معرض رده عن سؤال حول التنسيق الأمني مع مصر وما إن كانت إسرائيل تنتهك بشكل فعلي السيادة المصرية بسيناء، قال "الترجمان" بحرص شديد:" نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على السيادة المصرية وللتنسيق معهم، بما في ذلك لمواجهة التهديدات المصيرية، ولكن في النهاية نحن ملتزمون بتحقيق الأمن. نسعى جاهدين للحفاظ على السيادة المصرية، ولتعزيز التنسيق لما في ذلك من مصلحة عليا بالنسبة لنا، لكن لدينا أيضا التزام بتحقيق الأمن".

وللوقوف على وجهة نظر القيادة العسكرية الإسرائيلية فيما يحدث في مصر وسيناء تحديدا، نسوق بعض الأسئلة الهامة التي وجهتها الصحيفة لقائد المنطقة الجنوبية، وإجابته الحرفية عليها.

 

إذا طلب المصريون مروحيات إضافية، أو كتائب إضافية في سيناء، هل نسمح لهم؟ هذا قرار سياسي

وإن طلبوا توصيتك. ماذا ستقول؟

إذا ما رأينا أن قدراتهم التي أدخلوها إلى سيناء حتى الآن غير كافية، وأن المشكلة تكمن في قدرة إضافية، حينئذ وبرأيي ستكون مصلحة مشتركة للسماح لهم بذلك ، بشرط أن تكون لفترة محددة وفي عملية مراقبة.

 

ألا تخشى أن ينقلب النظام مرة أخرى وتتحول تلك القوات ضدنا؟

لذلك تحدثت عن فترة محددة وتحت المسئولية، كما تم حتى الآن. عندما تم تحديد تلك القيود في معاهدة السلام لم يأخذ أحد في اعتباره تهديد الجهاد العالمي بسيناء. لا نستطيع أن نطلب من المصريين، تفعيل سيادتهم وتأمين الحدود بيننا دون أن نمنحهم موافقة بالحصول على قدرات تتغلب على التحديدات.

إن هذه المخاوف من انقلاب الوضع في مصر وصعود قوات راديكالية مرة أخرى تضر بمعاهدة السلام، لهو أمر يشغل الجيش الإسرائيلي منذ عامين ونصف، منذ انهيار نظام مبارك. وهو ما سموه في إسرائيل" تحذيرا إستراتيجيا".

نحتفل هذا الشهر بمرور 40 عاما على حرب يوم الغفران ( أكتوبر 73) ماهو الدرس المستفاد بالنسبة لك؟

القادة والمقاتلون في يوم الغفران تركوا لنا ميراثا رائعا وعلى رأسه اتفاق السلام مع مصر والمنطقة منزوعة السلاح بسيناء والتي هي كنز استراتيجي من الدرجة الأولى. لا أستطيع أن أتخيل كيف كان وضعنا إذا ما اضطررنا أن نعيش في واقع آخر. سألتك عن الدرس المستفاد من الحرب، فأجبت باتفاق السلام!

هذه الحرب أوضحت بشكل حاسم لكافة الدول المجاورة ولأعدائنا أنهم لن يستطيعوا ردعنا. بدأنا ( الحرب) في ظروف سيئة للغاية وانتهينا بتحقيق نصر في الجنوب وآخر في الشمال. يبدو أنهم في مصر لن يحبونا أبدا؟

لا يحبوننا هذا صحيح، ولكنهم ينظرون أولا إلى مشاكلهم. وإذا ما خضت في التفاصيل، أرى أنهم خلال الأسابيع الأخيرة لم يعودوا مشغولين بحرق أعلامنا بقدر انشغالهم بمشكلاتهم الاقتصادية، والأزمات، وهوية دولتهم. ولكن ومن منطلق أنهم أيضا لن يحبوننا في المستقبل، فيتعين علينا أن نبقى يقظين.

هل توافقني الرأي أن مصر ليست الورقة الرابحة التي اعتمدنا عليها خلال 30 عاما مضت؟ تعلمنا خلال الفترة الأخيرة أنه من الصعب جدا في الشرق الأوسط الاعتماد على أحد بشكل مطلق. حالة عدم الاستقرار هذه تلزمنا أن نكون متواضعين أكثر في تقديراتنا، وأن نستعد لسيناريوهات مختلفة، ونبذل قصارى جهدنا للحفاظ على السلام- ولكن أيضا- لإعداد أنفسنا لتطورات أخرى".

كيف تصف وضع حماس اليوم في غزة؟ حركة حماس في وضع حرج، فهي محبطة وقلقة، كونها ترى حاضرها أسوأ بكثير مما كان عليه الحال قبل شهرين، ومستقبل ينطوي على كثير من المشكلات. ما هي أكثر المسائل التي تقلقهم؟ فقدان الركيزة الاستراتيجية للإخوان المسلمين بالقاهرة، ولكن أيضا الوضع الاقتصادي الصعب للغاية في القطاع، استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وإطلاق سراح الأسرى- كل هذا يجعلهم في وضع صعب.

هل من الممكن أن ينهار حكمهم في غزة؟ من الصعب القول الآن إن هناك سيناريو ما في الشرق الأوسط يمكن تجاهله، لكني أجد صعوبة في أن أرى من يخلف حماس في غزة، سواء الآن أو خلال السنوات القادمة

منذ عملية عمود السحاب تبذل الحركة جهودا كبيرة في إعادة ترميم قدرتها العسكرية التي تضررت خلال العملية. حماس تبذل ما لديها تحديدا في القدرة الصاروخية مع التشديد على المدى الطويل. في بعض المجالات تقدمت الحركة بشكل جوهري وفي البعض الآخر ماتزال بعيدة عن هدفها، وهذا سبب آخر لأن تبقى متراجعة أمامنا.

وإذا ما هاجمت الولايات المتحدة سوريا، هل تتوقع أن يرد حماس علينا من الجنوب؟

شهدت منظومة العلاقات بين حماس من جهة وسوريا وحزب الله خلال الفترة الأخيرة تضارب في المصالح، ولذلك أجد صعوبة في أن أرى القيادة الحكيمة في غزة تتخذ قرار بالانضمام إلى من لا تتفق معه. وبشكل عام إذا ما أقدموا على ذلك فسوف يقابلون بقوة جبارة.

مقالات متعلقة