المعارضة الاشتراكية تفوز بالسلطة في ألبانيا

رئيس وزراء ألبانيا المنتهية ولايته "صالح بريشا

أقر رئيس وزراء ألبانيا المنتهية ولايته "صالح بريشا"، الأربعاء الماضي، بهزيمة تحالفه اليميني أمام المعارضة اليسارية الاشتراكية في الانتخابات التي أُجريت الأحد الماضي، خلال أول عملية تداول للسلطة لا تثير خلافات منذ سقوط الشيوعية عام 1990.

وأشار موقع (بلوين نيوز) الإخباري إلى أن المعارضة الاشتراكية التي يقودها رئيس بلدية تيرانا الأسبق "إيدي راما" قد تفوقت على حزب "صالح بريشا" الديمقراطي المحافظ، بنسبة 53% من الأصوات مقابل 36%.

وأعلن بريشا "لقد قبلت شخصيا وقبل حزبي نتائج هذه الانتخابات، لقد خسرنا المعركة لكن تداول السلطة أمر حيوي في الديمقراطية"، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تقبل نتائج الانتخابات منذ سقوط الشيوعية، حيث أن الانتخابات السابقة غالبا ما كانت تؤدي إلى مواجهات عنيفة.

وقال "صالح بريشا" إنه يتحمل المسؤولية كاملة عن خسارته التي تسببت في حرمانه من تولي المنصب للمرة الثالثة على التوالي، وأعلن استقالته من جميع مناصبه بالحزب الديمقراطي على أن يظل عضوا عاديا فيه.

ووصف موقع "بلوين نيوز" اعتراف بريشا بهزيمته وانتقال السلطة سلميا في ألبانيا، بأنه بمثابة "نقلة نوعية" في مسار الديمقراطية في البلاد، كما أنه خطوة بارزة نحو استقرار ألبانيا وانضمامها للاتحاد الأوروبي الذي يعد إجراء انتخابات وفقا لمعايير الاتحاد الأوروبي شرطا لاقتراب ألبانيا من عضويته.

وأكد المراقبون أيضا أن اعتراف بريشا بهزيمته وقبوله بالنتيجة مؤشر على نضوج الديمقراطية في ألبانيا التي هزتها موجات من عدم الاستقرار السياسي.

وكان رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في ألبانيا "ايتوري سيكي" قد أكد أن سير الاقتراع "وفق المعايير الأوروبية" يرتدي "أهمية كبرى" لألبانيا التي تُعد واحدة من أفقر دول أوروبا.

وكانت ألبانيا قد تقدمت بطلب العضوية للاتحاد الأوروبي عام 2009، وتسبب بطء الإصلاحات في عرقلة إحراز تقدم في هذا الاتجاه، لكن سلاسة انتقال السلطة هذه المرة على نحو غير مسبوق تقرّب ألبانيا من الاتحاد.

وخلال الحملة الانتخابية، تعهد كل من "صالح بريشا" طبيب القلب البالغ من العمر 69 عاما الذي سيطر على المشهد السياسي في ألبانيا لأكثر من 20 عاما، ومنافسه زعيم الحزب الاشتراكي "إيدي راما" الرسام الذي درس في باريس ورئيس بلدية تيرانا سابقا، بالعمل على انضمام بلدهما للاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن ألبانيا التي كانت معقلا لشيوعية استبدادية منعزلة حتى عام 1990، انضمت إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" عام 2009.

وجدير بالذكر أن ألبانيا هي إحدى دول إقليم البلقان الواقع في جنوب شرق أوروبا، ويبلغ تعداد سكانها 2.8 مليون نسمة، وفقا للمعهد الألباني للإحصائيات عام 2011، ويحق لنحو 3.3 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم لاختيار 140 مشرعا في الانتخابات، والنظام السياسي فيها ديمقراطي برلماني يملك السلطة فيه رئيس الوزراء لكن الرئيس يمارس دورا مهما على رأس النظام القضائي وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويمثل المسلمون في ألبانيا 56.7% ومسيحيون أرثوذكس 6.75% ومسيحيون كاثوليك 10.3% بجانب أقليات أخرى.  

مقالات متعلقة