موعد وراء آخر، ولا إجراءات فعلية يتم تطبيقها لإنجاز انتخابات مجلس النواب التي نص الدستور على بدئها بعد 6 أشهر من إقراره، امتناع لجنة الانتخابات عن تحديد موعد محدد لإجراءات علامات أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب والدوافع وراء ذلك.
وبعيدًا عن تقسيم الدوائر التي تعلنه الحكومة سببا لتأخر انتخابات البرلمانيات، رأى باحثون سياسيون إن هناك أبعادا أخرى وراء التأجيل، تتعلق بخشية النظام من وقوع تفجيرات أثناء إجراء الانتخابات البرلمانية بجانب فوز أعضاء من تيار الإسلام السياسي المعارضين للنظام.
لكن تلك الرؤية نفاها أساتذة سياسيون واجتماعيون معتبرين أنها مجرد فزاعات تستخدمها بعض القوى التي تجاهد لتأجيل الانتخابات لإتمام استعداداتها، وجهات خارجية تسعي أن تظل مصر غير مستقرة وليس لديها نظام سياسي كامل، مشددين على أن جهاز الأمن الوطني سيجري تحرياته الكاملة عن كل المرشحين وسيتأكد من عدم انضمامهم للجماعة التي اعتبرتها الدولة إرهابية وحظرت أنشطتها.
المعارضون.. والقوانين المكملة للدستور
من جانبه، قال الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والاقتصادية والقانونية إن من أهم أسباب تأجيل البرلمان خشية النظام من نجاح أعضاء تيار الإسلام السياسي المعارضين للنظام من أحزاب الوسط ومصر القوية والبناء والتنمية والأصالة والفضيلة.
وأضاف عامر لـ "مصر العربية" أن الدراسات الميدانية التي أجروها أثبتت أن تيار الإسلام السياسي المعارض قادر على حصد ما يتراوح بين 15 % إلى 25 % أي ما يعادل 135 مقعدًا كحد أقصى وهي نسبة كبيرة تقلق النظام.
وألمح إلى أن التيار المدني بكل تحالفاته والزخم الإعلامي الذي يحيطه لن ينجح في حصد نسبة كبيرة من البرلمان لتمثل دعم للنظام بالبرلمان الجديد.
وفي السياق ذاته، سبق أن توقع الدكتور سعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية بالقاهرة في تصريحات تلفزيونية أن يحصد الإخوان وحدهم حال مشاركتهم في الانتخابات البرلمانية المرتقبة نسبة تصل إلى 35% من مقاعد البرلمان.
وتجدر الإشارة إلى أن القوانين المكملة للدستور أو المقيدة للحريات يجب الموافقة عليها بأغلبية ثلثي الأعضاء لإقرارها وفقا لنص الدستور، وإلا تعتبر كأن لم تكن، ويبطل كل ما ترتب عليها بأثر رجعي، ومن بين تلك القوانين قوانين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والمحليات وقانون التظاهر الذي يحاكم وفقا لنصوصه آلاف المعارضين المحتجزين.
الإرهاب
من جانب آخر، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع الخبير في الشئون البرلمانية، إن السبب في تأخر عقد الانتخابات البرلمانية حتى الآن هو تخوف الحكومة من الأعمال الإرهابية التي قد ترتكبها جماعة الإخوان ومؤيدوها بحسب قوله.
وأشار ربيع إلى أن الجماعة تسعى لتأجيل الانتخابات تزامنًا مع عقد مؤتمر المانحين بشرم الشيخ الشهر المقبل وهو ما قد يتسبب في عدم حصول مصر على المنح الدولية نظراً لعدم اكتمال أركان الدولة الدستورية بالبرلمان وعدم إتمام خارطة الطريق.
وأشار إلى أن الحكومة تبحث زيادة تأمين الانتخابات وعدم تأجيلها حتى تتمكن من الحصول على المنح الدولية.
الأمن الوطني مسيطر
وفي المقابل قال الدكتور سعيد صادق أستاذ الاجتماع السياسي، إن إرجاع تأخر عقد الانتخابات البرلمانية لأسباب أمنية متعلقة بالحذر من عودة الإخوان للبرلمان لا أساس له من الصحة وتخوف مبالغ فيه فجهاز الأمن الوطني سيجري تحرياته الكاملة عن كل المرشحين وسيتأكد من عدم انضمامهم للجماعة التي اعتبرتها الدولة إرهابية وحظرت أنشطتها.
وشدد صادق على أن الظروف الأمنية في مصر بشكل عام أفضل بكثير رغم الاستثناءات من توقيت إجراء الانتخابات الرئاسية ومع ذلك لم تشهد أحداث عنف وهو ما يعني أن الأمن ليس سبباً في تأخر عقد الانتخابات، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه ستحدث بعض الاحتكاكات المحدودة بين القبائل والعائلات مع النظام الانتخابي الفردي.
وأشار إلى أن هناك قوى تجاهد لتأجيل الانتخابات للتمكن من إتمام استعداداتها، كما أن هناك جهات خارجية تسعي لتأجيلها حتى تظل مصر غير مستقرة وليس لديها نظام سياسي كامل أي رئيس وبرلمان منتخبين ودستور.
بدوره قال المهندس حسام الخولي المتحدث باسم تحالف الوفد المصري، إن عدم تحديد موعد لإجراء الانتخابات البرلمانية يرجع لسبب التخوف من الصراعات القبلية في الصعيد مثلا واستغلال جماعة الإخوان وأنصارها لهذا بشكل يضر بالصالح العام.
وتابع: "نظرًا لكون النظام الانتخابي يغلب عليه نسبة المقاعد الفردية على القوائم فإن ذلك سيؤدي إلى مشاحنات بين العائلات نظرًا لأن هذا النظام الانتخابي يذكي العصبية في مناطق معينة".
اقرأ أيضًا:
إنفوجراف.. 8 أشكال للبرلمان منذ عهد محمد علي
بالأرقام .. مقاعد البرلمان المستهدفة من الأحزاب
للمرة الرابعة في 134 يومًا ..لا تنسى إعادة ضبط ساعتك
انقطاع الكهرباء يؤخر فعاليات مهرجان رأس البر 4 ساعات
وقفة للمعاقين أمام محافظة كفرالشيخ للمطالبة بالتعيين
في شهرين ونصف.. التوقيت يتغير ثلاث مرات
بالأرقام.. الفائزون بمجلس إدارة وعمومية دار التحرير
فتح باب الترشح لمنصب رئيس مصر القوية خلال أسبوعين
14 سبتمبر.. منافسة سباعية شرسة على منصب مدير منظمة العمل العربية
فيديو.. النور: البرلمان القادم شتات أحزاب وأغلبية مستقلة
7 جهات رسمية ترفض استضافة مؤتمر صباحي بالإسكندرية
و.بوست: عبدالله عبدالله يقترب من رئاسة أفغانستان
رئاسية 2014.. غابت المؤتمرات وحضرت المبايعات