اشتعلت ثورة الغضب في وسائل الإعلام و بعض المواقع علي الشبكة العنكبوتية إثر تكريم محافظ بورسعيد لممثلة قامت بدور راقصة !
الغريب أنها ليست المرة الأولي التي تكرم خلالها ممثلة بل لا يوجد في مجال التكريم أكثر من الممثلات والراقصات أيضا ..
الأزمة أن مواقع التواصل والصحف تطالب بإقالة المحافظ وكأنه ارتكب جريمة بينما تفتح أماكن اللهو وتقام المسابقات والبرامج للرقص الشرقي بشكل عادي منذ سنوات طوال فهل في الأمر سر ؟
قد يكون محافظ بورسعيد في صراع مع خصوم و قد يكون هؤلاء الخصوم إنتهازيين لدرجة استغلال الحدث والمطالبة باقالته .. ولكن هل الرقص جديد علي المجتمع المصري و هل التمثيل عار ؟ ..إذن لندعو إلي إلغائه و منعه
وهل لايوجد في سجل المحافظ سوي تكريم ممثلة كسبب يصلح لإقالته ..
بشكل عام لا يصلح سوي الافيه الشهير لعادل امام مع بعض التصرف " لو كل محافظ كرم راقصة ح نطالب باقالته .. يبقي الحكومات المصرية كلها لازم تستقيل بأثر رجعي " ..
أما المعلومة الأهم لهؤلاء فهي أن من أخفى الرئيس الراحل السادات عن أعين البوليس حين أتهم في قضية كادت تؤدي بحياته هو الراقصة الراحلة تحية كاريوكا فهل نقيل الرئيس السادات ؟
وتعود جذور الرقص الشرقي في المجتمع المصري إلى سنوات طويلة ماضية..
تاريخ الرقص الشرقي:
خلخال يحتضن كاحلها، خطوات حافية، وجسد يتمايل على أنغام الموسيقى، وينقلب رأسًا على عقب ليلحق بالإيقاع، دلال وجمال، في زي مزرقش بألوان تسرق الأعين في تغطيها أقمشة كاشفة للجسد، هي الأنثى التي عرفت بالخصوبة وقدمت قربانًا للآلهة، فتحريكها لمنطقتي الخصر والبطن هو إشارة لمواضع الخصوبة، والجمال، وكان رقصها نوعًا من أنواع العبادة، كان الرقص عند الفراعنة هو أقدم أنواع الصلاة.
قرر الفراعنة التواصل مع الآلهة بمثل هذه الحركات منذ آلاف السنين، دون وضع لغة أو قواعد تحكم هذه الحركات، ولكنها حركات ارتجالية، ظنوا أنها عبادة وعاشوا عليها لسنوات عديدة، ولم يقتصر الرقص على العبادة بل كانوا يرقصون ف جميع المناسبات بالعديد من الأساليب، فهناك رقصة للموت، ورقصة للزفاف، ورقص لعودة المسافرين، طلب التوفيق فى الصيد أو الزراعة، ولطرد الأرواح الشريرة، ولكن الغريب هو أسلوب "الرقص والريشة" الذي كان يستخدم لإعلان الحرب، فهم كانوا يرسمون ريشة الحرب على رأس الرمز الهيلوغريفي الدال على الجندي، وتصاحب اللوحة رقصة الحرب لبعض الشبان.
بعد أن كان الرقص مجرد شعائر يؤديها الفراعنة طلبًا للتقرب من الإله، أو التكفير عن الخطايا، فتحول إلى خشبة المسارح والخيم، وشاشات السينما، لإمتاع الجماهير، وكسب الرزق، وعبر القرون الوسطى هاجر الغجر من الهند وفارس إلى بلاد الشام ووادي النيل، وشمال أفريقيا، واحترف البعض منهم الرقص في مصر وعرفوا بـ "الغوازي".
"الغوازي" كان رقصهم أشبه براقصات الشوارع، وبدأت منذ هذه المحطة أساليب الإبتذال في الرقص، كانت سلعة تقدم لمن يدفع الثمن من عامة الشعب، في الموالد، والاحتفالات العامة، وحانات اللهو، وكانوا يستأجرون، لإحياء الأعراس، ودخلن "الغوازي" معسكرات الجنود والسياح البريطانيين، فأتيحت الفرصة للرسامين أن يصوروهن في العديد من الللوحات منها ما نشر في كتاب "وصف مصر"، وقد غضب محمد علي باشا ملك مصر في هذه الفترة، مما دفعه لنفيهن إلى إسنا، بصعيد مصر.
أما العوالم فهو إسم لا يخلو من تقدير كما يظن البعض، لكنه يطلق لما لديهن علم بالموسيقي والألحان ولتمكنهن من غناء القصائد، فهن كانوا في البداية نوعًا راقيًا من الجواري يشتغل بتدريبهن وبيعهن للأثرياء رجل يُدعي "الأستاذ"، لكن مع نهايات القرن التاسع عشر في مصر أصبحت العوالم فئة لها إعتبارها، وصرن أشبه بالفرق الفنية التي يطلبها الناس لإحياء لياليهم، وقد كان غناءهن ورقصهن في الحفلات والمناسبات قاصرًا علي مجالس النساء قبل أن يصبح الإختلاط فيما بعد شيئًا عاديًا.
