صائمون الفيس بوك: الإنترنت ثواب في رمضان

"فيس بوك" وتوتير" .. ساحات للخلافات السياسية ودنيا كاملة من العالم الافتراضي يبني فيها كل شخص حياته التي يريد، ولكن رمضان هذا العام ذو طعم مختلف على مواقع التواصل الاجتماعي .

 

دنيا محمود ( 25 عاماً) ، بادرت بمصالحة شعبية في محيط أصدقائها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلة: الخلافات السياسية أفسدت الود، لي أصدقاء لا ينتمون إلى تيارات دينية ولكن انقسمنا بين مؤيد ومعارض لمرسي وتوترت علاقاتنا، فقررت استغلال شهر المغفرة والرحمة لنقترب من بعض مرة أخرى، خاصة وأنه بأقل مجهود أستطيع أن أضيفهم في صورة تحمل دعاء أو حديث نبوي شريف .

 

إصلاح وتهذيب

 

علي السيد (32 عاماً) قرر أن يصلح ما أفسدته السياسة في رمضان، عن طريق الـ"فيس بوك"، رغم أن استعماله للفيس بوك في رمضان ضعيف للغاية، لأنه يهتم أكثر بالطقوس الدينية .

 

وأضاف: كوني من شباب الإخوان أفسد علاقات الصداقة التي تجمعني بأصدقائي المختلفين عني في الانتماءات السياسية، ولن أقول أنهم وحدهم السبب وإنما جو التوترات والمشاحنات الأخير ما دفع الجميع إلى ذلك، لذا فكرت في استغلال روحانيات الشهر لنجتمع من جديد سواء صلاة التراويح أو سهرة ثقافية في "بيت الغوري" لنستمتع بالإنشاد الديني والتنورة، أو حتى لنأكل كنافة بالمانجا من "تسيبس"، و"الفيس بوك" خير معين في ذلك وأسرع وسيلة تجمع .

 

Share من فضلك

 

أما مروة عبد الحميد ( 30 عاماً)، فلا تدع للخلافات الشخصية مجالاً يعكر صفو حياتها، وتفيد بأن الـ"share" هو بطل صفحتها الشخصية على الـ"فيس بوك" في رمضان، وتقول: تجذبني روحانيات رمضان التي تنعكس على الفيس بوك خلال الشهر الكريم، وقد أقرأ على صفحات أصدقائي أحاديث نبوية لم أسمعها من قبل، فأبحث عنها على الانترنت لأقرأ تفسيرها وأتكد من صحتها فتعجبني أكثر، وهنا يلعب الـ share دور البطولة المطلقة التي لا تقف عند الأحاديث فقط بل إن هناك صوراً غاية في الروعة.

 

وتابعت: العام الماضي جاءت دعوة الشباب للإفطار الجماعي في أول يوم رمضان بميدان التحرير تأكيداً على مطالب الثورة التي لم تتحقق، تناقلت الصفحات الثورية والاجتماعية صور مشاركة المسيحيين للمسلمين في الإفطار ومساعدتهم في وضع الطعام وحمايتهم أثناء الصلاة في الميدان، وكان ذلك خير دليل على الوحدة الوطنية ونفي لمزاعم لاعبي السياسية بوجود احتقان طائفي، وأتمنى أن يأتي هذا العام بدعوة افطار جماعي لجميع شباب الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة حتى يجتمعوا على مصلحة الوطن وبناءه.

 

وتتابع: وبعيداً عن الحراك السياسي الذي لا أحب أن أتدخل فيه حتى لا أخسر أصحابي، أرى أن الـ share لآيات القرآنية ودعوات التسامح ثواب كبير يجعل استعمالي للفيس بوك صدقة جارية فكلما رأى أحد أصدقائي الكلمات والآيات التي أكتبها تدعو للتسامح وإلى أن العمل عبادة تجعلني أشعر أنني داعية إسلامية في العالم الافتراضي، لعلني أنال ثواب من يأخذ بها أو يقرأها وبذلك لا أضيع وقتي في رمضان هباءًا .

 

ضرورة التطهير

 

أسامة وحيد، 34 عاماً، يعمل بمبدأ التطهير الشامل لـ"بروفايله" ليلة سحور اليوم الأول في الشهر الكريم، فيتخلص من أي نكات سياسية قد يكون فيها سخرية من أي تيار.

 

وأضاف قائلاً: أيضاً أستبدل صورتي الشخصية بأدعية وآيات قرآنية، وهذا لا يكون حالي فقط بل الكثيرون من أصدقائي يقومون بنفس التطهير وألاحظ نوع من الهدوء والسكينة في الـ " Status " التي يكتبها أصدقائي، والأجمل من ذلك أنني أبحث عن مقاطع الفيديو التي أعجبتي للدعاة الذين أتابع برامجهم الدينية مثل معز مسعود وعمر خالد، وأرفعها على صفحتي وأرسلها لأصدقائي لعلهم لم يشاهدونها فتعم الفائدة وأكسب الثواب .

 

ثورة إلكترونية

 

ولكن منى عبد الرحمن (23 عاماً) ، تؤكد أنها ثائرة "فيس بوكية" وميدانية في نفس الوقت، والحديث في السياسة واطلاق النكت السياسية الساخرة، لا يتوقف على صفحتها في رمضان.

 

وتقول: نجح نظام مبارك في إلهاء الشعب بهموم الفقر والمرض ليخرج بعيداً عن السياسية، ولكن الـ"فيس بوك" والتكنولوجيا لعبت دوراً كبيراً في التوعية السياسية التي ينقلها الشباب إلى أسرهم، لذا فإن المهتمين بالسياسة مثلي لا تتغير نشاطاتهم في رمضان فمازلنا نؤكد أن ثورتنا مستمرة حتى تستقر أوضاع مصرنا الحبيبة بعد عزل مرسي الذي عانى الشعب معه على مدار عام كامل.

 

من جهتها تؤكد الدكتورة سامية خضر، أن التكنولوجيا الحديثة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي، سلاح ذو حدين، يمكن استخدامه في الخير أو في الشر والعنف .

 

وتضيف: وهذا ما فعله الشباب في التوعية السياسية وسرعة تجمعهم للتظاهرات التي ينبغي أن تكون سلمية مهما اختلفت انتماءاتهم.

مقالات متعلقة