عمرو موسى: مصر تعيش مرحلة نقل زعامة من جيل لآخر

عمرو موسى

قال عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر وأحد مؤسسي جبهة الإنقاذ: "نحن نعيش أوقات حرجة وربما تكون حاسمة، مما يتطلب مناقشة أهم أولويات المرحلة"، لافتًا إلى أن مصر تعيش مرحلة نقل الزعامة من جيل إلى آخر، واصفًا مصر بأنها إحدى "الصواميل" الرئيسية في هيكل النظام العالمي ودورها مهم جدًا.

 

تصريحات موسى جاءت في لقائه مع برنامج القاهرة 360 على فضائية القاهرة والناس، أمس. وأكد موسى أن 30 يونيو خطوة على طريق استكمال ثورة 25 يناير ويوصل رسالة مفاداها أنه لا تراجع ولا تنازل عن مطالب الثورة والسير للأمام بالديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.

 

وأضاف موسى أن ماحدث في مصر يعد تصحيحًا في فكر الإسلام السياسي، وسنرى نتائجه في العالم العربي شرقًا وغربًا بل والمنطقة بأسرها، مشيرًا إلى أن المسألة ليست مجرد استرضاءً لتيار أو حزب بعينه، بل هي سياسة وحكمة وخطة وربط بين مصالح المواطنين وأفكارهم أما الفصل بينهما فسيؤدي للتهلكة، حسب تعبيره.

 

وأوضح موسى أن مشكلة مصر في السنوات الأخيرة هي تراجعها عن مواكبة المسيرة والركب العالمي والتي بدأت بانغلاقها على نفسها، مما أضر بالشعب، أما الآن فمصر في بداية مرحلة الانفتاح على العالم الخارجي وتتحرك لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

 

وأشار موسى إلى أن الإخوان ظنوا أن الحكم هو مجرد سيارات وإعلام، وحاولوا إخضاع الشعب وفاتهم أن وقت إخضاع الشعوب انتهى، وانتهت لغة الديكتاتورية ومحاصرة الشعب، ولم يروا ماحدث في مصر ولم يتطرقوا للمشاكل التي يعانى منها الشعب ولم يستعدوا لها بخطة أو نظرية أو أشخاص بل إن تركيزهم كان على أمور معينة وهو السيطرة على مقاليد الحكم في مصر.

 

وتابع "الإخوان لم يختاروا الشخص المناسب للمكان المناسب، وظلوا يعملون وفق مفهوم أهل الثقة دون أهل الخبرة، في وقت تعيش مصر فيه أشد أزماتها وتواجه تحديا كبيرا بحاجة فيه لأهل الخبرة لإنقاذها داخليا وخارجيًا".

 

وعلق موسى على إعلان اختيار زياد بهاء الدين لتولى رئاسة الحكومة الانتقالية قائلا: "زياد بهاد الدين كان إحدى الأسماء التي رشحتها قبل أشهر، ولدى ثقة كبيرة في مهنيته ومصداقيته، فضلا عن أنه ذو خلفية اقتصادية وقانونية ومن جيل الشباب؛ لذا فأرى أن اختياره جيدًا".

 

واعتبر موسى أن أهم وزارة حاليًا هي وزارة المالية، مطالبًا بحسن اختيار شخصية وزير المالية، شرط أن يكون متخصصا ومعايشا للاقتصاد الدولى ليعرف كيفية التعامل مع الصندوق الدولي رأسًا برأس ولا يخاف منه.

 

وقال موسى: "إنه ليس من مصلحة مصر معاداة الولايات المتحدة والعكس صحيح، لكننا نريد علاقات إيجابية وذات صداقية، نحن دولة ذات ثقل تاريخي وثقافي وثوري وما حدث في مصر لم يحدث في العالم كله ويجعلنا نتعامل بثقة وبحنكة؛ لأنها دولة عربية رائدة تقود المنطقة بأسرها".

 

ورأى موسى أن إيران وتركيا اللذان يعدان من أهم دول الشرق الأوسط بجانب مصر، لايستطيعون قيادة العالم العربي وحدهم، لكن مصر تستطيع بدورها، لافتا إلى أن ميزان النظام الإقليمى يتوقف على المسيرة المصرية.

 

وأبدى موسى تخوفه من انحراف السياسة المصرية الخارجية، داعيًا من يتولى منصب السياسة الخارجية إدراك أن مصر في الأساس ذات إطار عربي لايمكن إنكاره فضلا عن بعد متوسطى أضيف إليها في السنوات الأخيرة.

 

ورفض موسى وصف ما يحدث في مصر "انقلابًا عسكريًا "، مشيرًا إلى أن الشعب هو من بدأ التحرك وليس الجيش ولذلك لا يمكن أن يكون "انقلابًا عسكريًا" وبدأ الجيش في التدخل بعد رفضه تهديد وترويع المواطنين لمنع مصر من الدخول في حرب أهلية.

 

وأكد موسى على عدم وجود اتصالات تمت بين القوات المسلحة وبين رموز المعارضة قبل 30 يونيو؛ لأن المعارضة كانت منشغلة مع حركة تمرد والدعوة للتظاهر السلمى يوم 30 يونيو وعدم المساس بالممتلكات العامة والخاصة، منوها إلى أن القوات المسلحة كانت تقف بعيدة عن معسكر الحكومة والمعارضة.

 

ونفى موسى أن تكون ثورتهم ضد حكم الإخوان لمجرد أنهم إخوان، بل لأنهم فشلوا في إدارة الأمور ولم يتقبل الشعب طريقة إدارتهم ووضعهم للأولويات قائلا: " كان أمام الإخوان فرصة ذهبية لو أحسنوا إدارة الأمور، ولكنهم دفعوا الثمن غاليا بسوء إدارتهم.

 

ودعا شباب القوى الإسلامية إلى الانضمام إلى حركة تمرد التي تستهدف التغيير الجذري في حياة المصريين والعرب، متوقعًا أن ينضم في النهاية شباب الإخوان لباقي شباب مصر، لأن هذا مستقبلهم.

 

واستكمل موسى يجب ألا نحجر على تيار الإسلام السياسي ووضعهم في حجمهم الحقيقى؛ لأن من حق جماعة الإخوان والتيار الإسلامي ممارسة السياسة لأنهم جزء من الثورة ولا يجب إقصاؤهم، داعيا إياهم إلى إعادة بناء أنفسهم بناء حديثا.

 

وأضاف يجب على الدولة والإعلام طمأنة الناس وتوعيتهم بأن الديمقراطية ليست صندوقا فحسب، مؤكدًا على أننا نعيش حالة من التربص، وأن هذه الحالة خطيرة ويجب معالجتها فورًا.

 

ووصف موسى تصريحات الإخوان بأن أمريكا ستندم عن تخليها السريع عن الجماعة بأنها "أمر غير معقول"، قائلا: هل تندم أمريكا على قصة نجاح في مصر وأجهضت؟.. هذه لم تكن أبدًا قصة نجاح ولكن أخطاء الإخوان البالغة هي التي دفعتهم إلى هذا الموقف، بحسب قوله.

مقالات متعلقة