في الوقت الذي فضل العديد من أهالي الإسماعيلية الجلوس بمنازلهم وعدم الخروج منها تجنبًا لموجة الحر الشديدة التي تضرب محافظات الجمهورية، خرجت نهاد عاملة النظافة من السابعة صباحًا لتعمل في تنظيف الشوارع تحت نيران الشمس الحارقة ودرجات الحرارة المرتفعة، بحثًا عن بضع مئات من الجنيهات تساعدها في إعالة أطفالها الصغار.
"بستحمل الشمس والحر عشان خاطر عيالي عشان ما يتبهدلوش ولا أروح أشحت في الشوارع".. هكذا بدأت نهاد محمد عوض، عاملة نظافة حديثها لـ"مصر العربية"، وتابعت أعمل عاملة نظافة لدى حي ثاني بالعقد مقابل 310 جنيه في الشهر، حيث تأتي من قرية نفيشة إلى مدينة الإسماعيلية يوميًا لتعمل منذ السابعة صباحًا وحتى العصر في تنظيف وكنس الشوارع، دون أية إجازات.
وقالت: "اللي خلاني اشتغل الشغلانة دي واشتغل في مختلف الظروف الجوية هو قلة الفلوس"، وتابعت زوجي يعمل لدى تجار الخردة ولا يصرف علينا ولا نراه بالأيام، الأمر الذي دفعنى إلى العمل من أجل أطفالي الأربعة "نشوى وهدير وأحمد ومحمد" والذين مازالوا اطفال حيث أن أكبرهم في الصف السادس الإبتدائي، قائلة طلعت اشتغل واصرف عليهم بدل عيالي ما يروحوا يشحتوا ولا يسرقوا ولا يمسحوا عربيات للناس".
وأشارت نهاد إلى قبولها بهذه المهنة جاء من أجل الصرف على أطفالها وعلى تعليمهم حتى يحصلوا على أعلى الشهادات، ولا يتركوا المدرسة مثلي، قائلة: "أنا بشتغل الشغلانة دي عشان يفضلوا في المدرسة عشان ما أخيبش عيالي زي ما انا خبت، لأن أمي طلعتني من المدرسة عشان ما كنش معاهم فلوس يعلموني فمش عيزاهم يطلعوا زي".
وأوضحت أعمل بهذه المهنة منذ سنة تقريبًا بنظام العقد، لافتة إلى أن كل ما اتمناه هو أن يتم تثبيتى في هذه المهنة، ورفع أجري لأنني أعمل أنا وعدد كبير من العاملات بعقود مؤقتة، ويرفض المسؤولون تثبيتنا".
وتضيف نهاد، أن المسؤولون حصلوا على توقيعات منها وزملائها على أوراق تتضمن عدم مطالبتهم بالتثبيت.
اقرأ أيضًا:
مميش: نسبق المخطط الزمنى لأعمال التكريك بـ 30% مميش: إنشاء 460 حوض استزراع سمكي بأحواض القناة الجديدة انفجار داخل مكتب بريد الإسماعيلية الرئيسي 31 مايو.. تأجيل المحاكمة العسكرية لـ 15 معارضا بالإسماعيلية