وكانت فرقة العوالم ترأسها سيدة تسمى بـ "الأسطى"، وتتكون من العازفات "الآلاتية"، وتصاحبهم الراقصات، وكانت الفترة من 1900 حتى 1925 بمثابة أزهى عصور الرقص الشرقي للعوالم، حيث تمتعن بمكانة كبيرة بين الأثرياء والطبقة المتوسطة، وكانت تقدم لهم الهدايا من الذهب والفضة تحت أقدامهن، واشتهر شارع محمد علي بأنه مركز الفنون الشرقية، تسكن العوالم فيه جنبًا إلى جنب، فهو مليء بورش صناعة الآلات الموسيقية، ومحلات الفرق النحاسية، والمقاهي التي يجلس عليها الفنانين
ومن قلب شارع الفنانين، ظهرت "شوق" أول راقصة معروفة حظيت بمكانتها عند العائلات الكبيرة، حيث أنها كانت تقدم عرضها الاستعراضي فردي بستينيات القرن التاسع عشر، وهي كانت الوحيدة من زميلاتها المسموح لها بدخول حفلات الملك "الخديوي اسماعيل"، حيث أنها رقصت في حفل إفتتاح قناة السويس.
ودعيت شوق لترقص في بيت أسرة عريقة من الأقباط بحفل زواج أحد أبناءها، وفي فترة إستراحة شوق قامت من بين المدعوات فتاة سمراء فاتنة لترقص مشاركة الأسرة في فرحها، فنالت إعجاب الحاضرين ومن بينهم شوق التي تقدمت منها لتقبلها وتسألها عن إسمها فأجابت "شفيقة" فهمست لها شوق إنت خسارة.. ما تيجي أعلمك الرقص؟".
مرت شهور تربعت شفيقة علي عرش فن الرقص الشرقي، خاصة بعد موت معلمتها شوق، حتي أن العائلات الكبيرة كانت تتباهي بأنها جاءت بـ"شفيقة القبطية" لترقص في أفراحها، وقد إبتدعت شفيقة تجديداً في الحكاية يتناسب وشهرتها، فكانت تميل بجسدها إلي الخلف وتحمل علي بطنها منضدة صغيرة فوقها أربع أكواب مملوءة بالشربات، وتضع علي جبينها وليس فوق رأسها شمعداناً بشموع مشتعلة، ثم ترقص وفي يديها الصاجات دون أن تسقط الأكواب أو ينزلق الشمعدان لقدرتها المدهشة علي حفظ توازنها.
إلا أن ملامح الرقص الشرقي الحديث له أصول وقواعد لم تظهر إلا في الفترة ما بين “1919-1952”، وشهدت تلك الفترة في مصر فكريًا وفنيًا وثقافيًا ثراءًا، وكان منالأسماء التي لمعت بتلك الفترة إسم الراقصة اللبنانية "بديعة مصابني" والتي تعد بمثابة الأم الروحية لفن الرقص الشرقي الحديث، حيث كانت فرقتها كأكاديمية فنية لتخريج الراقصات،ت واللاتي ظهرن خلال السينما مثل تحية كاريوكا وسامية جمال، أما الرائعة نعيمة عاكف التي تركت السيرك لتنتقل إلي ملهي "الكيت كات" ومنه إلي السينما أيضاً فقد كانت لها أسلوبها الخاص الذي يميزها عن غيرها، فهي كانت ممن يشيعوا البهجة عندما تراهم، ولابد أن لا ننسى "كيتي"، و"زينات علوي"، و"زيزي مصطفى"، وسهير زكي"، و"فيفي عبده"، و"سيمون" وغيرهم.
فتتالت الأجيال وجلبت لنا ظاهرة الـ "فيديو كليب" وما تحمله إلينا عبر الفضائيات من إبتذال ومبالغة وعري، لجذب أنظار الجماهير في كل مكان، أفلام، وقنوات رقص،وحتى مسلسلات، تسللت البذائة إلى بيوتنا ونحن لا ندري، فتحول الرقص من صلاة إلى "هز وسط".
اقرأ أيضًا:
البنتاغون يؤكد استهداف "داعش" انطلاقًا من قاعدة إنجرليك التركية سهرة على أنغام الجاز مع أحمد نظمي.. غدًا يحيى خليل يشارك في مهرجان الصيف يحيى خليل يشارك في مهرجان الصيف بلقيس تعزف العود في الأنتيك خانة التخت العربي على المسرح المكشوف.. الجمعة غالية بن على على مسرح النهر في رمضان منال محيي الدين تعزف الهارب على المسرح المكشوف.. الأثنين بالفيديو.. الهاليهوب تفتتح عيش بلدي أولى حفلات النفيخة في يونيو طرب باند تحتفل بالعيد الوطني للسويد بين القاهرة و الأسكندرية