معاريف: الإسرائيليون يعتبرون السيسي بطلاً وزعيمًا عبقريًا

قال "عمير ربوبورت"، المحلل العسكري الإسرائيلي والباحث في معهد "بيجن – السادات" للأبحاث الاستراتيجية، إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي ينظر إليه في إسرائيل باعتباره بطل وعبقري وزعيم يتمتع برباطة جأش منقطعة النظير، كونه أطاح بالرئيس دون إطلاق رصاصة واحدة، ودون تنفيذ انقلاب عسكري حقيقي، نجح أيضًا في تكوين جبهة مصرية واسعة من خلفه.

 

وقال" ربوبورت": في المخابرات الإسرائيلية أعدوا منذ شهور ملفًا للجنرال عبد الفتاح السيسي، متروٍ، وطني مصري، قادر على اتخاذ القرار، زعيم والواقع أن هذا الملف لم يبدأ من الصفر، الاسم عبد الفتاح السيسي كان جديد بالفعل بالنسبة للجمهور الإسرائيلي، عندما تم تعيينه منذ عام في منصب وزير الدفاع، لكن بالنسبة لبعض عناصر منظومة الأمن الإسرائيلية كان الرجل معروفًا من الاتصالات التي أجريت معه عندما أشرف على المخابرات العسكرية".

وأوضح المحلل الإسرائيلي في مقال بصحيفة "معاريف" أن تعيين السيسي وزيرًا للدفاع من قبل الرئيس مرسي، جعل البعض يصنفونه كمتعاون مع الإسلاميين لكن الأمر بدا عكس ذلك بالمرة.

وتابع قائلاً: إن السيسي لم يكن يتورع عن مواجهة مرسي وتحت قيادته للجيش أدار الجيش المصري عملية تنسيق ضخمة مع إسرائيل على مدى العام الماضي، وهو التنسيق الذي اعتبر "ربوبورت" أنه أفضل كثيرًا من ذلك الذي جرى خلال فترة حكم مبارك، مضيفًا "الحقيقة تتحدث عن نفسها فمنذ الأسابيع الأخيرة التي تلت عملية "عامود السحاب" في قطاع غزة ظهرت ثمار جهود الجيش المصري لوقف تهريب الصواريخ طويلة المدى للقطاع، وخلال هذه الفترة كلها لم تدخل صواريخ استراتيجية إلى غزة بدلاً من الصواريخ التي تم تدميرها على يد سلاح الجو الإسرائيلي خلال العملية".

وأكد المحلل العسكري أن هذا التنسيق عبر عن نفسه حين سمحت إسرائيل للجيش المصري بادخال 30 دبابة إلى سيناء لتنفيذ عمليات في شهر مايو، وهي السابقة الأولى منذ توقيع اتفاق السلام بين تل أبيب والقاهرة، لافتًا إلى أن الرئيس السابق محمد مرسي كان قد أدخل دبابات إلى سيناء دون موافقة إسرائيل، واضطر إلى سحبها لما وراء قناة السويس تحت ضغط أمريكا التي هددت بوقف المساعدات. وواصل "ربوبورت" بالقول: "وقعت الثورة المصرية الأولى التي اسقطت حكم مبارك على المخابرات الإسرائيلية وكافة أجهزة المخابرات في الغرب كمفاجأة كبيرة. أما الثورة الثانية فلم تفاجئنا كثيرًا، حتى في الأيام التي تحدث فيها مرسي بثقة في الميادين والتليفزيون، قدرت إسرائيل أن حكمه يقف على قدمي دجاجة". وتابع المحلل الإسرائيلي: "من وجهة نظر معينة كان مرسي ثروة لإسرائيل؛ فقد فرض على حماس وباقي الفصائل في القطاع هدنة تامة تقريبًا، تتوافق مع المصالح المصرية. ورغم ذلك فإن أحدًا في إسرائيل لم يلتفت للحظة إلى أن مرسي لم يعترف بإسرائيل ولم ينطق اسمها ولو مرة". ويرى "ربوبورت" أن العلاقات غير المباشرة مع إسرائيل والأخرى المباشرة مع الولايات المتحدة كانت بالنسبة للإخوان المسلمين مجرد "تكتيك"، فلو استمر مرسي وقتًا كافيًا لكان تخلص من كل الجنرالات في قيادة الجيش، وأسس لنظام ديكتاتوري كنظام حماس في غزة، وعاجلاً أم آجلاً كان سيتحدي أيضًا اتفاق السلام مع إسرائيل، ويطلب تغييره، إذا لم يسعَ لإلغائه، على حد قول الصحفي الإسرائيلي. ويخلص"ربوبورت" للقول أن إسرائيل ليست لديها سبب ما للندم على زوال نظام الإخوان المسلمين قبل الأوان، معتبرًا أن السؤال الجوهري يدور حول من سيأتي رئيسًا لمصر بعد إجراء انتخابات مبكرة.

مقالات متعلقة